الرئيس الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة … حضور جنوبي يُرسّخ المكانة ويُكرّس القضية (تقرير)

الرئيس الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة … حضور جنوبي يُرسّخ المكانة ويُكرّس القضية (تقرير)

الرئيس الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة … حضور جنوبي يُرسّخ المكانة ويُكرّس القضية (تقرير)
2025-09-26 16:23:56
صوت المقاومة الجنوبية/ تقرير - خاص

شهدت مدينة نيويورك الأمريكية حضورًا لافتًا للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ضمن أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تُعد أكبر محفل دولي يجتمع فيه قادة العالم لمناقشة القضايا المصيرية.

هذه المشاركة، التي تحظى بمتابعة واهتمام جنوبي واسع، تُعتبر خطوة جديدة نحو تثبيت مكانة الجنوب وقضيته في الأجندة السياسية الدولية، وإشارة واضحة إلى أن الجنوب لم يعد غائبًا عن دوائر القرار العالمي، بل أصبح حاضرًا بقوة عبر ممثله وقيادته السياسية.

"رسالة الجنوب إلى العالم"

إن حضور الرئيس الزُبيدي في قاعة الأمم المتحدة لا يمكن قراءته فقط من زاوية التمثيل الشكلي، بل يتجاوز ذلك إلى كونه رسالة عميقة مفادها أن الجنوب حاضر في المشهد الدولي، وأن قضيته العادلة تتقدم بخطوات ثابتة نحو العالمية. بالنسبة للجنوبيين، فإن هذه المشاركة تجسّد انتقال قضيتهم من مرحلة التضحيات الميدانية إلى فضاءات الدبلوماسية الدولية، لتُطرح أمام قادة العالم باعتبارها قضية سلام وأمن واستقرار إقليمي.

"انعكاسات على القضية الجنوبية"

تحمل مشاركة الرئيس الزُبيدي في هذا المحفل الدولي جملة من الدلالات المهمة، أبرزها:
1. الاعتراف بمكانة الجنوب: الحضور في الجمعية العامة يُكرّس واقعًا جديدًا، مفاده أن الجنوب أصبح جزءًا من النقاشات الدولية، وأن صوته لا يمكن تجاوزه.
2. تعزيز الشرعية الشعبية والسياسية: مشاركة الرئيس الزُبيدي في منصة أممية بهذا الحجم تعكس أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثّل الإرادة الحقيقية لشعب الجنوب، ويُترجم تلك التضحيات إلى حضور سياسي عالمي.
3. تمهيد الطريق للدبلوماسية الجنوبية: اللقاءات الثنائية والحوارات الجانبية التي يجريها الرئيس الزُبيدي على هامش الاجتماعات تفتح آفاقًا جديدة للتواصل مع الدول والمنظمات، وتُهيئ لدعم المواقف الجنوبية مستقبلاً.

الجنوب بين التاريخ والحاضر

لا يمكن فصل هذه المشاركة عن مسيرة الجنوب الطويلة نحو الحرية. فكما فجّر أبناء ردفان شرارة ثورة 14 أكتوبر المجيدة قبل أكثر من ستة عقود، ليضعوا الجنوب على طريق التحرر من الاستعمار، يأتي اليوم حضور الزُبيدي في الأمم المتحدة ليؤكد أن روح الثورة مستمرة، ولكن بأدوات جديدة ولغة سياسية عالمية. إنه امتداد تاريخي لمشروع وطني لم يتوقف، بل تعاظم وتطور حتى وصل إلى هذه اللحظة.

"آفاق المرحلة القادمة"

وركز الرئيس الزُبيدي، عبر لقاءاته ونشاطاته الأممية، على قضايا جوهرية تمس الجنوب والمنطقة، وعلى رأسها: التأكيد على حق الجنوبيين في استعادة دولتهم لتحقيق السلام والسيادة والاستقرار، إبراز الحاجة لدعم المجتمع الدولي في إعادة الإعمار وتحسين الخدمات، الدعوة لمواجهة التهديدات الأمنية والإرهابية التي تستهدف الجنوب والمنطقة.


في الحقيقة ان  مشاركة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة لا تُقرأ كمجرد حضور سياسي، بل هي شهادة عملية على أن الجنوب، بقضيته ومشروعه الوطني، قد وصل إلى عتبة جديدة من الحضور الدولي. فبعد أن كانت تضحياته محصورة في جبهات القتال وميدان النضال، ها هي اليوم تُترجم إلى موقع سياسي مرموق، يفرض نفسه في قاعة الأمم المتحدة وبين قادة العالم.

إن الجنوب يكتب اليوم فصلًا جديدًا من تاريخه، عبر حضور قيادته في المحافل الدولية، بما يؤكد أن قضية شعبه ليست قابلة للتجاهل، وأن مسيرته نحو الحرية والسيادة تسير بخطى واثقة نحو المستقبل.