بدأ حلف شمال الأطلسي أضخم مناورات عسكرية منذ الحرب الباردة، في رسالة موجهة لروسيا بعد الخلافات الأوروبية والأمريكية معها.
وتحدثت وكالة “فرانس برس” أن المناورات العسكرية بدأت اليوم الخميس 25 من تشرين الأول، في النروج، تحت مسمى “الرمح الثلاثي 18” وبمشاركة 31 دولة، كأقوى تدريبات عسكرية للحلف منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.
ويشارك في التدريبات 65 بارجة و250 طائرة وعشرة آلاف آلية منوعة، إلى جانب نحو 50 ألف جندي، وتهدف لتعزيز الدافع عن أي دولة أوروبية تتعرض للعداء بحسب ما قال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ.
وأوضح ستولتنبرغ، “في السنوات الأخيرة تراجعت البيئة الأمنية في أوروبا بشكل كبير (…) المناورات ترسل رسالة واضحة الى دولنا والى أي عدو محتمل: أن حلف الاطلسي لا يسعى ادإلى أي مواجهة لكننا متأهبون للدفاع عن كل حلفائنا ضد أي تهديد”.
سبق ذلك مناورات عسكرية روسية على حدودها مع الاتحاد الأوروبي، إضافة لمناورات عديدة أجرتها القوات الروسية منها التدريبات في البحر المتوسط على السواحل السورية.
واعتبر حلف شمال الأطلسي أن تلك التدريبات هي رسائل روسية بهدف التباهي واستعراض قوتها العسكرية، بعد خلافات عديدة، لا سيما أزمات أوكرانيا ومقدونيا وبريطانيا.
كما أجرت روسيا تدريبات في أيلول الماضي، تعد الأكبر من نوعها بعد ضمها جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا وسط انتقادات دولية واسعة للهيمنة الروسية على شبه الجزيرة.
وفي السياق ذاته، عززت القوات الأوروبية والأمريكية من وجودها في محيط أوكرانيا وبالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي دفع موسكو لرفض الاقتراب من حدودها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حينها إن “مثل هذه الأعمال غير المسؤولة ستؤدي حتما إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي والعسكري في الشمال، وإلى زيادة التوتر” متوعدة بـ “اتخاذ التدابير الضرورية للرد”.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام على تلميح واشنطن للانسحاب من اتفاقية انتشار السلاح النووي، وهذا زاد التوتر بين موسكو وواشنطن، إلى جانب الخلافات العميقة بينها وبين دول الاتحاد الأوروبي وخاصة بريطانيا.
وقال ستولتنبرغ، “نحن نتدرب في النروج، لكن بالطبع الدروس المستقاة من ترايدنت جانكتشير ملائمة لدول أخرى (…) نأمل أن تتجنب روسيا السلوك الخطر”.