
كتب/عبدالكريم أحمد سعيد
في ظل التحولات السياسية والأمنية المتسارعة التي تشهدها الساحة الجنوبية، تبرز قضية شعب الجنوب كقضية محورية ذات أبعاد إقليمية ودولية، تستند إلى إرادة شعبية راسخة وحق تاريخي وقانوني ثابت في استعادة دولته وبناء مستقبله السياسي على أسس حديثة. ولم تعد هذه القضية شأناً داخلياً معزولاً، بل باتت تمثل بوابة حقيقية لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، ومعالجة جذور الأزمات والصراعات التي عانت منها المنطقة لعقود.
إن احترام إرادة شعب الجنوب ودعم مساره السلمي نحو إقامة دولته الجنوبية الفدرالية يشكل مرتكزاً أساسياً لأمن الإقليم، ويعزز الشراكات القائمة على المصالح المشتركة، ويسهم في مكافحة الإرهاب، وتأمين الممرات البحرية الدولية، وترسيخ سلام مستدام يقوم على العدالة والشراكة واحترام إرادة الشعوب.
إن قيام الدولة الجنوبية الفدرالية لن يكون مكسباً لشعب الجنوب فحسب، بل سيشكل عامل استقرار استراتيجي في الإقليم، وشريكاً موثوقاً في جهود مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، بما في ذلك التنظيمات الحوثية المتطرفة والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، وعلى رأسها داعش، إلى جانب الإسهام الفاعل في تأمين الملاحة الدولية وحماية الممرات البحرية الحيوية، بما يخدم الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وعليه، فإننا نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي والقوى الفاعلة إقليمياً إلى التعاطي الإيجابي والمسؤول مع قضية شعب الجنوب، بوصفها مدخلاً حقيقياً لتحقيق سلام مستدام، وشراكة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة، واحترام إرادة الشعوب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.