
تواصل دولة الإمارات حضورها الإنساني والتنموي في الجنوب منذ السنوات الأولى للحرب، واضعة الإنسان في مقدمة أولوياتها، ومكرسةً نهجاً ثابتاً يقوم على الدعم المستدام لا المساعدات الطارئة فقط. ومع تفاقم الأزمات الخدمية والمعيشية، تعزز الإمارات مشاريعها النوعية التي تستهدف الفئات الأشد احتياجاً، إضافة إلى تدخلات واسعة أعادت الروح إلى قطاعات حيوية انهارت بفعل الصراع.
"برنامج إنساني مستدام.. مبادرة “نهر الحياة” نموذجاً"
تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ برنامج “نهر الحياة” في حضرموت، وهو مشروع إنساني متخصص يُعنى بذوي الهمم وذوي الدخل المحدود.
ويتضمن المشروع فحوصات دقيقة، ودعماً علاجياً، وتوفير سماعات طبية للأطفال الذين يعانون من ضعف السمع، بما يضمن دمجهم في التعليم والمجتمع.
يمتد البرنامج عبر أربعة فصول، مدة كل فصل ثلاثة أشهر، ويشمل:تقديم أدوية ومستلزمات طبية للحالات المرضية.إجراء اختبارات سمع دقيقة وتصميم سماعات خاصة للأطفال المحتاجين.متابعة الحالات ميدانياً وضمان استدامة الفوائد العلاجية.
هذه الخطوات تعكس تحول العمل الإنساني من مجرد مساعدات إلى رعاية صحية متخصصة تمس أصعب الفئات تضرراً من الحرب.
"دعم القطاع الصحي .. مستشفيات شبوة أنموذجاً"
وفي سياق آخر.. تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها الانساني في محافظة شبوة بمختلف قطاعاتها الحيوية حيث دشّن عوض بن الوزير محافظ شبوة، يوم الاثنين الماضي، المرحلة الثانية من مشروع تجهيز مستشفيات المديريات، بدعم سخي من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية، لتطوير11 مستشفى في عموم المديريات.
واطّلع المحافظ على مستوى الإنجاز في أعمال الترميم وإعادة التأهيل للمستشفيات المستهدفة، واستعرض مع المعنيين مكونات التجهيزات الطبية الحديثة والمعدات الفنية التي سيتم توزيعها في إطار هذه المرحلة، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثالثة الخاصة بتشغيل المستشفيات وتفعيل خدماتها.
وعبّر عن تقديره وامتنانه العميق للدعم الأخوي والمتواصل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلةً بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وشعب الإمارات الكريم، لما يولونه من عناية خاصة بمحافظة شبوة ومساندة دائمة في شتى المجالات الخدمية والإنسانية.
وقال إن النقلة النوعية غير المسبوقة في قطاع الصحة بالمحافظة، وما تحقق من توسع كبير في الخدمات الطبية وتوفير البنية التحتية الصحية، يُعدّ ثمرة مباشرة لمشروع دعم القطاع الصحي الممول من الأشقاء في الإمارات، والذي أعاد الأمل للمواطنين بعد عقود من الحرمان..
"مشاريع الطاقة المتجددة .. عطاء إماراتي يتمدد في محافظات الجنوب "
اطلع محافظ محافظة لحج، اللواء الركن أحمد تُركي، على الترتيبات الفنية لإنشاء مشروع محطة الطاقة الكهربائية الشمسية، الممولة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بقدرة إنتاجية تبلغ 30 ميجاوات.
وتفقَّد خلال زيارته الميدانية إلى موقع المحطة بمنطقة بئر ناصر بمديرية تُبَن، جاهزية الموقع لاستكمال الإجراءات النهائية تمهيداً لبدء تنفيذ المشروع، الذي يعد خطوة استراتيجية مهمة تسهم في تحسين منظومة الكهرباء بمحافظة لحج، وتلبية احتياجات المواطنين من الطاقة النظيفة والمستدامة.
وأكد المحافظ تُركي، أن هذا المشروع يأتي تتويجاً للجهود الحثيثة والمتابعة المستمرة التي تبذلها قيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج، بالتنسيق مع الجهات الداعمة.. مشيداً بالدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات التنمية والطاقة والبنية التحتية بالمحافظة.
وأشار محافظ لحج، إلى أن محطة الطاقة الشمسية بقدرة 30 ميجاوات، ستشكِّل نقلة نوعية في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وتخفيف معاناة المواطنين، فضلاً عن تعزيز توجه الدولة نحو مشاريع الطاقة المتجددة والمستدامة بالمحافظة.
"أثر ممتد منذ السنوات الأولى للحرب"
منذ 2015 وحتى اليوم، قدمت الإمارات سلسلة من المشاريع التي غيّرت حياة مئات الآلاف في الجنوب، من بينها:
إعادة البنية التحتية بعد التحري وتأهيل الموانئ والمطارات، بالإضافة الى إعادة بناء مخافر الشرطة والمنشآت الأمنية. ودعم قطاع الاتصالات وإعادة تشغيله في عدة محافظات، وإعادة الحياة إلى المدن المحررة، لاسيما تشغيل المستشفيات التي خرجت عن الخدمة خلال الحرب، بالاضافة الر عمل برامج الأمن والاستقرار من تدريب وتجهيز وحدات أمنية للحفاظ على المدن ومنع الفوضى.
هذه المشاريع لم تكن مجرد دعم إنساني، بل مساراً لإعادة بناء المؤسسات وتثبيت الأمن وأسس التنمية في ظل غياب شبه كامل لمؤسسات الدولة في تلك الفترة.
يشكل الدور الإماراتي في الجنوب ركيزة أساسية في مواجهة أزمات ما بعد الحرب. فالمشاريع التي تُنفذ اليوم ليست مجرد مساعدات عابرة، بل منظومة متكاملة تعيد بناء المجتمع وتدعم استقراره في أكثر المراحل تعقيداً.
وباستمرار هذه المبادرات، تظل الإمارات شريكاً إنسانياً وتنموياً يعتمد عليه الجنوبيون في معركتهم اليومية لاستعادة الحياة والكرامة والاستقرار