في فضيحة جديدة للشرعية في العاصمة عدن ، كشفت وثيقة رسمية متداولة يوم الثلاثاء عن صرف الرئيس هادي مبلغ خيالي لنجل شقيق تاجر النفط العيسي ، ومستشار وزير الداخلية أديب محمد صالح العيسي ، فيما ظلت الأسباب الحقيقية مجهولة .
وتظهر الوثيقة الصادرة من رئاسة الجمهورية صرف مبلغ قدره 40 مليون ريال يمني للقيادي السابق في المقاومة الجنوبية ومستشار وزير الداخلية أديب محمد صالح العيسي نجل شقيق تاجر النفط أحمد العيسي ، تحت مبرر إعادة ترميم منزله الذي تعرض لأضرار .
وتعرضت فيلة اديب العيسي لتفجير قبل أشهر ، اسفر عن مقتل أحد أقربائه وصديق له ، فيما أصيب أديب بجروح نقل على أثرها للعلاج بالخارج .
لكن ما أثار الجدل على شبكات التواصل الإجتماعي حول تلك الوثيقة والتي وصفها ناشطون بالفضيحة الجديدة للشرعية ، بأن المبلغ المصروف يعد كبير جدا وخيالي لاسيما وأن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والبيئية التي تعيشها عدن في تدهور مستمر، بينما الحكومة ذاتها تبرر فشلها في إحتواء الأزمات بعدم وجود سيولة كافية! .
كما يأتي صرف تلك المبالغ الخيالية لمسؤولين في الشرعية في ظل إنهيار متسارع وغير مسبوق للعملة المحلية وإرتفاع مخيف لأسعار المواد الغذائية والإستهلاكية بعدن والمحافظات المحررة ، فاقم من الأزمة الإنسانية وزاد من معاناة المواطنين الذين لا تتعدى مرتباتهم الشهرية 120 دولار بالمتوسط .
الى جانب ذلك ، إستنكر ناشطون على شبكات التواصل الإجتماعي ذلك الإهدار الكبير في المال العام ، والإستنزاف الجنوني لخزينة الدولة في نشاطات وعمليات وهمية ، فضلاً عن صرف مبالغ كبيرة لشراء ذمم وولاءات والإستمرار في عملية الإستقطابات غير المسبوقة والتعيينات غير القانونية وصرف مرتبات هي الأخرى خيالية وبالعملة بالصعبة لشخصيات ومسؤولين وهميين وغير فاعلين، في الوقت الذي تقف الحكومة و البنك المركزي عاجزين عن إحتواء أزمة الإرتفاع الجنوني لأسعار الصرف وإنتشال العملة المحلية من التدهور اليومي .
وما أثار حفيظة الكثيرين أن منازل كثيرة تعرضت لأضرار متفاوتة جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية التي تضرب عدن منذ ما بعد الحرب الأخيرة ، ولم تساهم الحكومة الشرعية في جبر تلك الأضرار ولو بريال واحد ، في الوقت الذي ما زالت المنازل المتضررة من الحرب تنتظر ما يسمى بإعادة الإعمار الذي هو الأخر لم يرى النور بعد رغم مرور 4 سنوات على تحرير المدينة ولا تزال الكثير من الأسر تعيش في منازل بالإيجار وعلى نفقتها الخاصة .
إستهتار وإستنزاف وإهدار للمال العام والشعب يموت جوع ، كلمات رددها الكثيرين من الأهالي في عدن في وقفات إحتجاجية وتظاهرات تنديدية ومنشورات إستنكارية وحملات غضب وثورات شعبية ، عندما يقرؤون بشكل شبه يومي عن الفضائح المتكررة للمسؤولين في حكومة الشرعية ، وما يتردد مؤخراً من عمليات غسيل أموال ينفذها متنفذين ومسؤولين أيضاً.
لكن وأمام كل ذلك ، كانت تلك الآذان التي على جنبات رؤوس مسؤولي الشرعية واحدة من طين والأخرى من عجين ، وكأنهم راعين لشعب أخر غير هذه الرعية التي بحت أصواتها وهي تنادي بإصلاح الخدمات وتوفير المرتبات وتخفيض الأسعار وتوفير المشتقات النفطية ، وسط مؤشرات وبوادر بكوارث إقتصادية وبيئية وإجتماعية وشيكة مع إستمرار ذلك التجاهل المريب والذي يجزم البعض بأنه متعمد لغايات ومآرب في نفوس آولئك الرهط المحاطين بأسوار وجبال منطقة معاشق بعدن