
كتب/جنيد محمد الجنيد
تابعنا باهتمام كبير جدا .. في حديث القنوات الفضائية وفي مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً ، ومازلنا نتابع هذا الحدث العظيم الذي يتراءى لنا على أرض وادى الأحقاف / حضرموت خاصة وأرض الجنوب العربي عامة..هل بإمكاننا وبما أوتينا من كتابة أن نؤرخ هذه الانعطافة المرحلية المبشرة فينا، أو ترى هي التي كتب لها أن تؤرخنا، لقد سكنتنا الدهشة وانعقدت اللسان عن التعبير، حتى وإن كانت لشاعر، كيف نفسر أشياءنا، هل دخلنا إلى ما يشبهنا، وتداخل فينا كل مايشبهنا..
وصف اللحظة أصعب من امتلاك اللحظة فينا، شيئ بداخلنا يؤرقنا كثيرا.. كيف نصف اللحظة ؟ كيف نؤرخها ؟ قرأنا أسماءنا منذ تاريخنا الأول ، لنا كتب تتنزل بالفتوحات والملك منذ عهد عاد، حيث وادى الأحقاف الذي كان مهد الرسالات النبوية الأولى ، حتى آخر عهدنا الذي أعددنا له حراكا سلميا وحرب الطامة الكبرى .. هل نستطيع أن نفسر ما جرى ؟ يسقط النفي على النفي ، لنا أن نلغي التفسير ، كي لا نضع للوصف حدا ... لنا أن نصف الأشياء فينا، ولنا أن نرى في هذه الأشياء جنة الله فى الأرض التي أينعت بنخيل يتسامق في أرض الجزيرة ، فاتنات الحب من اللواتي تراقصن فرحا من حدود الربع الخالي وحتى بحر العرب يملأن جرارهم من بحيرة الوادي المعبأ بالنخيل وبالعواطف وبالذي سكن الهوى ويسكبنها أنهارا من لبن و عسل مصفی .. هذه أحلامنا على هذه الأرض، ولنا أن نبتني عليها جنتنا، ولنا أن نبتني دولتنا جمهورية النخيل والعسل المصفى..
هذه جمهورية النخيل والعسل المصفى .. هل أدعوكم. للطواف فيها ، رحلة واحدة تكفيكم لكي تصفوها وصفا أسطوريا..نعم رحلة واحدة تكفي لكي تعلق في أعناقكم أيقونة العمر الجميل وتمنحكم إقامة الخلود الأبدي فيها..
هذه جمهورية النخيل والعسل المصفى ترحب بكم،وتتمنى لكم إقامة . سعيدة فيها .. فأهلا بكم ..
للحلم القديم بوابة تفتح غدنا والزمان الآن أسرع منا، وللخيل التي سبقتنا الى عصر الفتوحات أحلام،سقطت كبوتنا فى الدرب من. قبل، لنا أن نسرج الخيل ونشد رباطها فجرا، كي نتقدم وندخل في الآتي، ولنا أن أن نتسابق الآن لكي نعبر من بوابة التاريخ، نحتسي شاينا الحضرمي المقطر من السماور/البخاري
فى وادينا الأخضر .. ونبتني الأخضر فينا..
هذه جمهورية النخيل والعسل المصفى ، وهذه أبواب التاريخ..
أيها العشاق الوطنيون أدخلوها آمنين مطمئنين، سقطت فواصل الانتماءات البعيدة، فلكم في حضرة الوادي الموشى بالنخيل والعسل المصفى كل الذي تشاءون، والذي كنتم تشاءون . ولكم ما شئتم وما تشاءون .. ولكم أن تبتنوا الأخضر الأخضر فيكم ..
هذه جمهورية النخيل والعسل المصفى ..
يتوحد النخيل بالعسل المصفى، تتلاقح الأرض فيما بينها، تتوحد اللحظة الممتدة من زمن الأولين بالزمن الآتي، يشتعل الفد بالفرح المتوقد فينا، هل نستطيع أن نؤرخ ما نحن فيه؟ لقد تداخل فينا ما مضى، وتداخل فينا حاضرنا بالآتي ..
هل نبتهج الآن ؟
سؤال مر على وتر الأرق الصعب، ولكنه العزف أسبق منا، وفينا يتعالى نشيد جمهورية النخيل والعسل المصفى ..
هذه جمهورية النخيل والعسل المصفى..
لنا أن نسمي النخيل بأعلامه وأن نسمى العسل المصفى بأحلامه.. و أن نطلق الواحة الوارفة على كل حدودنا الممتدة من قبل بداية التاريخ والذي كان لنا ، سيكون لنا..
هذه حدودنا تمتد من النخيل حتى العسل المصفى ..
هل تؤرخنا المساحة بين بحر ورمال صحراء وبين ممر مضيق بحری والجبل الأخضر ..
البحر فاتنة تغرى بما لا يحصى من الشهوات ..
ورمال الصحراء عصفور له فحولته على عش النخيل ...
وممرالمضيق البحري فاتحة لعوالم أجمل ..
والجبل الأخضر يرسم تفاؤله راية عالية ..
والمسافة بينهم تختصر الوقت وتؤرخ الحلم فينا ..
لنا حلم جميل ..
لنا ز من جميل ..
ولنا وطن أجمل..
ولنا أن نعلن الآن على كل الملأ دولتنا الجنوبية العربية..
فأهلا جمهورية النخيل والعسل المصفى ..