*(جمـال المحرابي الباحث عن المعـانـاة)*

*(جمـال المحرابي الباحث عن المعـانـاة)*

*(جمـال المحرابي الباحث عن المعـانـاة)*
2018-10-03 22:16:35
صوت المقاومة
    الباحث والكاتب: أ/ صالـح القـطوي  
هناك أُنـاسٌ ما أن تقفَ أمام مُحَــيَّاهُم حـتى تسـتبينَ لَكَ مِن تقاسيم وجههِ عددٌ مِن معـاني الإنسانية والخيرية للـناس، ومن هؤلاء - *الناشط الإعـلامي د. جـَمَـال الـمحـرابي*، وأنتَ تقـفُ أمامَه لا تفـارق وَجهَهُ *ابتسـامةُ*، لكنه يخـفي وراءها *آلام*َ بلادِهِ *ومعاناة*ِ أهلها. ...
د.جمالُ المحـرابـي ليس الأوّل مِن أولئـك الذين رصدوا معاناة م/ الأزارق ولا الأخير، لكنه *استطـاع* - بفضل جهوده الحثيثة وتحركاته الدؤوبة في المنطـقة - أن يـصـِلَ إلى *قـلب الحقـيقة* متلمِّسا أحـوالَ أهلها عن قـربِِ، فـسـخّـر *جهدَهُ ووقـتهُ لهم* وامتطى صهوة جواده دون وظيفة أو أجر له سوى الإحسان. ..
ومِـن هَـولِ ما سمِع منهم ورأى بأم عينيه - بَدأ يتدارس الحقـائق ونقـلِها متدرجاً بإيجاد الحلول لها أسَـريّاً وداخليا، لكن "طفح الكيل عليه وبلغ السيلُ الزبى"، والكلّ رآهم في حالِِ سواء، أينما اتجَـه بين القـرى والمناطق وَجَدَ أرملةً أو أمّ شهيد، وانعدمت أمامه الحـلـول وتفاقمت الآلام والمعاناة، وانقطعت بِهِ السّبُل. ..
فكان لا بُدّ عليهِ مِن *إيجـاد بَدائل وحلول* قبلَ أن *تحِـلّ الكارثة* ولا سيما والشـتاء قادم والفقر كاتم أنفاس،ِِ وأنين الجـوع والمَـرض والألم يخـيِّم بصمتِِ فوقهم، ويُعلِـن للعدم: *هُنا طـفـلٌ جـائـعٌ، هنا مـوتٌ يأخـذ النـّسَـم*، وإذا ما الليلُ جَـنَّ رأوا الموتَ جَثَم، والحُـزن لم يُبقِ للأمِّ دَم، والقلبُ يا أمـَّاه ورَمٌ فِي وَرَم، ومن لنا سِوى الله حَـشَـم. ...
ومَن يعلمها ومَن يكتشفها.؟ سوى خالقها، وقد سخٍّر لها مجهودَ قلم، *قُـم وانتفض يا جمال* واهتِف في الأمم، هنا موتٌ مُحَقـق والناسُ صَنَم. فبات إحياء بطون الناس من الأولويات بالنسبة له. ..
 وبرغم أن خَيرِيَّة الدكتور جمال - الفردية مع أهله وناسه في الضالع - قديمة ومتعدّدة، ولا مجال. هنا لذكرها، لكنه أخـيراً *قـرّر قولَ الحقيقة وإخراجها للناس عبرَ وسائل الإعلام* وعبر شبكات التواصل الاجتماعية، نعم قرّر إيصال صوت الحقيقة - قلماَ وصورة، *فَوَصَلَ النداء* بالقلم، والصورةُ امتزجت بالألم. ..
نعم لقد ثارَ *(ثـَائِـرٌ)* بجسده النحـيل، حين انشغل الراعي عن الرعية، ثار *(ثائر)* لأطفالِ الأزارق أحفاد الشهيد البطل - بن عَوّاس، وهم بين فقيرِِ هُنا وشهيدِِ هناك، عُقمٌ هُنا وكفاح هناك. ...
وما هي إلا أيّام قلائل، حتى تفاعلَ فيها أهلُ الخيرِ وأصحابُ القرار لتلبية النداء - نداء الإنسانية والخيرية، فأطـلّـت وسائلُ الإعلام الرسمية وغير الرسمية بتصريحاتها وتوجيهاتها العاجلة لإنقاذ ما تبقى مِن معاناة بعض الأسر إن لم يَكُن معظمها. ...
فهذا *رئيس المجلس الانتقالي* يوجه بمليون ريال سعودي. ...
وهذا *رئيس الحكومة* يوجه بـ 1500 سلة غذائية. ...
وهذا *مركز الملك سلمان* يسير قافلة مساعدات عاجلة إلى م/ الأزارق 2500 سلة غذائية. ..
وهذا *الهلال الأحمر الإماراتي* يسيّر 1500 سلة غذائية ومكملاتها 1500 أخرى. ..
 وهذه 600 سلة غذائية مِن *فاعل خير*، وماخفي كان أعظم ...
فضلا عن بقية أهل الخير من داخل البلد وخارجه مِن خـيِّرين وموظفين وتجّـار ومغتربين أو منظمات وجمعيات خيرية. ...
وهذا كلّه يستحق الشكر والثناء كُلٌّ باسمه وصفته، كل مَن ساهم قولا أو فعلا في إنجاح هذا الدعم السخي، وكل من سخر نفسه وجهده ووقته في حمايته ورصده ونقله وتوزيعه وتوصيله إلى ذويه. ...
لكن ماذا بعد هذا كله.؟ ما الذي سيصل وما الذي سيتعثر.؟ وهل سيرفع معاناة الناس، ويحل المشكلة.؟
أمّا السؤال الذي يَضعُ نفسهُ - الآن - لوسائل الإعلام: *مَـن هُو جمال المحرابي الذي لـبّـت نداءه الأممُ* والحكومات والدّول.؟
للإجابة على هذا السؤال نقول: 
الدكتور جمال قايد علي المحرابي الأزرقي ابن محافظة الضالع، والناشط الإعلامي في مجالي الخير والإنسانية - من مواليد 1986م قفلة المحرابي م/ الأزارق.
دَرَسَ في مدارسها الابتدائية والثانوية.
بكالوريوس مختبرات طبيّة - جامـعة صنعاء 2009م. تَقدّمَ حالياً للدراسة العليا - تمهيدي ماجستير طب مجتمع وصحة عامة - جامـعة عدن. ..
دكتور جمال أبو خالد وسمر ورَغد - *سـخـّر قلمَهُ ووقته وجهده* ليس لخدمة القضية الجنوبية فحسب وإنما طغت مؤخراً على كتاباته وعدسته *الجـوانب الإنسانية* لأهل مديريته الأزارق وغيرها من الأمكنة التي عمل فيها أو مرَّ بها، ونقل معاناة بعض الأسر، وكشف الأمراض التي قد يُواجهها أثناء أداء واجبه، ويتابعها وصولاً بها إلى جهات الاختصاص ومنظمات الإغاثة الدولية إن لم يجد لها حـلاً من عنده عن طريق الأهل أو أهل الخير. ...
 هذا *الـقـلـم الأزرقـي الطـلعة والقامـة، ظـلّ مرفوع الهَامَة نقلَ الواقعَ وآلامَه*، ولم ينحَنِ هو الآخر أمام جملة الأقـلام التي حـاوِلت أن تثنيَه ُعن هدفهِ وتعرقل ســير القافـلة - بحُجَجِِ واهية وبذرائعَ غير مقبولة، لعبة في السياسة، ولا مُبرّر لها سوى الحياء عند العوز والفاقة. بل هو استحقاق وطني لِمَا ضحّت به مديرية الشهداء، وواجبٌ إنساني لأسر الشهداء وذويهم. ...
هذا القلم المُتَمَيِّز الذي يحـِق لنا الثناء عليه، لا لشيئ سوى أنه كان (كالدّال على الخـير) فاكتسب الثواب (كفاعله)، بل أن (الساعي على الأرملة كالمجـاهد في سبيل الله)، وكان كما قال المصطفى الأكرم: (أحبّ الناسِ إلى اللهِ أنفعهم للناس)، وقوله: (أحبّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم)، إلى غير ذلك من أحاديث المصطفى -ص- التي يحثنا على فعلها والاقتداء بسنته.
لم يبقَ من الدكتور: جمال سوى تلكَ الشاشة الصغيرة، عُدَّته:ُ عَدَسَةٌ وقلم، ليلٌ وهم، حتى غدا قلمه قلم المواقف الإنسانية وهو يحيي النفوس - لينطبق عليهِ قوله عَز وجلّ: (ومَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، حينما يكون الفقر لا يقـلّ فـتكاً عن قاتل النفس هنا. ..
أما أهل الخير فقد أثناء عليهم ربُّ العالمين أيّما ثناء في محكم آياته وأحاديث قدسية، وسيخلف الله لهم الشيئ الكثير. ...
هذا هُو حالُ جمال المحرابي ابن الأزارق الناشط الإعلامي والإنسان، الذي رافق الأحداث كلها صوتا وصورة وحرف. ..
ماذا عن بقية مناحي حياته.؟ *كطبيب ومثقف ومناضل وأديب*، ماذا عن بقية موافقه الاجتماعية والفكرية والسياسية.؟ ...
أظن لا يتسع المجال لخوض تفاصيلها وكفى به مجاهدا *سـلاحه القـلم*، القلم الذي *خط وابتَسَم،* نقل المعاناة والألم. .. 
ومثل هذه الأقـلام التي تابعت أحداث الحـرب والوطن وقضاياه - على كثرتها - *بـرز قـلـمُ الناشـط الإعـلامي - د. جـمـــال المحـــرابي* الذي لمَعَ نجـمُه منذ ما قبل انطلاقة الحراك السلمي ثم ثورة شباب التغيير. ومع بداية إرهاصاته الأولى بمظاهراته السلمية، وبدعوات التصالح والتسامح وبتشكيل جمعيات المتقاعدين، متمسّكا بقضية الجنوب ومشاركا بمليونياتها وشعاراتها وخطاباتها ترافقه الحروف والعدسات، سـعـياً إلى تحويلها مِن قضية مغتصبة بيد المحتل إلى قضية إعلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعية ونحوها من صُحـفِِ ومواقع ووسائل إعلامِِ مختلفة، بمكوناته الجنوبية ونشطائها داخل الوطن وخارجه - محليا وعربيا ودوليا، وصولا بها نحو الاستقلال.
وما جملة تقارير المنظمات الدولية عن معاناة أطفال مديرية الأزارق واستجابة الرأي العالم لها إلا دليلا على *كفاءتهِ* وحسن نواياه الطيبة و *قدرته* في إيصال صوت الحقيقة بصدق وحيادية وأمانة. ..
ومن هذا المنبر الإعلامي أهيبُ *بأهل المنطقة وجهات الاختصاص* بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وما الدكتور جمال إلا خير رجلِِ لشـغر هذا التنسيق في المحافظة بصفة رسمية وقانونية. ..
ولا يسعني في *الختام* إلا أن أتقدّم - للمرة الثانية - بالشكر الجزيل لكُلٌّ مَن ساهم قولا أو عملا في إنجاح هذا الدعم السخـي لمستحقيه. ...
ابتداء بمركز الملك سلمان بن عبدالعزير - حكومة وشعبا مرورا بأشقائنا في دول الخليج والتحالف العربي وبقيادتنا الرشيدة في الداخل - حكومة ومجلساً وشعبا، وعاملين في هذا المجال الإنساني. ...
ملتمسا العذر ممن لم أتمكن من ذكرهم هُنا لسهو أو نسيان، وضيق حيز مكان. ...
ودمتم - جميعاً أينما كنتم - ذخـراً للوطن وأبنائه، وحِفظا لأطفاله - فلذات أكبادنا تمشي على الأرض - بحثا عن سعادتهم قبل أن تتوقف قلوبهم عن النـبض والحـياة. ..
 
متابعات
      الباحث والكاتب: أ/ صالـح القـطـوي
➖➖➖➖➖➖➖➖➖