أكدت زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية ومشاركته في أعمال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على تلازم واشتراط الحضور الجنوبي كشريك فاعل ومقرر في كل شؤون مجلس القيادة والحكومة خلال هذه المرحلة الانتقالية التي يفترض أن تؤدي إلى حل سياسي شامل أو حسم عسكري فاصل للأزمة والحرب الدائرة منذ 2015م.
واعتبر مراقبون ومحللون سياسيون، بان زيارة الرئيس الزبيدي للأمم المتحدة تعد فرصة لتعزيز مكانة الجنوب رغم الانتقادات، مشيرين إلى أن هذه الزيارة وحضور اجتماعات الأمم المتحدة أثارت جدلًا بين الأوساط السياسية، حيث يسعى البعض لانتقاد المجلس الانتقالي الجنوبي مهما كانت طبيعة التحركات أو الإنجازات والمكاسب التي يحققها.
وتمثل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، محطة مهمة على الأجندة الدبلوماسية العالمية، حيث يلتقي القادة والمسؤولون الحكوميون لمناقشة قضايا ذات أهمية كبرى مثل الأمن، التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، وبالنسبة للرئيس الزبيدي، فان هذا الوجود يتيح له الفرصة لتسليط الضوء على قضية الجنوب وعرضها أمام المجتمع الدولي.
ويرى المراقبون، بان لدى الرئيس الزبيدي القدرة على استثمار هذه المشاركة لفتح الباب أمام تعزيز دعم الجنوب دوليًا، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والإنسانية والاعتراف به كشريك دولي في محاربة الإرهاب، كما ان هذه اللقاءات مع المسؤولين من الدول الكبرى والمنظمات الدولية يمكن أن تسهم في بناء جسور تواصل وتفاهم جديدة تساعد في تمكين الجنوب من تحقيق تطلعاته.
ومن خلال هذه الاجتماعات، يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي، تعزيز مكانته على الساحة الدولية، وإبراز النجاحات التي حققتها قواته في جميع المجالات وأهمها مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ذلك، اللقاءات الجانبية مع الدول المؤثرة وصناع القرار والتي يمكن أن تؤدي إلى تعزيز المواقف الداعمة لقضية الجنوب.
كما تمثل المشاركة في المحافل الدولية، لاسيما اجتماعات الأمم المتحدة، فرصة نادرة للمجلس الانتقالي الجنوبي لعرض موقفه والتواصل مع المجتمع الدولي، كما ان التركيز على القضايا الكبرى والتعاون مع الدول المؤثرة في صنع القرار عالمياً قد يؤدي إلى تحقيق مكاسب سياسية هامة تعزز من موقف الجنوب في الحلول المستقبلية.