*تقرير خاص..انهيار الريال اليمني .. لهيب يكوي أجساد البسطاء في عدن*

*تقرير خاص..انهيار الريال اليمني .. لهيب يكوي أجساد البسطاء في عدن*

*تقرير خاص..انهيار الريال اليمني .. لهيب يكوي أجساد البسطاء في عدن*
2018-07-26 18:42:41
صوت المقاومة/خاص-عدن
 
شهد اليمن جنوبه وشماله تدهوراً ملحوظاً في سعر العملة المشتركة (الريال اليمني) على فترات متتابعة ، وبما أن استقرار النقود هو شرط أساسي لاستقرار معاملات الناس في أنشطتهم اليومية ، خلّف انخفاض  الريال تراجعاً في مستوى المعيشة داخل البلاد ، وهدد بدوره مستقبل اليمن وحاضره من الناحية السياسية والمكانة التي يشغلها أمام الدول الأخرى.
ونتيجة لتدهور وضع البلاد من كافة النواحي الحياتية والخدمية إلا أن  التدهور الاقتصادي يأتي في المراتب الأولى مع التدهور الصحي  الذي يشكل خطراً بالغاً يلامس حياة المواطن.
وبما أن سلسلة التراجع تكمن في فترات زمنية متتابعة ، شكلت بدورها ضربة قاضية على حياة المواطن البسيط ، كذلك عرقلة البلاد وزعزعة استقرارها ولامست جميع الأمور الحياتية ؛ لأجل ذلك قمنا بإعداد تقرير لمعرفة أسباب انخفاض الريال اليمني وكيف أثر على مجمل الحياة العامة للسكان في عدن.. 
 
صوت المقاومة الجنوبية /
أسباب رئيسية في انخفاض الريال اليمني
إن انخفاض الريال اليمني على فترات متقاربة  و قفزات هائلة يرجع لعدة أسباب ، أبرزها وأهمها السياسية ، ومع التدليل الواضح ، الحرب التي مرت على البلاد أدت بدورها إلى انخفاض كبير في عائدات الصادرات من العملات الأجنبية وكذلك انخفاض العرض من العملات الأجنبية وارتفاع الطلب عليها ، كذلك يرجع السبب إلى البنك المركزي الذي توقف عن إمداد السوق بالعملة الصعبة و إقبال اليمنيين على شراء العملات الأجنبية الأخرى لأسباب مختلفة يدهور من قيمة الريال ، ولا ننسى  نسبة المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية ليست بقليلة ، فكثير من الأسر في عدن يتغرب أبناؤهم بحثا للقمة العيش التي لا تتوفر في بلادنا وتشح ، واختاروا السعودية وجهة لهم لقرب مكانها وسهولة التعامل داخلها كونها بلد مسلمة ويوجد بها من اليمنيين بنسب كبيرة.
 إن الأسر التي بعثت أبناءها إلى هناك تعتمد اعتمادا كبيرا على الحوالات وتعيش بحالة معيشية أفضل ، ولكن بعد ما صدر القرار الملكي بدفع الضرائب السنوية لكل مقيم على أرض المملكة اضطر كثير من المقيمين العودة إلى أرض الوطن وانخفضت تحويلات المغتربين من المملكة جراء الصعوبات الاقتصادية عليهم. 
*جوع محتم*
كلما انخفض الريال اليمني أمام العملات الأخرى ارتفع سعر كل ما يتداول في البلاد ، و لسوء الوضع الاقتصادي الذي يشهده البلاد منذ مدة بات من الصعب المرور بسلام من هذه الأزمة ؛ ولأن المواطن هو العمود الفقري في المجتمع ، معظم هذه الشريحة من ذوي الدخل المحدود الذين لا تكاد مرتباتهم تكفي لآخر الشهر ، وأصابت موجة ارتفاع الأسعار أزمة حقيقية بالنسبة لهم خاصة أن الارتفاع لم يلامس منتجات معينة بل أتى كموجة مرتفعة تجتاح كل السلع والمنتجات في البلاد.
وقالت  "ريحانة  أحمد" ، مواطنة في عدن : (انخفاض الريال اليمني أثر علينا كثيراً من ناحية المواد الاستهلاكية خاصة ، فقد ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه لأن أغلب الأشياء المتداولة واردة من دول وبلدان أخرى).
ويضيف "علي سعيد" ، موظف متقاعد مع الدولة : ( مرتبي ضعيف بسبب التقاعد ، وكان قبل الحرب يقضي احتياجات المنزل الأساسية وبعد الحرب ارتفعت أسعار السلع والمنتجات شيئا فشيئا حتى وصلت إلى الارتفاع الجنوني الذي لا يستطيع الراتب تحمل أعباءه).  
*سعر الشراء*
يلجأ الكثير إلى سعر عملات أجنبية أخرى من محلات الصرافة بمقابل بيع الريال اليمني ، وذلك يؤدي بدوره إلى تدهور وتراجع الريال ؛ ولكن المشكلة في ذلك هي خسارة أضعاف الريالات أمام العملات الأجنبية الأخرى ، وقد يضطر المواطن إلى ذلك الأمر من أجل أسباب عدة يحتاجها السوق ، منها شراء الأجهزة الإلكترونية بسعر الدولار ، أو من أجل التعامل في بعض المكتبات والمحلات التجارية التي لم تعد تتعامل بسعر الريال اليمني ، وإذا تفادى المواطن ذلك كله واكتفى بالأساسيات قد يرغمه السفر إلى خارج البلاد للعلاج أو دون ذلك إلى صرف مبلغ من المال و غرامة مبلغ الصرف  الزائد الذي تعدى النصف.
 
*تناقص حجم المنتج*
من الغريب أن يتناقص حجم المنتج عند الشراء شيئا فشيئا ، وذاك لسبب إبقاء السعر ذاته دون زيادة ، ومن أكثر الأشياء الذي تناقص حجمه هو "الروتي" الخبز المعروف في مدينة عدن ولحج ، وبحسب ما قاله بائع روتي في الحوطة بلحج : " لقد رفعنا منذ مدة سعر (القرص الروتي) و لقينا تعصبا شديداً من الناس مما جعلنا ننقص الحجم وندعه بنفس السعر الأول" .  وهناك بعد بعض أفران تبيع الواحد بـ15 ريال والأكبر منه قليلا بـ20 ريال لإرضاء المواطن 
ليس (الروتي) فحسب من تناقص حجمه ، الكثير من الأطعمة تناقص حجمها ، ويلاحظ في بعض بقالات لحج بيع بعض الأشياء بأكياس صغيرة لتسهيل بيعها ونفاد كميتها بدلا من وجودها على رف المحل دون بيعها. 
*اكتفاء الأسر بالأساسيات*
معظم الأسر تكتفي بالأساسيات على مائدة الطعام لارتفاع سعرها في السوق  ،وتقول أم أحمد : " أذهب كل يوم إلى السوق لشراء حاجيات المنزل وأعود وفي كل مرة أذهب فيها للشراء يزداد السعر! ، وأصبحت في المدة الأخيرة لا أمتلك حق كل شيء لأكمل مائدتي وأكتفي بالأساسيات لطبخ الوجبات".
وتقول أم طه ، نازحة في لحج :" مع النزوح واشتداد الأزمة لم نستطع شراء أي شي لأبنائنا وفقط نكتفي بأي غذاء يسد رمق الأسرة ".
*مقاطعة منتجات*
مع اكتفاء بعض الأسر بالأشياء الأساسية والضرورية وتسهيل شرائها للمقتدرين من أبناء البلاد ، ضجت قبل أيام مواقع التواصل الاجتماعي على ارتفاع سعر البيض ، حيث وصل سعر البيضة الواحدة إلى 50 ريال ، الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثيرين عن الشراء وأطلق البعض منهم هاشتاج لمقاطعة شراء البيض حتى  يفسد ويرجع  سعره  السابق في الأسواق المحلية .
*رواتب حقيرة*
يقول المواطن أحمد باحسن :" حاصل على شهادة باكالوريوس و أخدم في عملي منذ 28 سنة ، راتبي يعادل 150 دولار لا يغطي جميع احتياجاتي خاصة أنني مسؤول عن أسرة تتكون من خمسة أفراد وجميع المواد شهدت ارتفاعات مبالغا فيها".
أحمد ليس وحده من يعاني من ارتفاع الأسعار ، فمعظم موظفي الدولة يشكون بخس مرتباتهم أمام الدولار الذي طغى على أكثر من  نصف القيمة.  
*القضاء على فئات صغيرة*
بسبب الارتفاع تبدأ الفئات الصغيرة من العملة بالاختفاء مثلما اختفت فئات من قبل ، بدأت الآن تختفي فئة 50 و 100 و250 ، ومع اختفائها تبدأ المشاكل وعرقلة العمل في الدائرة الحياتية من البلاد ، خاصة في الأسواق ، فقد تسمع أصوات الصراخ لعدم امتلاك فكة للنقود أو لتبديل منتج يوازي القيمة النقدية لها. 
*عرقلة العمل*
يتعرقل عمل الكثيرين بسبب ارتفاع الأسعار ، وتشب فجوة بين البائع والزبون ، و يبدأ البعض بالتنازل عن القيمة الأساسية لكسب الزبون ، فمعظم مالكي المشاريع الصغيرة يضطرون لرفع السعر وذلك لسبب ارتفاع أسعار العدة الخاصة بالعمل ، مما يؤثر على بيع سلعهم ومنتجاتهم أو العكس إذا تم البيع بالسعر القديم فتضيع الفائدة.