الضالع//✍ الإعلامي
غالب لبحش
متحف الضالع يعتبر احد المعالم الحضارية التي عملت الدولة جاهدة والجهات المسؤولة في مطلع الثمانينات على فتحه حيث احتوى المتحف باجنحته الخمسة على الكثير من المآثر التاريخية والتاريخ النضالي والموروث الشعبي وجناح المنجزات التي تحققت في عهد دولة الجنوب والذي كان للدولة اثر بارز في إبراز هذا المتحف الى حيز الوجود وكان الهدف الأساسي والمفصل للحياة التاريخية والنضالية والاجتماعية كالموروث الشعبي والمنجزات التي تحققت ، كما في المتحف خمسة اجنحة تحتوي على آثار وقطع اثرية ونقوش تعود معظمها الى دولة حمير وتاريخ العهد القديم الذي امتدت جذور تاريخ دولة الجنوب اليه بالاضافة الى جناح المآثر التاريخية والتاريخ النضالي وما تحتويه اجنحت المتحف من نماذج لأسلحة قديمة كالسيوف والخناجر والنبال وتروس درع القتال مروراً الى نماذج الاسلحة التي حملها ثوار الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وقبله مجابهة الاتراك
وهناك جناح الموروث الشعبي والأدوات التي يقتنيها الاجداد ومن عاش ابان تلك المرحلة كالأدوات التي تستعمل في الحرث والزراعة والصناعة والحياكة والحرف وغيرها ، كما يوجد في جنبات المتحف صور قديمة ورسومات تاريخية تحكي بطولات نضالية واسماء خلدت لشهداء ابطال سقطوا في مرحلة النضال والكفاح المسلح والانتفاضات الشعبية وغيرها .
تأسس المتحف في مطلع الثمانينات وقد افتتحة الشهيد علي احمد ناصر عنتر في يوم 11 فبراير عام 1983م والذي سجل اول كلمة له في سجل زيارة المتحف.
كان للمتحف دوراً كبيراً في تخليد التاريخ وإبراز الهوية الجنوبية حيث كان معلماً يقصده الزائرون كما نضمت الكثير من الرحلات الطلابية لطلاب مدارس الضالع وقصده الكثير من هوات التاريخ وحضارات الشعوب وكذلك الباحثون كما شاهدناه في سجلات الزيارة للمتحف التي سجلت لعدد من البعثات الفرنسية والبريطانية والروسية ومن دول عربية أتت تقرأ وتتفحص عبق التاريخ لدولة الجنوب الممتده منذ سنين مضت ضاربة جذورها
في زمن تليد وخلدته الاجيال المتعاقبة .
متحف الضالع هذا المعلم التاريخي وحين نتجول في اجنحته التي مازالت تحتفض بعدد كبير من موروثنا وتاريخنا رغم ما حل به من دمار خلفته حرب 2015م والى الان لا تزال المتارس والسواتر الترابية بداخل المبنئ تكون شاهدة على ذلك واثر رصاص الاشتباكات بداخل المتحف رغم صمود المبنئ والمعلم التاريخي الشامخ بتحفته المعمارية البديعة .
تعرض المتحف من الداخل للرصاص التي ادت الى تهشيم زجاجات الاجنحة وبعض الآثار التي كانت تتربع على متنها فقد احدثت فيها بعض من الضرر ولكن ما زالت هناك الكثير والكثير يحتفظ بها المتحف الذي يحتاج الى النضر وإعادة الترميم من الداخل حتى يعاد المتحف الى بر الوجود ويكون المعلم الذي يحكي تاريخ ما يحتويه ويضاف اليه تاريخ حاضرنا منذ عام 1990م مروراً ب94 حتى 2015م وإعادة ما تم تفريغه من قبل المحتل الغاشم لطمس هويتنا وثقافتنا وتاريخنا الحقيقي من قبل الاحتلال اليمني الذي كرس كل جهده وحقده لمحو تاريخ وهوية شعب الجنوب من خلال تعمده الممنهج في تدمير المعالم التاريخية ونهبها وإيقاف نشاطاتها السياحية وطمس كل ما له صلة بجنوبنا الحبيب حتى وصلت سياستهم وحقدهم الى مناهج التعليم لمسخ اجيالنا وغرس فيهم ثقافة دخيلة وتعمدوها لكي يصلوا الى هدفهم وهو إحتلال الارض والثروة والانسان وطمس الهوية
ففي هذا المقام نناشد المحافظ اللواء الركن علي مقبل والسلطة المحلية والجهات المعنية ان ينضروا الى المتحف الوطني ويضعوا لهم بصمات تحكيه عنهم الأجيال القادمة مثل ما حكيناه نحن عن اسلافهم وإعادة ترميم المتحف الذي لا يكلف الا القليل مما يعتمدوه فاني ارفع لكم شخصياً هذا الطلب حيث وقد طرحت فكرة ترميمه على المحافظ في احد لقائاتي معه ومع شخصيات مسؤولة في السلطة المحلية والمجلس الانتقالي منهم مدير مكتب الثقافة علي سنان وكذلك رئيس المجلس الانتقالي الاخ العميد عبدالله مهدي ورئيس الدائرة الثقافية للمجلس الاخ محمد محمود ، وفي يوم امس كانت لنا زياره للمتحف بصحبة كلاً من رئيس الدائرة السياسية الاخ صلاح الحريري ورئيس دائرة التخطيط فضل هادي فقد طفنا مع مدير المتحف الاخ محسن علي محمد الذي بدوره قام بالشرح المفصل لنا فنوجه له الشكر على المحافظة لما تبقى بداخل المتحف .
وفي الزيارة عملت فيديو توثيقي عرضته على مدير عام مكتب المحافظ الأخ محمد فظل إسماعيل لينقل للمحافظ مايحتاجه المتحف ثم كان لي لقاء بمدير مكتب الاشغال العامه الأخ المهندس عبدالرحمن فريد صباح اليوم وعرضت عليه الفيديو فأبدي تفاعلة وقمنا معاً بالنزول إلى المتحف لكي ينضر ما يحتاجه ويرسم تكلفة الترميم فاتمنى ان يستمر الجهد ولن اكل جهداً حتى يتحقق ما آألو اليه وهو ترميم متحف الضالع الذي دفعني فضولي الصحفي وأملت علينا وطنيتنا التي يجب ان نشترك فيها جميعا كواجب وطني فتاريخنا وهويتنا جميعاً ويجب ان نحافظ عليها معاً
20 سبتمبر 2018م