أكدت تقارير حقوقية استمرار الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الإخوانية الممولة قطريا بحق اليمنيين، وسط صمت مستغرب من قبل المنظمات الدولية التي تحدثت خلال العام الماضي والجاري عن مزاعم السجون السرية في عدن والجنوب. قال مصدر أمني في الشرطة العسكرية بمحافظة مأرب.
مراسل (اليوم الثامن) قال"إن الشيخ النقيب ضيف الله هرشل المطوع، توفي عقب تعرض لتعذيب وحشي بعد ان تم تغييبه في سجن إنفرادي بسبب خلاف بينه وبين قائد الشرطة العسكرية العميد ناجي منيف المحسوب على تيار الاخوان المسلمين الموالي لقطر".. مؤكدا ان "٤ جنود وبإشراف قائد الشرطة العسكرية كانوا يتداولون على تعذيبه هو وزملائه وذلك بسبب مطالبته بصرف الرواتب"..
وقال مقربون من الضحية لـ(اليوم الثامن) "إنه كان من احد ابطال الجبهات لا يشق لها غبار قاتل في العديد من الجبهات، قبل ان يلقي حتفه في معتقل سري للإخوان، تحت التعذيب المفرط من قبل قوات الجبروت والإذلال". وقال المصدر ان زميل الضحية الشيخ النقيب ويدعى العميسي والذي كان معتقلا معه قد تم الإفراج عنه فاقد العقل بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرض لها ولا يزال يرقد في مستشفى المدينة بالمجمع".
لا يكتفي حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع الإخواني في اليمن، بتطويع وأخونة المؤسسة العسكرية فحسب، بل بدأ بتقمص دور الدولة ببناء السجون بشكل سريع لاحتجاز عشرات المعتقلين والمختفين قسريا من المناهضين له. سجون الإخوان السرية وكشفت توجيهات صادرة عن الدكتور علي الأعوش، النائب العام في اليمن ، إلى القاضي عبدالواحد منصور، رئيس نيابة استئناف محافظة تعز، عن جانب من الملف الأسود للمعتقلات السرية التي تديرها جماعة الإخوان الإرهابية بالمدينة جنوبي اليمن. وقال موقع "العين" انه تحصل على وثائق توضح إحالة عدد من المعتقلين، بينهم "أحمد عبده علي" إلى النيابة العامة، بغرض النظر بقضيته وإطلاق سراحه، إلا أن الوثيقة كشفت أن القيادي بحزب "الإصلاح" بتعز، ضياء الحق الأهدل، يرفض تحويل المذكور بصفة غير قانونية.
المعتقلات السرية الوثيقة أثارت ردود فعل واسعة، واعتبرت جزءا من حقائق المعتقلات السرية التي يديرها إخوان اليمن، دون امتلاك صفة أمنية أو قضائية. والمعتقل "أحمد عبده علي"، أحد أبناء مديرية "الشمايتين" باليمن، ولا تملك قيادة الإخوان ضده أي تهمة حيث أصبح اعتقاله "قضية رأي عام"، ولا تمتلك قيادات الإخوان أدلة تثبت وقوفه خلف أي جريمة. كما أن ذلك يضع القائمين على معتقل "سجن النهضة" غير القانوني، في مأزق بالكشف عن أسباب عدم إحالة قضيته إلى النيابة أو الإفراج عنه.
سجل أسود للإخوان في تعز وكشفت وثيقة أخرى قديمة وجهت من شيخ المنطقة ومحامي المعتقل، مطالبة النيابة بالإفراج عن المذكور أحمد عبده علي المحتجز في "سجن النهضة" منذ 3 أعوام، فيما خاطب رئيس النيابة على المذكرة ذاتها، ضياء الحق بإطلاق سراحه، ما يعد سجلا أسود على إدارة جماعة الإخوان الإرهابية سجونا سرية خارج الدولة. وثيقة أخرى حديثة مسرّبة تكشف عن توجيه من أحد عقال الحارات بمدينة تعز إلى مسؤول "سجن النهضة" يطالب بإطلاق سراح معتقل آخر يدعى سامي محمد محمد علي.
وبالوثيقة ذاتها يوجه وكيل محافظة تعز لشؤون الدفاع والأمن، العميد عبدالكريم الصبري، إلى "ضياء الحق" بإرسال المعتقل إلى النيابة. وطالب التوجيه بالإفصاح عن التهمة التي تقع على المعتقل، وتطالب بإطلاق سراحه حيال ذلك، أو إحالته إلى النيابة؛ ما يعني أن قيادات الإخوان الإرهابية تقف خلف جرائم الاختطاف والإخفاء القسري التي طالت عددا من النشطاء والمدنيين.
ناشطون في سجون الإخوان ويقبع في سجون إخوان اليمن بتعز، عدد من الناشطين المختفين قسريا ويتصدرهم أيوب الصالحي وأكرم حميد، اللذان تؤكد أسرتاهما عدم معرفة أماكن احتجازهما حتى اللحظة، ولا يسمح لأسرتيهما بالتواصل معهما.
ومثلت جريمة اختطاف القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني بتعز أيوب الصالحي في 12/6/2016 وإخفائه قسرا لما يقارب 3 أعوام حتى الآن حدثا مأساويا في مستوى تطور الجريمة واستمرارها، كما لا يزال المصير مجهولا للناشط الحقوقي أكرم حميد، ما أثار القلق في أوساط الناشطين الشباب.
وبحسب تقرير حقوقي للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن؛ فإن 16 سجنا سريا تدار من قبل جماعات لم تسمِّها، إلا أن الوثائق الرسمية تثبت أن حزب الإصلاح الإخوانجي يملك حصة الأسد من هذه السجون غير الخاضعة للقانون. وقوبلت التصرفات الإخوانية الإرهابية بتنديد من قبل ناشطين يمنيين، حيث أبدى الصحفي اليمني وجدي السالمي، في صفحته على موقع "فيسبوك"، استغرابه من مخاطبة رئيس النيابة العامة في تعز، للقيادي في حزب الإصلاح، ضياء الحق الأهدل، بالإفراج عن المختفي قسريا أحمد القباع، وهو مختطف آخر، ومطالبته بإرسال الأوليات مع الأطراف للتصرف.
وأكد خبراء أن الوثائق المسربة تثبت وقوف إخوان اليمن خلف سجون سرية تقيد حريات اليمنيين دون وجه حق؛ وهي جريمة لا تسقط بالتقادم. وأشاروا إلى أنه لا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأي حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري وفقا للمادة الثانية من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.
سجون لآلاف المعتقلين وتكشف مصادر يمنية عن تحويل إخوان تعز لمنشآت حكومية إلى سجون خاصة، أشهرها: مدرسة "باكثير" ومدرسة "النهضة" وسجن "الجهاز المركزي" وسجن "المعهد الوطني" وسجن "نيابة الأموال" إلى جانب سجون سرية في منازل شمال وشرق المدينة. كما يدير الجناح العسكري للإخوان معتقل "المعهد الوطني" ومدرسة "النهضة" ومبنى "نيابة الاموال العامة" وجهاز "الرقابة والمحاسبة" و"اتحاد نساء اليمن" ومدرسة "باكثير" ومنزل "حمود الصوفي".
وذكر ناشط حقوقي في لجنة المخفيين قسرا بتعز لـ"العين الإخبارية" ، فضل عد ذكر اسمه، أن اللجنة لديها 30 بلاغا بحالات إخفاء قسري في تعز. وأضاف أن أحد السجناء فقط خرج من سجن "المعهد الوطني" كشف عن قرابة 500 سجين، وهو أحد السجون الخارجة على القانون ويتبع فصائل الإخوان المسلحة.
وكانت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، قد باشرت عملها بشأن (27) واقعة اعتقال تعسفي وتعذيب وإخفاء قسري قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية في محافظة تعز.
وأتاح تستر الإخوان تحت مظلة المليشيات العسكرية، بقاء تلك السجون على حقيقتها والتي من أبرزها: المعهد الوطني ونيابة الأموال العامة، التي رفصت الجماعة بتسليمها للأجهزة اليمنية المعنية. وبحسب خبراء حقوقيين، فإن أبشع الأنواع من التعذيب تمارس بحق المختفين قسرا، يصل إلى حد حرمان المعتقلين من شرب المياه النقية، ويتم إعطاؤهم مياها مالحة.
وأكد معتقلون أُفرج عنهم أن جميع من في السجون مصابون بأمراض الكلى، من بينهم أشخاص يعانون من فشل كلوي، إلى جانب تعرضهم لتعذيب جسدي بشع. لماذا غُيبت جرائم وانتهاكات الإخوان في اليمن تدحض مثل هكذا تقارير ومعلومات عن ان العديد من المنظمات الحقوقية الدولية باتت رهنا للمال القطري، الامر الذي يضع مصداقية ونزاهة تلك المنظمات على المحك.
ويبدو ان العديد من المنظمات الدولية تتجاهل الجرائم التي يرتكبها حلفاء الدوحة وطهران في اليمن، وهو ما يعزز اتهامات تلقي هذه المنظمات الدولية اموالا من قطر وايران، فالمال القطري ربما كان كفيلا بان يمنع تلك المنظمات الدولية من كشف انتهاكات وجرائم الإخوان في اليمن.