______________________
عادل العبيدي
______________________
هذا ما أثبت وتحقق من الانتصار العظيم للجنوبين على الحوثين ، وهو أن الجنوب لجميع أبنائه ، سلفيون وحراكيون وانتقاليون وغيرهم ، وبتكاتفهم ولم شملهم بإذن الله سيستطيع الجنوب تجاوز كل المؤامرات السياسية والعسكرية والأقتصادية التي تعصف به اليوم ، وسيكون قاب قوسين أو أدنى من تحقيق استقلاله ، ولا يمكن لأي من تلك المكونات الجنوبية أن تنفرد بمشروع آخر غير مشروع الاستقلال التام والناجز ، ولهذا فلا يكون أمامها غير الاستمرار على ماهي عليه من تلاحم وتكاتف حتى نخلص من ما تحاول قوى الشمال السياسية والعسكرية فرضه على الجنوب من مشاريع إحتلالية إخوانية شيعية ، وبناء دولتنا الجنوبية السنية المستقلة ، الملبية طموحات وأحلام شعب الجنوب وتلك القوى الجنوبية .
فالمتأمل في حرب الجنوب التي كانت ضد الروافض والمد الفارسي ، سيرى رجال جنوبيون قد هبوا هبة رجل واحد ، دفاعا عن دينهم وعرضهم وأموالهم وأرضهم ، في كل الجبهات على مستوى الجنوب كافة ، وقد كان السلفيين أحد أولئك الرجال الجنوبين ، الذين استماتوا في الحبهات بشجاعة وقوة وصلابة ، فمنهم من استشهد ومنهم من مازال يقاتل في جبهات الساحل الغربي ، ومنهم من عاد إلى مسجده بعد تحرير محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية ، باقون على استعدادهم لأي هجوم طارئ من الحوثين على أي من محافظات الجنوب .
محافظة الضالع قد كانت أحد نماذج جبهات القتال الجنوبية التي فيها كان للسلفيين دورا رئيسيا كبيرا ومهما في القتال أمام الحوثين دفاعا عن المحافظة ، وكان لهم شرف صناعة النصر العظيم الذي تحقق فيها ، وقد كانت للقيادات السلفية أروع الصور في مواقف الفداء والتضحية والتعاون ، كالقائد السلفي مهيب سيف الضالعي ، فعبر هذا القائد السلفي كان التحالف يقدم الدعم العسكري والمالي لمختلف جبهات القتال في الضالع ، وقد كان عند مستوى تحمل هذه المسؤولية الكبيرة ، وعمل بكل جهد وأقتدار على أن يكون تواصله مستمرا مع قادة الحراك الجنوبي كالقائد عيدروس الزبيدي والقائد صلاح الشنفرة والقائد شلال شايع والشهيد القائد علي الخويل ، وغيرهم من قادة الحراك الجنوبي ، من أجل رفدهم بالسلاح والغذاء والمال .
ذلك التعاون المثالي بين السلفيين وقادة الحراك الجنوبي ، في الحرب ضد الحوثين ، جعلت السلفيين يكونون بأيديهم وعقولهم مع الجنوب وقضيته ، ويدركون أهمية نضال الحراك الجنوبي السلمي آنذاك ، ويقدرون أهمية أن يكون للجنوب كيان سياسي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي .
العلاقة الأخوية الوطيدة بين السلفيين والمجلس الانتقالي الجنوبي ستبقى وطيدة ، ولن تهتز أو تفقد مكانتها ، لما يكون من استمرارها الحفاظ على فئة السنة من خلال إقامة دولة جنوبية طاردة للشيعة وخزعبلاتهم المنافية لمبادئ الأسلام وتعاليمه وعقيدته ، خاصة بعد مارأوه في قوى الشمال من الذل والاستسلام لجماعة الحوثي ، بل وبتمكينهم من السيطرة على صنعاء ، كتحالف حزب المؤتمر مع الحوثي ، وخضوع وإستسلام حزب الإصلاح لهم ، دون أن يبدوا أي مقاومة في الدفاع عن دينهم وعرضهم وأموالهم إلى يومنا هذا.
السلفيون والانتقاليون تحتم عليهم مصالح دينهم أن يحافظوا على العلاقة بينهم وأن لا يفرطون بها، بعد ما كان لصنعاء من إحتفال كبير بيوم عاشوراء ، وما يحاول الإخوان تحقيقه من تقارب العلاقة بينهم وبين الحوثيين .
عادل العبيدي