بعد صمت طويل التزمه الجنوبيون حفاظاً على وحدة الجبهة التي يقودها التحالف العربي لصد المد الفارسي ودحره من اليمن إلا أن تصرفات قوى الاحتلال الأرعن لم تقدر تلك الفرصة الذهبية التي منحت لهم من شعب الجنوب الحر الجبار ، فأبت تلك القوى التي تدّعي زوراً وبهتاناً أنها تقاتل الحوثي إلى جانب التحالف العربي ، إلا أن تنكئ الجرح الغائر في الجسد الجنوبي بفعل سياسة الضم والإلحاق التي تعرض لها الجنوب وشعبه فواصلت غيها وبكل عنجهية محاولة إدخال جحافلها إلى عدن التي لازالت جراحها تنزف من ذكرى الماضي الأيام لوحدتهم المشؤومة, وهذا ماجعل الجنوبيون ينتفضون مجدداً في وجه تلك الجحافل ، وبالصوت العالي أعلن الشعب الجنوبي رفضه لتواجد جحافل الإخونج ممثلة بمليشيات حزب الإصلاح التي تم إدخالها إلى عدن على شكل جماعات بلباس مدني وعلى هيئة أسر نازحة ، وكذا قوات طارق عفاش التي دخلت إلى عدن بضمانة من قبل قوات التحالف لتدريبها لتلتحق بجبهة الساحل الغربي.
*قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي: موقفنا ثابت ومبدئي في رفض أي تواجد عسكري شمالي على أراضي الجنوب*
قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أعلنت وقوفها ودعمها الكامل لمطالب الشعب في رفضه تواجد أي قوة عسكرية شمالية في الجنوب ، معتبرة أن تلك المطالب لم تكن وليدة اليوم بل هي حق مكتسب ناضل لأجله شعبنا جيلا بعد جيل, جاء ذلك في بيان للمتحدث الرسمي للمجلس / سالم العولقي والذي جاء فيه:
" نُحيي أبناء الجنوب الأبطال في الداخل وفي المهجر، الذين أطلقوا حملة شعبية لرفض تواجد أي قوات عسكرية شمالية في الجنوب، وهو مطلب شعبي ليس وليد اليوم، بل منذ اجتياح الجنوب عسكرياً واحتلاله بالقوة صيف العام ١٩٩٤م.
نؤكد على موقفنا الثابت والمبدئي الرافض لأي تواجد عسكري شمالي على أراضي الجنوب، وذلك ما أكدناه في لقاءاتنا بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث، والعديد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة كأساس لصناعة السلام.
كما نؤكدعلى أن الجنوبيين لن يقبلوا ولن يساوموا تحت أي ظرف على إرادتهم، ودماء شهدائهم وتضحياتهم، وسيصمدون من أجل تحرير أرضهم واستعادة قرارهم الوطني الحر، بلا تبعية بأي شكل من الأشكال لأي نظام سياسي يمني يعيد ترتيب حصص الفرقاء الشركاء في صنعاء.
ندعو الجميع إلى احترام إرادة شعب الجنوب للوصول إلى سلام شامل يؤسس لمستقبل آمن ومستقر بين شعب الجنوب وشعب الشمال وأي محاولات لتجاوز إرادة شعبنا أو استفزازه سيكون مصيرها الفشل الذريع وسيواجهها شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي بالإرادة الحرة التي حررت عدن ومدن الجنوب كافة من مليشيا الحوثيين.
*حملة شعبية رفضاً لتواجد القوات الشمالية في الجنوب*
في غضون أيام الأسبوع الماضي شهدت الساحة الجنوبية ولازالت غلياناً شعبياً وحراكاً ثورياً جنوبياً غير مسبوق ، دشنته قيادات في الثورة الجنوبية والمقاومة الجنوبية إعلاميا, حيث أطلق سياسيون جنوبيون حملة شعبية في منصات التواصل الاجتماعي رفضاً لتواجد أي قوة شمالية في الجنوب.
الناشط السياسي في الثورة الجنوبية رئيس مركز عدن للأبحاث في واشنطن / أحمد الصالح ، دشن الحملة الشعبية الجنوبية لرفض أي تواجد لقوات شمالية على أرض الجنوب ؛ معتبراً الصمت أو التماهي أو غض الطرف عنها من قبل أي طرف خيانة لدماء الشهداء وتضحيات الجرحى الذي سقطوا في مضمار الثورة الجنوبية حتى الآن.
أحمد الصالح قال في تغريدات نشرها تباعاً على تويتر: "الرفض الشعبي الجنوبي لقوات عسكرية شمالية حق مكتسب وطبيعي جداً وليس لأحد كان دولةً أو مؤسسةً أو كياناً منع ذلك أو تبرير بقاء تلك القوات في أرضنا, وتأكدوا أنه إن فرضت علينا هذه القوات الآن فستفرض علينا مشاريع مستقبلا ونحن ننظر بصمت."
وواصل الصالح قوله : " لن نقبل بقوات عسكرية شمالية في كافة الأراضي الجنوبية تحت أي مبرر ، ويجب على التحالف أن يحترم الإرادة الشعبية الجنوبية ويقدر تضحيات الشهداء ومعاناة ذويهم. الشراكة تقتضي ذلك فلسنا أتباعاً أو ضيوفاً على البلد ، بل أهلها وأسيادها".
الناشط الجنوبي صالح الجهوري قال في سلسلة تغريدات على تويتر : ‘‘إنما يجري تحت الكواليس لا بد من تداركه قبل الندم ، نحن لا نخسر أكثر مما خسرناه . الحديث عن اللواء الآتي من مأرب إلى عدن عار على كل جنوبي’’.
أما السياسي الجنوبي فضل بن عطاف ، فعلق قائلا : "الزميل أحمد الصالح يعبر عن رأيه تجاه وجود طارق عفاش في عدن، وهذا ليس رأيه وحسب بل هو رأي غالبية الشعب الجنوبي الرافض للقوات الشمالية، وهذا يؤكد أن موقف المجلس يتعرض لضغوط شعبية كبيرة تجاه موقفه المساند للمقاومة في الشمال، نتمنى عدم ظهور خطابات استفزازية من عدن".
*المقاومة الجنوبية في الساحل الغربي تحذر*
في الاجتماع الذي ضم عدداً من قيادات المقاومة الجنوبية ومن ضمنها قيادات في قوات العمالقة التي تخوض معارك الشرف والبطولة لتحرير الشمال من مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا أكد الحاضرون على رفضهم التام لتواجد أي قوة شمالية على أرض الجنوب بأي شكل من الأشكال.
وأكد القادة المجتمعون أن وجود أي قوة شمالية في الجنوب يعد خيانة لدماء الشهداء ولتضحيات الجرحى مشددين على أهمية حسم هذا الملف في أسرع وقت وبدون مواربة أو تلكؤ.
قيادات المقاومة الجنوبية قالوا أن على الحكومة الشرعية والتحالف اتخاذ خطوات جادة حيال موضوع تواجد قوات شمالية في عدن وحضرموت مالم فإن خيارات أخرى سيتم اتخاذها في حال استمرت تلك القوات في تواجدها.
