نظمت مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية *ورشة عمل بعنوان(المجلس الانتقالي والدعوة للحوار الجنوبي: تحقيق الشراكة الوطنية- تعزيز وحدة الصف والموقف- الانتصار لإرادة شعب الجنوب) عقدت الورشة في قاعة البتراء بفندق كورال بخور مكسر, حضر الورشة عدد من قيادات المجلس الانتقالي وقيادات وممثلي عدد كبير من القوى والمكونات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية الجنوبية وأكاديميين وباحثين ودبلوماسيين واعلاميين وممثلي بعض مؤسسات المجتمع المدني وشخصيات مستقلة ومراسلي الصحف ووسائل الإعلام و المهتمين من مختلف الاتجاهات والتوجهات السياسية ، وقد بلغ عدد الحضور للجلسة الافتتاحية ما يقرب من (140)شخص وعدد المشاركين الأساسيين (60) مشارك.
وفي بداية جلسة الافتتاح القى الدكتور محمود شائف حسين رئيس المؤسسة كلمة الجهة المنظمة ’استعرض فيها اهمية انعقاد الورشة وعلى اهمية الدعوة للحوار التي وجهها اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ,لاسيما في هذا الوقت الدقيق والحساس الذي يمر به الجنوب وما يواجهه من تحديات ومخاطر محدقة, تهدد امنه واستقراره ووحدته الوطنية ,وهي تحديات وجودية, يتحدد في ضوء قدرتنا على تخطيها مصير الجنوب ومستقبله, ارضا وانسانا وتاريخا وحضارة وهوية ,وان ذلك يمثل اختبار حقيقي لمدى جدية وصدق وصحة نوايانا جميعا كجنوبيين ,,وعلينا ان لانفشل وان لانخذل إرادة وتضحيات هذا الشعب الجنوبي العظيم الذي نعتز ونفخر بانتمائنا اليه.(* نص الكلمة مرفق1)
كما القى الدكتور ناصر الخبجي كلمة المجلس الانتقالي الجنوبي قال فيها "ان الحوار فلسفة روحية ومنهج حياتي عظيم, يجب ان يتجسد الى ثقافة وسلوك نمارسه في حياتنا اليومية ,وهو قيمة أخلاقية وإنسانية ووطنية قبل كل شي , وما احوجنا اليوم الى حوار جنوبي صادق ومخلص نضع فيه مصلحة شعبنا فوق كل اعتبار ومصلحة ذاتية او فردية بعيدا عن الاناء وحب الذات والمكابرة والعصبية التي لن ينال منها مجتمعنا ووطننا سوى الضياع" وقال نعم اقولها بكل صراحه ,نحن بحاجه الى الحوار والتقارب والاصطفاف الوطني الجنوبي ,من اجل عزة وكرامة وطننا وجنوبنا ومن اجل حريته وهويته الحضارية والثقافية والمدنية واستعادة مكانته ودولته الحرة المستقلة. واكد ان الحوار يعني التنوع والتعاون والاصطفاف لتعميق النسيج الاجتماعي الجنوبي" وقال ان الدعوة التي اطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي ,ممثلا برئيسه اللواء عيدروس الزبيدي للحوار مع القوى والمكونات نابعه
من ايمان صادق بحق كل الجنوبيين بالمشاركة في صنع التحولات الوطنية والمساهمة في إرساء مداميك الدولة الجنوبية المنشودة بفكر وعقل جديد دون اقصاء او الغاء او تهميش"
(*نص الكلمه مرفق2)
الجلسة الثانية:
في مستهل الجلسة الثانية تم اختيار هيئة إدارة للورشة من قبل المشاركين, على النحو التالي:
1.دكتور نجيب إبراهيم سلمان
2 – العميد علي السعدي
3-عبدالرحمن علي يحي
4-نعمة صالح عوض
5- د. محمود شائف
قدمت في الورشة 4 أوراق رئيسية على النحو التالي:
الورقه الاولى بعنوان : "الحوار الجنوبي - الأولويات والمسارات "اعدها الاخ قاسم داؤود – رئيس مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب.
الورقة الثانية بعنوان: "دور المجلس الانتقالي في الحوار الجنوبي "اعدها الدكتور د.عبد اللاه صالح مثنى"
الورقة الثالثة بعنوان: "الشراكة والتوافق ضرورة لإنجاز وضمان جنوب مستقر" اعدها الأخ محمد عبدالله الموس.
الورقة الرابعة بعنوان: "التصالح والتسامح "اعدها الأخ عبود ناجي.
محاور الورشة:
أهمية الحوار كضرورة وطنية تمليها المصلحة العليا للجنوب - - أهداف ومبادئ وأسس ومنطلقات الحوار
- محددات ومعايير إجراء الحوار واليات تنفيذه.
اهداف الحوار:
- تعزيز مبدأ الحوار والمشاركة والتواصل بين المجلس وقوى ومكونات المجتمع الجنوبي
- إنضاج أفكار وصياغة آليات ومعايير مقبولة وممكنه لإنجاح الحوار - تعميق التصالح والتسامح والقبول بالأخر, وإعلاء قيم السلام والعيش المشترك - التوصل إلى رؤية مشتركة لتعزيز وحدة الصف والموقف الجنوبي في ضوء نتائج الورشة.
المداولات والنتائج والتوصيات التي خرجت بها الورشة:
تم توزيع المشاركين في الى ثلاث مجموعات عمل حسب المحاور الرئيسية للورشة على نحو التالي:
* مجموعة عمل المحور الاول : "أهمية الحوار كضرورة وطنية تمليها المصلحة العليا للجنوب"(رئيس المجموعة علي باثواب)
* مجموعة عمل المحور الثاني: "اهداف واسس ومبادئ ومنطلقات الحوار"(رئيس المجموعة عبدالرحمن يحي).
* مجموعة عمل المحور الثالث: "محددات ومعايير الحوار واليات التنفيذ"(رئيس المجموعة السفير قاسم عسكر جبران)
وقد تداول المشاركون في كل محور بعناية فائقة وحرص مناقشة الأوراق وأداروا حوارا جادا ومستفيضا عبر عن نضج وإحساس عالي بالمسؤولية وادراك وازن لخطورة المرحلة والتحديات الراهنة التي يواجهها شعبنا, واكدوا على ان الدعوة للحوار بين قوى ومكونات المجتمع الجنوبي تمثل خطوة على الطريق الصحيح وضرورة وطنية ملحة لا غنى عنها لتقريب وجهات النظر بما يسهم في تعزيز وحدة الصف والموقف, ولملمة جهد وتفكير العقل الجمعي الجنوبي المبعثر, وتحريره من الاستسلام لغرائز الانا والذاتية المقيته التي لازالت تسيطر للاسف على عقلية وتفكير بعض قيادات ورموز القوى والمكونات السياسية, وتدفعهم للتمترس خلف اعذار ومواقف تغلب مصالحهم الفردية
على حساب مصلحة الجنوب .واكد المشاركون ان الدعوة للحوار جاءت لتلبي نبض الشارع الجنوبي وتبطل كل التجاذبات والمراهنات التي حاولت التشكيك بالمجلس الانتقالي واظهاره كطرف لا يكترث ولا يعير وزن لأهمية وقيمة الحوار, تلك المراهنات تم دحضها وتفنيدها ,من خلال الدعوة التي وجهها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي للحوار مع مختلف القوى والمكونات الجنوبية في الداخل والخارج ,بأفق مفتوح على كل احتمالات التوافق محدد الاهداف والمسار والوسائل والأدوات التي يجب ان تخدم استعادة السيادة الجنوبية على التراب الوطني بكل مقومات بنائها المؤسسي والتشريعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والعسكري. واكد المشاركون على ضرورة اعلاء قيم الحوار بين الجنوبيين ,باعتباره السبيل الوحيد لحل كل الخلافات البينية, وازالة عوامل الاحتقان والصراع وتفويت الفرصة على كل المحاولات التي تسعى الى دق اسفين بين قوى ومكونات المجتمع الجنوبي ,ومحاولة اشغالها عن العدو الحقيقي الذي يستهدف الجميع.
كما أوصى المشاركون على ان الحوار الذي يجب ان يتبناه المجلس الانتقالي ينبغي ان يكون حوار لملمة الجهود والإمكانات الجنوبية واكتشاف قدراتها وتجميع طاقاتها المبعثرة الواقعة وكشف القوى التي تختفي تحت وهم زيف تجاهل الانتماءات لاسباب بينة المغزى او مبهمة الغايات وثالثه قد تحاول استغلال وتوظيف بعض الهفوات والصعوبات او الإخفاقات او ضعف أداء وإدارة الصراع بقدرات قيادية ضعيفة او ضبابية الرؤية في بعض الأحيان ,وانه في مثل هكذا وضع يحتاج الى توجيه الحوار نحو تدارك الحالات وإصلاح أدوات الفعل السياسي في الميدان .
ويرى المشاركون ان الحوار بقدر ما تجمع عليه كثير من القوى الا إن فهم أصول الحوار وثقافته ومتطلباته وغاياته ليس موحدا عند كثير من الاخوة الجنوبيين وهذا يعتمد على درجة الايمان بالقضية والمكتسب الثقافي وفي حالات أخرى الوقوع في وضع المراوحة بين القناعة الوطنية والمصلحة الشخصية ,وهذا يزيد من وطئة الأثر والبطيء في سرعة الاستجابة لمحددات الحوار وتبعاته السياسية والاجتماعية, لذا فان على المجلس الانتقالي ان يتبنى بمزيد من التسامح والصبر مع العناية والاهتمام الفائق بمسار الحوار وعدم الرضوخ للحيل السياسية والمناكفات المبيته التي تختفي خلف ذرائع غير مفهومه تدفع الى توتير وتأزيم العلاقة البينية الجنوبية. وان مواجهة حالات كهذه تستدعي يقضه سياسية وحنكة قيادية تستهدف تعرية القوى المستفيدة التي قد تدفع الى تعطيل الحوار دون المساس دون المباشر بالعناصر الجنوبية المنضوية لشخصها في دائرة الحوار وهذا يفوت الفرصة على أعداء القضية الجنوبية في اطار ممكنات التوافق معها وان بعد حين.
ويرى المشاركون ان الدور القيادي للمجلس الإنتقالي في إدارة الحوار لا يجب ان يظهر على شكل سلطة التوجيه والقبول والرفض والنقض والإلزام بل يجب ان يقبل المشاركون في الحوار على الاستجابة لريادية المجلس وقدرته على تذليل الصعاب ومساعدة الأطراف المتحاورة على تقبل المساعدة اولا واتاحة الفرصة للمشاركين في الحوار على تبني رؤية المجلس من خارج المجلس وهذه الطريقة تقرب المتحاورين من الإعتراف بالدور القيادي للمجلس في التمثيل الإقليمي والدولي وادارة الصراع مع القوى المعادية بكتلة جنوبية مؤتلفة ان لم تكن متوافقة توافقا كليا او جزئيا, وهذا يستدعي من الإنتقالي خلق مناخ وبيئة ملائمة لهذا الحوار مع مختلف القوى والمكونات الجنوبية ,سواء كأطر وهيئات او كشخصيات ورموز سياسية واجتماعية لها قدر من الاحترام والمكانة بقدر ثقلها في مكونها وليس مقارنة بحجمها واثرها القيادي في مكون أخر.
- يؤكد المشاركون في الورشة ان بيان عدن التاريخي تعبير عن الإرادة الشعبية الجنوبية وانه يمثل المنطلق الاساس للحوار وعلى اساسه يتم تصنيف القوى الجنوبية المستهدفة من الحوار والمشاركة فيه ,وانه في حال واجه المجلس تعنتا من بعض القيادات التي قد تقلل من أهمية الدور القيادي للمجلس بقصد لفت النظر او محاولة اختطاف الأضواء او رفع قيمتها وسقف موقفها التفاوضي ,فمن المؤكد ان مثل هذه الأطراف او العناصر قد لا تستطيع تبرير هذه المواقف ,كما لا تستطيع المحاججة او رفض الحوار وقد تقبل الحوار على مضض حتى لا تفقد ما تبقى لها من ماء الوجه. وامام هكذا وضع يجب توظيف مثل هذا الضعف او التذبذب لتقوية موقف المتحاورين الاخرين بكثير من الشرح والتوضيح واستخدام وسائل الاعلام المختلفة لزيادة تسليط الضوء على بيان عدن التاريخي وربطة بمبادرة اطلاق دعوة رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي للحوار بأبعاده السياسية وطنيا وإقليميا ودوليا.
..ويرى المشاركون ان بعض الأطراف قد تقبل الحوار تكتيكا وبعضها الاخر تمويها او استحياء, حتى لا تفقد ما تبقى لها من ماء الوجه .
نستخلص مما تقدم اننا يمكن ان نصنف الحوارات الى فكر, وفعل, ونتيجة, يظهر من خلال الاتي:
أولا: اطراف قد يقود الحوار معها الى التوافق والتطابق الكلي وهذا يشكل نواة وحدة نشاط القيادة الجنوبية على كل المستويات (هؤلاء هم من يتفقون المجلس في المبدأ والهدف, الا انه لم يتم استيعابهم في اطار المجلس).
ثانيا: أطراف قد يقود الحوار معها الى التوافق والتطابق (وهذه هي الأطراف التي تتفق مع المجلس في المبدأ والهدف, وترغب في الاحتفاظ باستقلاليتها) وهذه الأطراف يمكن ان تكون اقرب الى تحالف جبهوي
ثالثا: اطراف قد يقود الحوار معها الى التوافق الجزئي حول بعض القضايا والتوجهات السياسية والتباين في البعض الاخر(وهؤلاء هم من يتفقون مع المجلس بالهدف ويختلفون معه بالاليات والوسائل) مثل هذه القوى يمكن العمل معها ضمن قواسم مشتركة لتحقيق قدر من التوافق في الأهداف. وفق تفاهمات لا تتعارض او تضر العليا للجنوب.
رابعا: اطراف قد يقود الحوار معها الى التوتر والتنافر والتباعد وهذا يتطلب من المجلس سرعة معالجة الأسباب والخلفيات وتضييق هوة الخلاف , واختيار بدائل تضمن استمرار التواصل, حتى وان كان ذلك على مستوى ثنائي او هيئات منفردة بصفاتهم الشخصية مع التركيز على استمالة القيادات الوسطى والدنيا التي تظهر ميلاً نحو افكار ورؤى المجلس وتبدي تعاطفا مع فكرة الحوار ومنطلقاته وغاياته النهائية ,وهذا يساعد في إضعاف او تحييد الاطراف المتشددة التي قد تهدف لإفشال الحوار .
خامسا: حوارات مع قوى. غير جنوبية وهذه الحوارات يجب ان تركز على اضعاف القوى التقليدية الشمالية الأشد عداء للقضية الجنوبية ,بهدف اقصائها او تحييدها في محاولة للتأثير وخلق تكتلات سياسيا يمكن ان تصبح طرفا على طاولة التفاوض لإقرار الحق الجنوبي في استعادة دولته وحتى لو كان ذلك من باب المناورة .
فلسفة إدارة وتوجيه الحوار :
توصي ورشة العمل بتشكيل قيادة لإدارة وتوجيه الحوار في كل مستوى تتوسطه تنسيقيات تعمل على خلق بيئة ومناخات داعمه وملائمة لتسير وتسهيل الحوار.
خيارات داعمه:
الحوار عملية ديناميكية قد تتعرض لنكسات وانسحابات وربما الفشل ايضا لذا قد تستدعي بعض الإجراءات الناعمة او الداعمة من خلال وضع الراي العام الجنوبي بالصوره عن نتائج الحوار كضامن للضغط على أي طرف يخل او يعيق تقدم الحوار.
الخلاصة:
شكلت الورشة خلاصة منهجية مدروسة تبسط المشكلة وتعالج اثارها ومترتباتها وتضع الحلول الممكنة من منطلقات فهم الواقع وتعقيداته في ظل التداخل القائم والمخاوف التي تبديها بعض القوى الجنوبي من الم?لات المجهولة بسبب القراءة والفهم الناقص لمكونات الخارطة السياسية الجنوبية وحالة الخصومة التي لا تستدعي القطيعة مطلقا ، بل يجب ترويض العقل الجنوبي على تقبل الأخر كما هو والتعايش معه برغم الخصومة.
نستنتج مما تقدم ان الحوار ضرورة ومصلحة وطنية عليا لا يجب تجاوزه باي حال من الأحوال ,وان الحوار لا يجب ان يتعارض أهدافه ومبادئه ومنطلقاتة وتوجهاته مع اهداف إرادة شعب الجنوب وحقه المشروع في استعادة دولته الوطنية الحرة المستقلة على كامل جغرافيا ترابه الوطني بحدودها المتعارف عليها دوليا قبل 22 مايو 1990م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اعد التقرير:
د. محمود شائف حسين رئيس مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية,
بمشاركة رئيس إدارة الورشة ,نجيب إبراهيم سلمان
*المرفقات :
سيتم تضمينها لاحقا" الكلمات والأوراق والصور وكشوفات بأسماء الحضور والمشاركين.
عــــــــــــــــــــــدن
5مايو 2018م
انتهى