تجاهل واقع الجنوب يهدد الاستقرار في المنطقة (تقرير)

تجاهل واقع الجنوب يهدد الاستقرار في المنطقة (تقرير)

تجاهل واقع الجنوب يهدد الاستقرار في المنطقة (تقرير)
2025-12-20 22:15:17
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير-خاص

 

في وقتٍ تتزايد فيه التحذيرات الأممية من هشاشة الوضع السياسي والأمني، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «تسوية سياسية تلبي تطلعات اليمنيين»، وهي عبارة أعادت فتح النقاش حول جوهر أي مسار سلام قادم، وحدود قدرته على تحقيق الاستقرار ما لم يستوعب الوقائع الجديدة على الأرض، وفي مقدمتها القضية الجنوبية.

ويرى مراقبون سياسيون أن استخدام مصطلح «تطلعات اليمنيين» يطرح تساؤلًا جوهريًا حول مدى شمولية أي تسوية مرتقبة، مؤكدين أن تجاهل تطلعات الجنوب، التي باتت حاضرة سياسيًا وميدانيًا، من شأنه تقويض فرص السلام بدلاً من تعزيزها.

"الجنوب واقع لا يمكن تجاوزه"

بحسب محللين، فإن الجنوب لم يعد مجرد ملف مؤجل ضمن النقاشات السياسية، بل أصبح واقعًا قائمًا بفعل تحولات ميدانية وأمنية عميقة، كان آخرها تحرير وادي حضرموت والمنطقة العسكرية الأولى، والمهرة، وهي تطورات أعادت رسم موازين القوى وغيّرت طبيعة المشهد العام.

ويؤكد مراقبون أن هذه التحولات أسست لمرحلة جديدة جعلت الجنوب أمام مرحلة اللاعودة واستحقاق تاريخي، حيث لم تعد المعالجات المؤقتة أو التسويات الجزئية قادرة على احتواء تطلعات شعبٍ قدّم تضحيات كبيرة وفرض حضوره على الأرض.

"تحذيرات من إعادة إنتاج الأزمة"

ويحذر مراقبون سياسيون من أن أي تسوية تتجاهل تطلعات الجنوب قد تُسهم في إعادة إنتاج الصراع بدلًا من إنهائه، مشيرين إلى أن تجارب سابقة أثبتت أن الحلول التي لا تعالج جذور الأزمة تتحول سريعًا إلى مصدر توتر جديد.

ويرى محللون أن تجاهل الجنوب لا يشكل فقط إقصاءً سياسيًا، بل يحمل مخاطر أمنية حقيقية، خصوصًا في ظل التحذيرات الأممية المتكررة من انهيار الاستقرار، وهو ما يجعل إدماج القضية الجنوبية في أي مسار سياسي أمرًا ضروريًا لا يمكن القفز عليه.

"ناشطون: الاستقرار يبدأ بالاعتراف بالواقع"

وبحسب ناشطين جنوبيين، فإن الاستقرار الحقيقي لا يمكن تحقيقه عبر صيغ عامة أو شعارات فضفاضة، بل عبر الاعتراف بالتحولات التي فرضها الواقع، واحترام تطلعات الشعوب، وفي مقدمتها تطلعات الجنوب التي باتت تمثل عامل توازن في المشهد الأمني والسياسي.

ويشير ناشطون إلى أن ما تحقق في حضرموت والمهرة نموذج واضح على أن الأمن والاستقرار تحققا عبر قوى محلية فاعلة، وليس عبر ترتيبات مركزية سابقة أثبتت فشلها، مؤكدين أن أي محاولة لتجاوز هذا الواقع ستكون محفوفة بالمخاطر.

ختاماً.

ويجمع متابعون على أن دعوة الأمم المتحدة إلى تسوية تلبي تطلعات اليمنيين تمثل فرصة حقيقية، لكنها في الوقت ذاته اختبار جدي لمدى قدرة المجتمع الدولي على قراءة المشهد كما هو، لا كما يُراد له أن يكون. فـتجاهل تطلعات الجنوب لن يؤدي إلى سلام مستدام، بل سيهدد الاستقرار الذي تحذر منه الأمم المتحدة نفسها.