العملية الإرهابية بمودية تكشف حجم التكالب بين قوى الإرهاب وتنسيقها في العدوان على الجنوب (تقرير)

العملية الإرهابية بمودية تكشف حجم التكالب بين قوى الإرهاب وتنسيقها في العدوان على الجنوب (تقرير)

العملية الإرهابية بمودية تكشف حجم التكالب بين قوى الإرهاب وتنسيقها في العدوان على الجنوب (تقرير)
2024-08-18 23:57:02
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير _خاص

 

تواصل القوات المسلحة الجنوبية، عملية سهام الشرق لتطهير أبين من فلول العناصر الإرهابية، لتكون المحافظة شاهدة على حجم تضحيات وبسالة الجنوبيين في سبيل وطنهم.
فضحت العملية الإرهابية التي استهدفت قوات الدعم والإسناد في مديرية مودية بمحافظة أبين، حجم التكالب بين قوى الإرهاب وتنسيقها في العدوان على الجنوب.
وفي تفاصيل العملية الإرهابية، اشارت القوات الجنوبية إلى أن 16 جندياً من أبطال القوات المسلحة الجنوبية استشهدوا وأصيب أكثر من 30 جندياً في تفجير انتحاري بسيارة مُفخخة استهدف مدرسة في مودية بأبين، تبناه تنظيم "القاعدة" الإرهابي في "جزيرة العرب"، في استمرار لمثل هذه العمليات التي تستهدف الجنوب وخاصة أبين المحاذية للعاصمة عدن، حيث سبق هذه العملية سلسلة هجمات مماثلة راح ضحيتها مئات الشهداء التابعين للقوات المسلحة الجنوبية المشاركة في عملية سهام الشرق لإجتثاث الإرهاب من المحافظة.

 

" مواجهة الإرهاب.. معركة مصيرية تتطلب تكاتف الجميع"

وأدان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قائد قوات العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي هذا الهجوم الإرهابي الجبان، مُشيراً إلى أن هذه الجريمة الشنعاء تذكرنا بأن حربنا ضد الإرهاب ليست مجرد مواجهة، بل هي معركة مصيرية نتصدى فيها لأخطر التهديدات التي تستهدف وطننا وأمنه واستقراره، كما أكد الالتزام بشجاعة وإصرار، على مواصلة هذه المعركة المقدسة ضد الإرهاب، بمختلف انتماءاته ومسمياته، حتى اجتثاثه وتطهير بلادنا من شروره.

وحيا المحرمي، عبر حسابه على منصة "إكس" بإجلال كبير، أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن على صمودهم وبسالتهم في مواجهة هذا الخطر الداهم، ونعاهدهم بأن تضحياتهم لن تذهب سدى، فهم درع الوطن وسياجه الحامي، داعياً المجتمع الإقليمي والدولي إلى تحمل مسؤولياته في دعم القوات المُسلحة، على كافة الأصعدة، لتحقيق النصر المطلق في معركتنا ضد الجماعات الإرهابية التي لا تهدد بلادنا فحسب، بل المنطقة والعالم بشكل عام.

"ضربات الإرهاب .. لن تنال من عزيمة الجنوبيين"

نشطاء جنوبيون، أكدوا أن الهجوم الإرهابي الجبان، لن ينال من عزيمة أبناء الجنوب في معركتهم لاستكمال استعادة الدولة، وهزيمة التنظيمات الإرهابية، وعلى راسها تنظيمي القاعدة وداعش وجماعة الإخوان المتخادمين مع مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الايراني لقتال الجنوبيين، كما شددوا على أهمية اليقظة العالية ورفع الجاهزية الأمنية وتعزيز جهود مواجهة قوى الإرهاب والظلام، وتكامل عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الجنوبية مع الرفض الاجتماعي والشعبي للحركات الإرهابية بطريقة تصب في مسار تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على عناصره الضالة.

"وجوب الدعم لاستئصال الإرهاب"

وأكدت العديد من البيانات، أن هذا الهجوم الإرهابي الذي استهدف القوات المسلحة الجنوبية هو تذكير بأهمية مضاعفة الجهود لمكافحة التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع شركاء الجنوب، وعدم التهاون في مواجهة هذه الأعمال، ودعت البيانات المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإجرامية التي يتجاوز خطرها الجنوب ليمتد إلى المنطقة والعالم برمته، كما لفتت البيانات إلى أن استئصال الإرهاب يستوجب دعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسساتها للقيام بواجباتها وتقوية قدراتها للتعاطي مع التهديدات التي تمس الأمن والاستقرار الوطني والإقليمي والدولي.

وعلى جانب آخر، تأخذ هذه الحوادث بعداً سياسياً في تحليل المراقبين الذين يثيرون تساؤلات متكررة عن سر إصرار تنظيم "القاعدة" شن عملياته الدامية في مناطق الجنوب المحررة فقط، بينما تخلو مناطق الحوثي منها، خصوصاً والتنظيم في بعده الديني والطائفي يناهض الجماعات الحوثية المحسوبة على التيار الفكري الشيعي الذي يدعي محاربته، حيث تؤكد مثل هذه الهجمات بما لا يدع مجالاً للشك وجود تخادم وتنسيق حوثي وإخواني يمني مع التنظيم المتطرف لشن عمليات في عمق القوات الجنوبية.

"المناطق الخاضغة مليشيا الحوثي.. ملاذ آمن لتنظيم القاعدة"

وتوفر ميليشيا الحوثي لعناصر تنظيم القاعدة، في إطار هذا التخادم، ملاذ آمن لتحركاتهم في البيضاء وشبوة وأبين، وإطلاق عناصره من سجون الاستخبارات في صنعاء الذين احتجزوا فيه قبل سيطرتهم عليها بعد الاتفاق على تنفيذ عمليات تستهدف الجنوب، حيث تحدث الدكتور أحمد عوض بن مبارك في منتصف مايو الماضي "وكان حينها وزيراً للخارجية" عن وجود "تقارير عدة توضح مدى التعاون والتنسيق بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية مثل ’القاعدة‘ و’داعش‘ في عمليات الاغتيالات والاختطاف وغيرها من الأعمال الإرهابية"، وتساءل حينها، "لماذا تحدث جميع الأعمال الإرهابية في المناطق الجنوبية المحررة فقط، لا في المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني؟".


وخلف الهجوم الجديد للقاعدة في أبين، دلالات وبصمات بعد أن كشف تحرك التنظيم في المحافظة الجنوبية أجندات سياسية ومشاريع عابرة، وكان مقر للواء الثالث دعم وإسناد المشارك ضمن القوات الجنوبية في عملية سهام الشرق لمواجهة التنظيمات الإرهابية بأبين، تعرض الجمعة، لهجوم انتحاري بمنطقة الفريض في مديرية مودية.

ونفذ الهجوم انتحاري متطرف بعد أن قاد سيارة مفخخة بمواد شديدة الانفجار، واقتحم المقر العسكري ما تسبب باحتراق صهاريج وقود للإمداد العسكري وانهيار جزء من السور واستشهاد 16 جنديا، وفقا لآخر إحصائية رسمية.

" تحالفات مشبوهة لضرب الجنوب"

ويرى محللون وخبراء سياسيون أن التنظيمات الإرهابية على رأسها القاعدة، باتت اليوم مجرد أداة سياسية لمشاريع عابرة لجهات مشبوهة تتحالف للإضرار باستقرار مناطق الجنوب المحرر خاصة محافظة أبين، وبحسب الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة صالح باراس فإن ‏"التفجير الانتحاري الإرهابي في أبين هو عنوان دموي من عناوين التحالفات الجديدة مع القاعدة ضد المشروع الذي يؤمن ويحمي قضية الجنوب".

وأضاف، أن هذه التحالفات للتنظيمات الإرهابية برزت من تحول القاعدة الإرهابي إلى تنظيم موجه وفقا لرغبة مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان وبعض الجماعات الانتهازية، كما تجلى في أبعاد الهجوم الدموي الأخير في مودية، وأشار إلى أن "فشل أجندات تلك التحالفات دفعها لتحويل محافظة أبين إلى ساحة رئيسية لحرب خفية وشرسة تلتقي فيها المصالح المشتركة للحوثي والإخوان والقاعدة، التي تتوحد في العداء واستهداف القوات الجنوبية".

وأوضح باراس أن "الهجوم الإرهابي الذي زعم تنظيم القاعدة أنه جاء في ذكرى انطلاق عملية سهام الشرق العسكرية، أظهر مجددا حقيقة تحركات الإرهاب في أبين، من أجل السيطرة على بوابة العبور الاستراتيجية نحو العاصمة عدن"، ولم يخف باراس وجود ثغرات في جهود القوات الجنوبية في محافظة أبين، وأرجع ذلك إلى "المسؤولية غير السهلة لهذه القوات التي أثبتت جديتها وقدرتها في محاربة الإرهاب وستُحارب رعاته ومن يقومون بتصديره وإدارته".

"تبادل نفعي حوثي إرهابي"

من جهته، يرى المسؤول الإعلامي في قوات الحزام الأمني في عدن رشدي العمري أن "توقيت التفجير الإرهابي جاء في ظل تحشيد إعلامي وعسكري على أكثر من محور من قبل الحوثيين، في كثير من الجبهات التي تحاول التقدم باتجاه المحافظات الجنوبية"، ويعتقد العمري، أن دلالة الهجوم تشير مجددا إلى "التخادم المشترك، والدعم اللوجستي الذي تقدمه مليشيات الحوثي للعناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة لاستهداف القوات الجنوبية والأمن في محاولة لإرباك هذه القوات داخليا مما يسهل لها التقدم على مستوى الجبهات".

وربط العمري بين التفجيرات والإنجازات الأمنية المحققة مؤخراً، التي تأتي في ظل اكتشاف العديد من الخلايا الحوثية التي تم تجنيدها في مناطق بالضالع وردفان وأبين وحتى حضرموت، ما يؤكد "التكالب والتعاون ضد القوات الجنوبية" التي تتصدر المعركة وتشكل العمود الرئيسي في تكوين وتمثيل المناطق المحررة.

" تصعيد سياسي وخطاب تحريضي ضد الجنوب"

وأصدر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، المقدم محمد النقيب، بيانا هاما حول التفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف ابطالنا من منتسبي اللواء الثالث دعم وإسناد في محافظة أبين، قال فيه: تعرضت قواتنا المسلحة الجنوبية بمديرية مودية بمحافظة أبين لعملية إرهابية استهدفت ابطالنا من منتسبي اللواء الثالث دعم واسناد بسيارة مفخخة يقودها انتحاري وتحمل على متنها مئات الكيلو جرامات من المواد شديدة الانفجار، وارتقى على إثرها كوكبة من الأبطال الميامين.

واكد البيان ان هذه العمليةُ الإرهابيةُ الغادرةُ نتاجا لتصعيدٍ سياسيٍ وخطابٍ تحريضيٍ إرهابي، يستهدف قواتَنا المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي إضافة إلى التحشيد والتعبئة المغلوطة والمغرضة التي يحركها المالُ السياسيُ لتمويل الإرهاب في الجنوب وتُغذيها وسائلُ الإعلام والدعاية المعادية الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتمرير المشاريع المشبوهة التي تستهدف قضية شعب الجنوب وكسر إرادته الوطنية التحررية والنيل من صمود وثبات درعيه وحصانته وسيف انتصاره قواته المسلحة الباسلة.

واضاف البيان : إننا وفي هذه اللحظاتِ التي ننعي فيها شهدائَنا الأبطال وندعو لهم بالرحمة والمغفرة والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، لنُؤكد إن هذه الجرائم الإرهابية البشعة ومن يُحركها ويُمولها لن تمر دون عقاب رادع.

مشيرا إن هذه العملية الإرهابية التي جاءت متزامنة مع الذكرى الثانية لانطلاق عملية سهام الشرق تضع أمام قواتنا المسلحة الجنوبية واجبات والتزامات وطنية وشعبية عظيمة في مواصلة مهمة اجتثاث الإرهاب واستمرار المعركة المصيرية، طالما بقي على ارضنا الطاهرة من يحاول ان يستهدف أمنها واستقرارها وحياة مواطنيها.

كما جدد البيان العهد لشعبنا، أن معركتنا ضد الإرهاب ستظل باقية في انتصاراتها وبقوة أشدُ بأسا مما كانت عليه، طالما استمرت القوى المعادية في هذا النهج القائم على استخدام الإرهاب وعناصره أدوات للقتل والابتزاز السياسي الرامي لتطويع وتقويض قضية شعبنا الجنوبي في مشاريع احتلالية إرهابية كما جرت العادة منذ عقود ثلاثة.

واختتم البيان:" عهدا لشهدائنا وشعبنا الجنوبي بأن قواتنا المسلحة والامن التي تخلقت في معارك التحرر الوطني، قد جُبلت على خوض حروبها بصبر وجلد ونفس طويل وارادة راسخة لم ولن تحيد عن أهدافها ومسؤوليتها وتطلعات شعبنا الجنوبي قيد أنملة، مهما كان الثمن الذي يتوجب علينا دفعه..

"التزام الانتقالي الثابت في محاربة الإرهاب"

من جانبه، قال الدكتور ناصر الخبجي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، إن "الإرهاب ليس له وطن ولا دين؛ فهو فكر مريض يتم توظيفه لأهداف سياسية انتهازية قصيرة النظر من قبل أجبن البشر"، وأضاف أن "من يلجأون إلى العنف والإرهاب يسعون فقط لتحقيق مصالحهم الدنيئة على حساب حياة الأبرياء واستقرار المجتمعات"، معبرا عن إدانته "بأشد العبارات العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت قواتنا المسلحة الجنوبية في محافظة أبين يوم الجمعة، الموافق 16 أغسطس".

وأكد في تغريدة على منصة إكس أن "هذه الجريمة الشنيعة التي أودت بحياة العديد من أبطالنا والمدافعين عن وطنهم وأرضهم، لا تمثل فقط هجومًا على قواتنا المسلحة، بل هي أيضًا اعتداء صارخ على استقرار وأمن الجنوب والمنطقة بأكملها"، ورأى "إن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، إلى جانب التحريض الإعلامي المستمر على قواتنا المسلحة الجنوبية، لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف من الظروف".

ولفت إلى "أن الأيادي السوداء التي تقف وراء هذه العمليات الجبانة تسعى لبث الفتنة والخوف والرعب بين أبناء الوطن، ولكنها لن تنجح في تحقيق أهدافها الدنيئة، وسيتم التصدي لها بكل قوة ولمن يقف خلفها"، وأعرب عن تعازيه العميقة لأسر الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى"، مشددا على أن دماء هؤلاء الشهداء لن تذهب سدى، بل ستزيدنا عزمًا وإصرارًا على مواصلة النضال و الدفاع عن قضيتنا وطننا وحمايته من كل التهديدات حتى تحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

وعبر عن التزام المجلس الثابت بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة بشكل عام، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مكافحة الإرهاب ودعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.