تشهد العاصمة عدن في الفترة الأخيرة نشاطًا سياسيًا واقتصاديًا ملحوظًا يقوده الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في إطار رؤية إصلاحية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة الجنوب، وتحقيق تطلعات شعبه في الاستقرار والتنمية.
"على الصعيد السياسي"
عمل الرئيس الزُبيدي خلال لقاءاته الداخلية والخارجية على تثبيت الحضور الجنوبي في أي استحقاقات سياسية قادمة، مؤكدًا أن إرادة شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره أمر لا يمكن تجاوزه.
كما شدد على أهمية إصلاح الهياكل التنظيمية داخل المجلس الانتقالي بما يضمن رفع كفاءة الأداء، وتوسيع دائرة الشراكة الوطنية بين مختلف المكونات الجنوبية.
"على الصعيد الاقتصادي"
وجّه الرئيس الزُبيدي بإجراءات عملية لإصلاح المنظومة المالية، من أبرزها: ضبط الإيرادات السيادية والمحلية وتوريدها إلى البنك المركزي بعدن، وتفعيل دور الأجهزة الرقابية لمكافحة الفساد، بالإضافة الى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية العملة الوطنية من المضاربات وتحقيق الاستقرار النقدي، كما شدد على إعادة تشغيل مصافي عدن لما تمثله من ركيزة استراتيجية للاقتصاد الجنوبي، وبوابة لتعزيز استقلالية القرار الاقتصادي وتأمين احتياجات السوق المحلي من المشتقات النفطية.
" أهمية إعادة تشغيل مصافي عدن"
تقع مصافي عدن في مديرية البريقة غرب مدينة عدن، وهي واحدة من أقدم وأهم المصافي في المنطقة، تأسست عام 1954م إبان الحقبة البريطانية، وكانت من كبرى المصافي في الشرق الأوسط.
وتكمن أهميتها في موقعها الجغرافي المطل على خليج عدن وقربها من ميناء الزيت، ما جعلها مركزًا استراتيجيًا لتموين السفن بالوقود، وعصبًا حيويًا لاقتصاد الجنوب عبر عقود طويلة.
ولا يقتصر تشغيل المصافي على البُعد الاقتصادي فحسب، بل يمثل أيضًا خطوة اجتماعية وتنموية، حيث يساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب، وتنشيط الحركة التجارية والخدمية، وإعادة الدور التاريخي لعدن كمركز للطاقة والتجارة في المنطقة.
"على الصعيد الخدمي والعسكري"
أولى الرئيس الزُبيدي اهتمامًا خاصًا بتحسين حياة المواطن الجنوبي، معتبرًا أن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية والتعليم هي أولوية قصوى.
كما دعا إلى تمكين الشباب والكوادر الجنوبية، وإيجاد فرص عمل ومشاريع استثمارية تخفف من معدلات البطالة والفقر.
كما أكد الرئيس الزُبيدي أن الجنوب ماضٍ في تعزيز قدراته الدفاعية لحماية أرضه وشعبه من أي تهديدات، بالتنسيق مع الأشقاء في التحالف العربي، وضمن استراتيجية شاملة تجمع بين البعد السياسي والعسكري والاقتصادي.
"مواقف داعمة لتحركات الرئيس الزُبيدي "
أشاد سياسيون وكتاب جنوبيون بالخطوات التي يتبناها الرئيس الزُبيدي، معتبرين أنها تعكس جدية في بناء مؤسسات جنوبية قوية قادرة على الاستجابة لمتطلبات المرحلة.
وأكد محللون أن التحركات الدبلوماسية للرئيس الزُبيدي تعكس نضجًا سياسيًا يوازن بين الانفتاح على المجتمع الدولي والحفاظ على الثوابت الوطنية لشعب الجنوب.
إن التحركات الأخيرة للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بدءًا من الإصلاحات المالية والإدارية، مرورًا بإعادة تشغيل مصافي عدن وتعزيز الخدمات الأساسية، وصولًا إلى تثبيت الحضور السياسي الجنوبي، تؤكد أن الجنوب يسير بخطى ثابتة نحو بناء دولة المؤسسات وتعزيز الاستقرار. وبينما يواجه شعب الجنوب تحديات كبيرة، فإن الإرادة السياسية الراسخة والبرامج الإصلاحية الجادة تشكل ضمانة لتحقيق مستقبل يلبي تطلعات الجنوبيين في الحرية والعدالة والتنمية.