شلال صديقي وشهادتي فيه مجروحة ولكن شلال الذي أقصده هنا هو مدير عام شرطة عدن.. أحد مؤسسي الحراك الجنوبي ورمز من رموز التصالح والتسامح وقائد من قادة المقاومة الجنوبية.
سجن في عهد عفاش وتمت مساومته بأعلى المناصب لكي يخضع ولَم يقبل حرم من الرتب والراتب وشرد وطورد ولَم يساوم. كان يكفي ان يصمت فقط حتى ينال ما يتمنى في عهد كان يقال ( من لم يغتني فيه من المسؤولين فلن يغتني أبداً).
عندما كانت الوظيفة تعني المال والجاه والنفوذ والعيشة الرغدة زهد عنها لم يكن يعلم شلال وغيره من المناضلين بان السعودية ستشارك معنا ولا ان الامارات ستكون بيننا في عدن.. لم نكن نعرف حينها كل هذا.
جاءت السعودية والإمارات وبقية الإخوة الكرام من الحلفاء ووجدوا أمامهم على الارض رجال يتقدمون الصفوف ويتسابقون الى الشهادة دفاعاً عن الارض والعرض غبر شعث بلا احذية ولا حتى شبشب بل وحتى على عكاكيز.. لم يكن الإخوة الحلفاء يعرفون احد مسبقاً كل من تعرفوا عليهم هم من وجدوهم أمامهم في الجبهات ومن قبل ان يصلوا بكثير بل ان بعضهم لم يكن يعرف أصلاً انهم قد وصلوا وأصبحوا معنا في نفس الجبهة دفاعاً عن شرف وكرامة الأمة وسياجاً منيعاً امام ارضها الطاهرة.
وجاء النصر واندحرت قوى العدوان الحوثية العفاشية وجيء بالكفاءات من المقاومين الصامدين لكي يشارك في قيادة مرحلة البناء والإعمار كما قاد مرحلة الدفاع والتصدي والتحرير اوضاع أمنية متدهورة وأوضاع اقتصادية واجتماعية منهارة وبدأت الأوضاع في التحسن والأمور بالاستقرار ولكن فوجئت المقاومة ومعها كل شرفاء الوطن ومعنا أيضاً اشقائنا في التحالف بان هناك من اقبل وعاد مجدداً اما من غربة بعد فرار او من منزله بعد اختفاء او اختباء جاء يدعي بحق اخر ليس الاهي ولكنه لا يختلف عنه كثيراً أسموه( حق شرعي) في الاستمرار في الحكم والتحكم بالبلاد والعباد ومن منطلق ان البلد يتسع للجميع وان الحرب قد جبت ما قبلها ترك أشراف وصناديد المقاومة المجال لعناصر السلطة السابقين بالعودة الى مواقعهم على امل ان يساهموا في تطبيع الأوضاع الامر الذي قد يساعد على التسريع في دورة عجلة الحياة.. وهنا كانت صدمة الجميع، بدأ النافذون بمحاولة ابعاد المجاهدين المقاومين الصامدين، وإحلال الهاربين محلهم ومن والاهم من المنافقين والمدعين والمتنطعين وتوالت الإقصاءات وتعددت وتنوعت أساليب الاستيلاء على الوظيفة العامة والمال العام واحتقنت الأوضاع في عدن وكل الجنوب نتيجة لعودة المحاصصة الحزبية التي سادت في صنعاء طوال فترة حكم علي صالح ،متجاهلين مطالب واهداف ثورة الشعب الحقيقية للتغيير قبل ان يتم الانقضاض عليها وحرفها عن مسارها ومتجاهلين نتائج حرب التحرير في الجنوب واستحقاقاتها. وهنا وقفت المقاومة الجنوبية والى جانبها وقف الحلفاء للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة بالنصح والمشورة ولكن قوى النفوذ كانت قد آمنت على حياتها واستعادة تماسكها فأبت الا ان تستمر في غيها وفسادها متدثرةً بغطاء الشرعية والشرعية منها برآء. كان هناك الكثير من رموز المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي وكوادر وشرفاء الجنوب من مدنيين وعسكريين ،منهم وزراء ومحافظين وسفراء وقادة عسكريين ومدراء عموم وكوادر وسطية وحتى كوادر ادارية او مهنية بسيطة ممن رأى ان الحرب وروح التسامح والتصالح والمصلحة العليا للوطن تتطلب المشاركة في اعادة إعماره وادارته ادارة رشيدة خالية من الفساد.
وفشلت كل محاولاتهم هذه وفشلت كل محاولات الاشقاء في ترميم الصدع ووقف العبث ومحاولة لملمة الشمل. ولَم يتبقى الكثير من الكادر ممن يستطيع العمل ممن لم يكن جزء من هيكل السلطة السابقة وما شلال الا احدهم. ولكن لحساسية الامر وكون الأمن في عدن يعد جزء من امن الأمة فقد وجد أعداء الأمة انه لا مفر من مهاجمة والاعتداء المباشر على الحلفاء حتى يغادروا عدن ويتمكنوا حينها من الانقضاض عليها للمرة الثالثة على التوالي حتى تعود الى بيت الطاعة غنيمة يتناهشونها كيفما يشاؤون.
عدن امانة في أعناقنا جميعاً. عدن لن تستقر وتأمن الا بِنَا جميعاً تعالوا الى توافق وطني بعيد عن المصلحة الشخصية والأهواء. عجلة الزمن لن تعود الى الوراء ولكنها أيضاً لن تتدحرج الى الامام الا اذا تشاركنا معاً في دفعها. لا عودة الى صنعاء مرة اخرى ولا عيش لنا في عدن بأمن واستقرار الا معاً.
نعيد ترتيب الامور نطبق القانون واي مسؤول حكومي انتهت فترة ولايته بحكم القانون يتنحى وأعدكم بان اللواء شلال سيكون في المقدمة من اثبت كفاءة ونزاهة ومهنية وحرفية وانجاز فليرقى ومن لم يثبت فليتنحى. ونتوافق على اختيار البدائل حسب الكفاءة والنزاهة والقدرة وبمعيار وطني بحت. ما اسهل ان يستهدف الحلفاء وعلى راسهم الامارات وما اسهل ان يستهدف الشرفاء ومنهم شلال( وهو بشر يخطى ويصيب ). ولكن ما اصعب وأقسى على القلب من نكران الجميل والجحود والتدليس على البسطاء.
الامر كبير وجلل فنحن في خضم حرب نكون بعدها او لا نكون تعالوا نغلب مصلحة الأمة ومصلحة الوطن. اما صديقي الموظف شلال فقد اوفى مع الوطن والأمة فان بقي في موقعه فعليه مزيد من الجهد والعناء والعطاء والتعب وان لم يبقى فالوطن مليء بالفرسان والشجعان امثاله.