بريطانيا تقود تحركاً دولياً لبلورة خطة عمل عاجلة لمعالجة سوء التغذية في اليمن

بريطانيا تقود تحركاً دولياً لبلورة خطة عمل عاجلة لمعالجة سوء التغذية في اليمن

بريطانيا تقود تحركاً دولياً لبلورة خطة عمل عاجلة لمعالجة سوء التغذية في اليمن
2018-09-26 20:53:30
خاص:

أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم، أن المملكة المتحدة تقود تحركا دوليا لبلورة خطة عمل عاجلة لمعالجة سوء التغذية في اليمن.

 

جاء ذلك لدی ترؤسه فعالية في نيويورك بعنوان “نداءٌ إلى العمل” جمعت وكالات من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمانحين للتعهد بعدد من الالتزامات على مدى السنوات الثلاث المقبلة لمساعدة ملايين اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية.

 

وقال الوزير البريطاني "إن 7.4 مليون يمني باتوا على حافّة سوء التغذية، ولابدّ من استجابة منسّقة للحيلولة دون تفاقم أزمة الغذاء سوءاً".

 

وأضاف "تشعر المملكة المتحدة بقلق بالغ إزاء أزمة الأمن الغذائي في اليمن -وهي الأكبر في العالم، حيث هناك 8.4 مليون شخص لا يعلمون من أين ستأتيهم وجبتهم الغذائية التالية".

 

وتابع "وغالبا ما يكون الأطفال هم الأكثر تضررا، حيث إن احتمال موت الأطفال المصابين بسوء التغذية قد يزيد 12 مرة عن البالغين نتيجة الأمراض".

 

وأكد الوزير بيرت، أن هذه الأزمة يمكن منعها تماما.

وأردف "ولهذا السبب جمعت المملكة المتحدة اليوم وكالات الأمم المتحدة والمانحين والمنظمات غير الحكومية للعمل بطريقة أكثر ذكاءً وأكثر كفاءة لإنقاذ أرواح اليمنيين".

 

وأشار الی أن المعونات البريطانية المقدمة لليمن تساعد في تلبية احتياجات غذائية فورية وسيستفيد منها 2.5 مليون يمني هذا العام، بالإضافة إلى علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد، وتوفير المياه النظيف والمأوى، وموارد الرزق الطارئة في جميع أنحاء البلاد.

 

وشدد الوزير البريطاني أن المملكة المتحدة واضحة في موقفها بأن إحراز تقدم في الوضع الإنساني مرتبط بالحل السياسي، مجددا التزام بلاده بمساعدة مبعوث الأمم المتحدة على إنهاء هذا الصراع الذي جلب الألم والمعاناة الشديديْن على الشعب اليمني.

 

هذا وقد جری خلال الفعالية مناقشة أوجه الدعم الدولي المطلوب والالتزامات المأمولة من قبل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمانحين على مدى السنوات الثلاث المقبلة لمساعدة ملايين اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية.

 

وسيكرس هذا الدعم والالتزامات لتحقيق جملة من الأهداف تشمل: الحد من حالات سوء التغذية الشديد والمعتدل من خلال فحص جميع الأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمرضعات وتقديم العلاج المبكر لهم؛ وكذا وقف انتشار سوء التغذية المزمن، والحد على المدى الطويل من سوء التغذية المزمن عند ما لا يقل عن 50,000 طفل سنويا.

 

كما تشمل تلك الأهداف زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية، إلى جانب توفير المكملات الغذائية (مثل حمض الفوليك والحديد) للأطفال دون سن الخامسة والمراهقات والحوامل والمرضعات؛ فضلا عن تزويد الأطفال دون سن الثانية والنساء الحوامل والمرضعات بحصص غذائية إضافية في المناطق الأكثر عرضة لخطر المجاعة؛ الی جانب تطوير آليات رصد وخدمات إحالة أكثر قوة لمساعدة الوكالات على فهم حالات سوء التغذية واستهدافها بشكل أفضل.

 

ووفقاً للأمم المتحدة، يُعتبر الوضع الإنساني في اليمن الأسوأ في العالم، حيث يتعرّض لخطر المجاعة فيه أكبر عدد من الناس علی مستوی العالم.

 

كما أن الارتفاع السريع في أسعار المواد الغذائية والوقود، وانخفاض قيمة الريال اليمني، وعدم دفع رواتب موظفي القطاع العام في العديد من أنحاء البلاد لأكثر من عامين، كلها عوامل تجعل من الصعب على اليمنيين شراء الطعام وتلبية احتياجاتهم الأساسية الأخرى.

 

وبحسب الإحصائيات الأممية، فهناك ما لا يقل عن 1.8 مليون طفل و1.1 مليون امرأة حامل أو مرضع يعانون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من 400,000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد.

 

ويجمع الخبراء أن الأسباب الجذرية لسوء التغذية المزمن والحاد والعوامل المؤدية إليه في اليمن أسباب معقدة.

 

وأوضحوا في هذا الشأن أن الصراع الحالي يخلق ظروفاً يمكن أن يرسخ فيها سوء التغذية، والذي يتفاقم سوءاً مع تفشي الفقر ووجود عقبات أمام التنمية ووضع اجتماعي-اقتصادي متدنٍ، وظروف اجتماعية أخرى.

 

وترتفع درجات المعاناة بين النساء والفتيات والفتيان صغار السن.

 

ووفقاً لخبراء دوليين فإن البلدان التي تعاني من مستويات عالية من سوء التغذية تخسر ما يصل إلى 10 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي سنويا.

 

الجدير بالذكر أن بريطانيا كانت خصصت معونة لليمن بمبلغ 170 مليون جنيه إسترليني (224 مليون دولار) في السنة المالية الحالية (2018-2019) لتلبية الاحتياجات الغذائية الفورية لنحو 2.5 مليون يمني، بالإضافة إلى علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد، وتوفير الماء النظيف والمأوى وموارد الرزق الطارئة في جميع أنحاء البلاد.

 

وتُعدّ المملكة المتحدة رابع أكبر مانح بشكل عام لليمن هذا العام.