✍ بقلم| معتز الميسوري*
٠التسوق في عدن مول لم يعد معلما تجاريا فحسب وإنما مركزا سياحيا" بامتياز بل لعله أصبح عنوان عدن التجاري.. ومنجز اقتصادي لها يضاف إلى تاريخ عدن المعاصر.. بل لعل الأهم من ذلك أصبح ثابتا وراسخا في ذاكرة الزوار في مواسم السياحة الداخلية والسياحة البينية ،فمع مواقف السيارات والباحات الواسعة والمقاهي والمقاعد المنتشرة لا يقتصر دور هذه المراكز التجارية على البيع، بل إنها تحولت إلى ساحات ترفيهية كثيرة، ملبية رغبة الشباب بوجود أماكن عامة تتيح اللقاءات ونسج العلاقات على أنواعها وتوفر فرص العمل.ومنذ افتتاحه قبل أثنى عشر عاما، أصبح يعج يوميا بالزوار الباحثين عن الترفيه والتسويق وقاعات السينما والبولينغ، إضافة إلى المحلات التجارية.حيث وصلت نسبة البضائعالأجنبية 70 % وهي من أرقى المعروضات العالمية, أما النسبة الباقية فتصل إلى 30% وهي للمنتج المحلي وهي لا تقل جودة ومتانة عن مثيلاتها الأجنبية.سواء كان ملبوسات أو ذهبا أو ساعات أو أقمشة وعطورات وإكسسوارات وغيرها.
الأغلبية يعلم انه سيتم افتتاحه في بداية هذا الشهر الجاري أغسطس 2018م لأجل تطبيع الحياة واستتباب الأمن والاستقرار
فيما يترقب سكان العاصمة عدن افتتاح المول، كوجهة ترفيهية أكثر من كونه مركزا للتسوق.
أسئلة كثيرة في صحيفة التنمية بلا حدود وموقع التنمية برس قمنا بوضعها على طاولة إدارة عدن مول لكنها للأسف الشديد امتنعت عن الإجابة، واعتذرت عن مقابلتنا لأكثر من مرة بحجة الانشغال !
إدارة المول قررت افتتاحه بزيادة نسبة الإيجار إلى 70 % من الإيجار السابق، حسب ما أفاد مصدر ممثلعن لجنة المستأجرون ورفضوا رفع الإيجار عليهم تزامنا مع ارتفاع الدولار وتدهور العملة الوطنية ويريدون أن يكون عقد الإيجار بالسعر القديم .مع العلم أن مجمع عدن مول يظم أكثر من 400 معرض تقدم فيها كافة أنواع البضائع والخدمات
بالرغم من الأهمية التجارية والاقتصادية لافتتاح عدن مول، إلا انه قد لا يساهم بشكل كبير في تنشيط العملية التجارية، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد في الأسعار والتي تفوق بأضعاف القدرة الشرائية للمواطنين
ارتفاع الإيجار في ظل تراجع العملية الشرائية قد تدفع بالكثير من المستأجرين إلى إغلاق محلاتهم ومغادرة المول
إدارة المول يفترض أن تكون مدركة لحجم التحديات، وتعمل على ضمان استمرار النشاط التجاري في المجمع، وهذا يتطلب بالضرورة تقديم خدمات تناسب ذوي الدخل المحدود، وتنافس الكثير من المولات الجديدة التي تأسست في فترة توقف عدن مول
عدن مول بات عنوان في عقل وقلب المواطن سواء من عدن أو من المحافظات المجاورة لا سيما في الأعياد وهذا يعتبر إضافة جديدة تحسب ايجابيا لسمعة المول. وبما أن المراكز التجارية ونموها يأتي انعكاسا لزيادة معدلات النمو في معظم القطاعات الإنتاجية والصناعية والتجارية, أدى إلى زيادة كبيرة في النمو الاستهلاكي سواء من جانب المواطنين أو الوافدين, كما أن هذه المراكز بما أسست عليه وبما حوته من أحدث التقنيات أصبحت من أبرز معالم سياحة التسوق وفي أجواء مكيفة ومريحة مع فرصة قضاء أوقات ممتعة أثناء عملية التسوقوالتي يمكن أن تجتذب الأسر بكل أفرادها والمتسوقين بمختلف إمكانياتهم المادية والمستثمرين بمختلف طلباتهم السلعية
رفع قيمة إيجار المحلات في المول هي زيادة فرضها واقع الحال الذي اختلف كثير عما كان عليه قبل الحرب
وهذا ما سينعكس سلبا على المواطن والتاجر والذي يتزامن بارتفاع الدولار الأمريكي والريال السعودي وانهيار تام للريال اليمني مما سيعمل على خلق زيادة سعرية على البضائع وبالتالي تراجع القدرة الشرائية وضعف الحركة التجارية..
والواضح من خلال قائمة الأسعار الجديدة للإيجار، أن الحركة التجارية في المول ستكون ضعيفة مقارنة بالوضع المعيشي الصعب في هذه المدينة التي تلتئم جراح الحرب فيها،وأصبحت ملجئا لنازحي الحرب من مختلف المدن
لكن ذلك ليس معناه، أن الإقبال على المول سيكون ضعيفا، على العكس تماما ربما يزداد باعتباره مكانا ترفيهيا، ولكن ذلك يضاعف من حجم التحديات على إدارة عدن المول. فبالرغم من الزيادة الكبيرة في الإيجار، هناك زيادة إقبال للمستأجرين الجدد العائدون من السعودية . وامتلاك محل أمرا اختياريا وليس إجباريا وبالأخير لن يستأجر إلا من كان راغب في ذلك
ويشير الخبير الاقتصادي مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي حول تحديات افتتاح المول وأثره على المواطن والتاجر أن عدن مول كان مقرر أن يتم افتتاحه منذ أكثر من عام وتأخر كثيرا نظرا للظروف الأمنية وحالة الفراغ الذي تعيشه قيادة السلطة المحلية وتعدد الأجهزة الأمنية وغيرها من الصعوبات التي تشكل عائق أمام أي مستثمر
ويضيف أن هناك تحديات لها علاقة بالمستثمر وهناك تحديات لها علاقة بالظروف السياسية والاقتصادية والأمنية وقال انه لا يتصور أنهم يستطيعون التأثير فيها لكن يتأثرون منها بصورة مباشرة
أما عن افتتاحه في هذه الفترة الراهنة تحدث إلى انه يتناسب مع حلول عيد الأضحى المبارك وهو يشكل متنفس ترفيهي للمدينة
وتصور لعدن مول انه سيشهد إقبال كبير وهناك شريحة في عدن لديها سيولة مالية وبالنسبة للأسعار أوضح أنها ستتأثر كثير بالتراجع الحاصل في سعر الريال. لأن المستثمرون عادة ما يقيمون نفقاتهم وأنشطتهم التجارية بالدولار وهذا ما سينعكس على المواطنين سلبا ولكنهم لا يملكون خيارا آخر.