في يومٍ تاريخيٍّ مشهود، شهدت محافظة الضالع زيارة ميدانية للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي حضر فعاليات الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، وأطلق خلالها حزمةً من المشاريع التعليمية والخدمية الجديدة في عدد من مديريات المحافظة.
جاءت هذه الزيارة في أجواء وطنية احتفالية عبّر فيها أبناء الضالع عن وفائهم لمسيرة الثورة الجنوبية، حيث شارك الآلاف في الفعالية المركزية التي احتضنتها المدينة، مؤكدين التفافهم حول القيادة الجنوبية ورفضهم لكل محاولات النيل من مشروعهم الوطني العادل.
"افتتاح مشاريع تنموية عملاقة"
وعقب الحفل الخطابي والفني، توجّه الرئيس الزُبيدي إلى عددٍ من المديريات لافتتاح ثلاثة مشاريع حيوية شملت مديرية الشعيب، ومديرية جحاف، ومديرية الأزارق، في خطوةٍ عكست اهتمام القيادة الجنوبية بقطاع التعليم والخدمات الأساسية في المناطق المحرومة.
ففي مديرية الشعيب، افتتح الرئيس القائد مجمع الشيخ محمد بن زايد التعليمي النموذجي في منطقة القزعة، الذي يُعد من أبرز المشاريع الحديثة في قطاع التعليم بالمديرية، ويضم مباني دراسية حديثة، معامل علمية، مكتبة، ومرافق متكاملة صُممت لتوفير بيئة تعليمية متقدمة.
"اهتمام الرئيس الزُبيدي في التعليم"
أما في مديرية جحاف، فقد دشّن الزُبيدي مدرسة محمد بن زايد النموذجية، التي شُيّدت وفق أحدث المعايير التربوية، لتخدم مئات الطلاب من أبناء المنطقة وتخفف من معاناتهم في التنقل لمسافات طويلة لمواصلة تعليمهم.
وفي مديرية الأزارق، افتتح الرئيس القائد مجمعًا خدميًا متكاملًا يضم مرافق تعليمية وصحية وإدارية، إلى جانب مركز صحي متطور لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في واحدة من أكثر المديريات احتياجًا.
وخلال جولاته، عبّر الرئيس الزُبيدي عن فخره بأبناء الضالع وما يقدّمونه من نموذج في الصمود والإصرار على البناء بعد التضحيات الكبيرة التي قدّموها في سبيل التحرير، مؤكدًا أن هذه المشاريع تأتي ضمن رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي للنهوض بالبنية التحتية في محافظات الجنوب، وبتمويلٍ كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تواصل دعمها السخي في مجالات التعليم والصحة والخدمات.
وأكد الرئيس الزُبيدي أن “الجنوب يسير بثباتٍ نحو بناء مؤسساته على أسسٍ حديثة، تعيد الاعتبار للإنسان الجنوبي، وتفتح أمام الأجيال القادمة آفاق العلم والتنمية، بعيدًا عن التهميش والحرمان الذي عاناه شعبنا طيلة عقود.
"بناء مجمعات تربوية.. بصمة إماراتي ستظل في اذهان اجيال الجنوب"
وفي مقالٍ للكاتب الصحفي علاء عادل حنش نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي ، أشار إلى أن افتتاح مدارس محمد بن زايد آل نهيان النموذجية في مديريات جحاف والأزارق والشعيب بمحافظة الضالع، من قِبل فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، وبتمويلٍ سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة، يُعدّ خطوة استراتيجية في دعم العملية التعليمية في الجنوب، لاسيّما أنه جاء متزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، بما يحمل من رمزية وطنية ومعنوية كبيرة.
ورأى حنش أن المدارس الثلاث جاءت ببنية تحتية متكاملة ومواصفات تعليمية حديثة، إذ تضم كل مدرسة 24 فصلًا دراسيًا ومعامل للحاسوب والكيمياء والأحياء، ومكاتب إدارية وغرفًا للمعلمين والمعلمات، ومكتبة وصالة احتفالات وخزان مياه بسعة 36 ألف لتر، بطاقة استيعابية تبلغ 720 طالبًا وطالبة، الأمر الذي يجعلها نموذجًا رائدًا في التنمية التعليمية بالمناطق الجبلية والريفية.
وأكد أن هذا المشروع النوعي سيخدم مختلف قرى ومناطق الأزارق وجحاف والشعيب، ويعكس اهتمام القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ببناء الإنسان الجنوبي والنهوض بالمجتمع من خلال التعليم.
كما عبّر الكاتب عن تقديره البالغ لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أن تسمية المدارس باسمه هي رسالة وفاء وتقدير لدور الإمارات الريادي في دعم مسار التنمية والعطاء الإنساني في الجنوب.
وقد لاقت هذه الزيارة أصداءً واسعة في الأوساط الشعبية، حيث عبّر أبناء المديريات الثلاث عن امتنانهم الكبير لهذه الخطوة التي طال انتظارها، معتبرين أن افتتاح هذه المشاريع يمثّل تحولًا ملموسًا في مسار التنمية المحلية، ويجسّد التزام القيادة الجنوبية بتحسين حياة المواطنين وتوفير الخدمات في عمق الريف الجنوبي.
دلالات الزيارة
تكتسب زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لمحافظة الضالع أهميةً سياسية وتنموية مزدوجة، إذ جاءت بالتزامن مع إحياء ذكرى الثورة الجنوبية الكبرى، لتؤكد أن مشروع التحرير لا ينفصل عن مشروع البناء، وأن التنمية هي الرد العملي على محاولات إضعاف الجنوب وتشويه تضحياته.
كما حملت الزيارة رسائل واضحة إلى الداخل والخارج بأن الضالع لا تزال قلعةً للثورة الجنوبية، ومنطلقًا لمشروع الدولة القادمة، دولة النظام والعدالة والتعليم والخدمة العامة.
ختامًا
بهذه الخطوات الملموسة، يواصل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي تجسيد رؤيته في بناء الجنوب الجديد، جنوب العلم والعمل والكرامة، مستندًا إلى دعم شعبي واسع وإرادة وطنية صلبة تؤمن بأن معركة اليوم هي معركة بناء الإنسان وإرساء مؤسسات الدولة على أرضٍ حرةٍ ومحررة.