الخوف من حرية الانترنت سمة مشتركة بين كل الانظمة الدكتاتورية وتلك التي تميل الى الاستبداد وفي اليمن فرضت المليشيات الحوثية الانقلابية قيود واسعة وحصار رقمي مشدد على شبكة الانترنت بحكم سيطرتها على مزود الخدمة الوحيد في البلاد يمن نت
لم تكتف المليشيا بذلك بل شنت حملة ممنهجة ضد المواقع السياسية والحقوقية المحلية والعربية التي تنتقد سياساتها ادراكا منها ان الانترنت ما يزال المساحة الاكثر حرية للتعبير عن الرأي ومناقشة القضايا العامة رغم المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها النشطاء من اعتقالات تعسفية او استهدافات امنية
ولم يقتصر القمع على حجب المواقع فقط بل تعدى الى الواقع حيث قامت المليشيا الحوثية باختطاف عدد من النشطاء والكتاب وسجنهم وتغييبهم عن اهاليهم لمجرد نشرهم منشورات ناقدة على وسائل التواصل الاجتماعي ومن ابرز من طالتهم هذه الممارسات محمد المياحي اوراس الارياني ماجد زايد وغيرهم من الكتاب والنشطاء الذين اصبحوا ضحايا للكلمة الحرة
ولانها لا تريد ان يكشف وجهها الحقيقي عملت المليشيا على حجب العديد من المواقع الاخبارية والمنتديات الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي حتى تمنع المتابعين من الاطلاع على الحقائق او تداول المعلومات التي تفضح ممارساتها
كما تتواصل معاناة المستخدمين من بطء شديد في خدمة الانترنت وضعف في شبكات الاتصالات المحمولة وهو امر ليس ناتجا عن خلل تقني بحت بل نتيجة مباشرة للحصار الرقمي والرقابة المستمرة والتنصت الدائم الذي تمارسه المليشيات الانقلابية على كل وسائل الاتصال
لكن مهما حاولت المليشيا تقييد الكلمة الحرة سيبقى الانترنت اقوى من كل جدار رقابة واصرار الناس على الحرية اكبر من كل سجن