كتب/ العميد وهيب بن سلم
شعباً عظيماً بكل ما عرف عنه منذ القدم عاشق للحرية ذو كبرياء شامخـاً بـكـرامة ، لا يقبل الذل و المهانة والاضطهاد ، قاوم الغزاة والمحتلين بشجاعة و استبسال دفاعاً عن ارضنا الجنوبية في كل حقبات التاريخ ( ضد الغزو البرتغالي و الاتراك و الانجليز والغزاة الجدد ..
ها نحن اليوم نحتفل بالذكرى 61 لإنطلاق ثورة أكتوبر المجيدة في مليونية هويتنا الجنوبية ، واننا اذ نجدد العهد لمواصلة الزخم الثوري التحرري لاجل استعادة دولتنا الجنوبية من المهرة الى باب المندب . ان عظمة الحدث ودلالاته وابعاده ورسائله التي يؤكدها أبناء حضرموت من خلال هذه المليونية ان حضرموت هويتها جنوبية الهوى والأنتماء ، وأن حضرموت إقليماً ضمن الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة التي يرسم خطاها بثبات وحكمة مجلسنا الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي و الذي يولي اهتماما خاصا بحضرموت وأبناؤها في ظل ما تتعرض من استفزاز القوات الإخوانية الارهابية في وادي حضرموت التي لن نتوانى حتى يتم اقتلاعها من كل شبر من أرضنا الجنوبية و ان شعبنا الجنوبي بإجماع متمسك بثوابته الوطنية الجنوبية الى ان يحقق هدفه المصيري بانتزاع حقه و حريته واستعادة سيادته بإعلان دولتنا الجنوبية في المحافل الدولية ..
قد جاءت ثورة أكتوبر نتيجة لتراكمات ثورية وحركات مقاومة و انتفاضات شعبية ثائرة في عدن و كافة مناطق الجنوب من امارات و مشيخات و سلطنات ، ضد الاستعمار البريطاني آنذاك ، و توجت بالاعلان عن اندلاع الثورة في الرابع عشر من اكتوبر 63 م من قمم جبال ردفان .
و لم يكن اختيار الفعالية الكبيرة لهذه المناسبة بمليونية الهوية الجنوبية في حضرموت اعتباطا في هذه المرحلة المفصلية ، بل لمكانتها الريادية منذ انطلاق حركة بن عبدات الوطنية 1924م. في مدينة الغرفة بوادي حضرموت ضد الانجليز ، و التي فيها سيطرت الحركة على المدينة من 1924 و حتى 1945 م. بعد ان اجهضت الحركة بالقوة من القوات الانجليزية ، و اعيدت المدينة الى سيطرة السلطنة القعيطية .
وأيضا هناك انتفاضة قبائل سيبان و المناهيل ، و غيرها من الاحتجاجات و الانتفاضات الشعبية الثائرة في كافة مناطق الجنوب من عدن ويافع السفلى وبيحان ودثينة وردفان وحالمين والضالع ولحج والصبيحة وغيرها على امتداد أراضي جنوبنا الحبيب ، حيث كانت حضرموت في كل المراحل العمق الاستراتيجي لعاصمتنا عدن .
لقد تم تغييب و أخفاء و طمس الحقائق عن اجيالنا عن تلك الانتفاضات وحركات المقاومة والاحتجاجات في كافة السلطنات والمشيخات والامارات الجنوبية التي هي الامتداد الحقيقي لنضال وكفاح شعبنا الجنوبي والذي تمخض عنها أنطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة من جبال ردفان ، وليس كما يدعون مزيفين و مزورين التاريخ عندما يمننوا هويتنا الجنوبية واستمرار اكذوبة الثورة الام وبنتها مثل حكاية الأصل والفرع .
اننا حضارة مستقلة ممتدة من أعماق التاريخ لآلاف السنين .
من حضرموت ايضا انطلقت الشرارة الاولى الثورة التحررية الجنوبية المعاصرة في سيئون وفي المكلا . و في 2016 م عند تطهير ساحل حضرموت من القوى الإرهابية الظلامية شارك في تلك المعارك أبناء حضرموت يؤزرهم أبناء الجنوب وتعمد ذلك بامتزاج دماء الإخوة معاً وهو تأكيد اخر أن حضرموت الجنوب والجنوب حضرموت ..
معا حتى الإستقلال واستعادة دولتنا بهويتنا الجنوبية ..
عشتم وعاش الجنوب حراً أبياً..
الخلود وال لشهدائنا الأبرار..
الشفاء العاجل لجرحانا اليمامين..
