هكذا هما الإبطال يسيطرون الملاحم التاريخية التي تُكتب بالدّما لتخضب تراب الحرية في أنصع الصفحات ، لا يخافون لومة لائم أو قوة عدو أو كيد الخائنين ، يمضون على الكرامة ويمشون على الصّدق رغم العراقيل لا يتزحزحون مهما تغير مسار رياح المصالح ولا تعيقهم المنعطفات مهما كان أعوجاجها ، ثابتون على المبادئ الأساسية التي عهدوها منذ نعومة أظافرهم ، الشهيد البطل علي ناصر ماذان القفعي واحد من هؤلاء.. سطر تاريخ عظيم في سلسلة نضال الشعب الجنوبي ، كان حاضراً في الموعد. يلبي داعي الواجب الوطني متى صدح صوته بالنداء ..
عرفته ساحات العز مناضلاً جسوراً يتقدم الصفوف في وجة القوات العفاشية في عز جبروتها غير مبالي بحجم ما تمتلكة تلك العصابات من مجنزرات وآليات وكافة أنواع الاسلحة ، ضل صامداً يطوف ساحات الوطن الجنوبي ، وعندما اجتاحت مليشيا الحوثي وقوات عفاش البلاد خرج يحمل بندقيته ولم يغادر الوطن مثل البعض ، كان يجوب جبهات مدنية لودر ليزرع الثقة في نفوس الشباب ويرفع من معنوياتهم ويحثم على الصمود مهما كلف الأمر ، وفي يوم تاريخي لا تنساه القوات الغازية المتحالفة ، سارع الشهيد البطل القفعي على رأس مجاميع من المقاومين الإبطال ..
ورغم محدودية الدعم وفوارق المعادلة العسكرية أنذاك ، كبدوا قوات العدو درساً بليغاً في معنى التضحية والاقدام ، حتى أستشهد البطل القفعي وسط نار المعركة تاركاً خلفة أرثاً عظيماً من النضال والصمود والفداء ..
