أنعشت التدخلات الإنسانية الإماراتية، آمال الجنوبيين من أجل تحسين الأوضاع المعيشية في العاصمة عدن، لا سيما إزاء أزمة الكهرباء التي تنغّص على المواطنين حياتهم.
وشهدت عاصمة الجنوب العربي مدينة عدن مؤخرا، تدشين التشغيل الكلي لمحطة الطاقة الشمسية بقدرتها الكاملة 120 ميجا وات، بتمويل كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة العربية، وإشراف شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وتنفيذ شركة إلكتروميكا الدولية.
وتضمنت فعالية التدشين، عرض فيلم توثيقي عن مراحل العمل بالمشروع الذي شارك فيه أكثر من 2000 مهندس وفني وعامل بإجمالي أكثر من 1.3 مليون ساعة عمل دون إصابة.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 1.6 مليون متر مربع، فيما يبلغ عدد القواعد المثبتة 43 ألفًا و766 قاعدة، وعدد الألواح الشمسية 211 ألفًا و584 لوحا.
وأنعش التدخل الإغاثي الإماراتي، آمال الجنوبيين بشكل كبير بأنْ تشهد الفترة المقبلة، تحسنا نوعيا ومرتقبا فيما يخص أزمة الكهرباء التي كانت سببا رئيسيا في تأزيم الوضع المعيشي في العاصمة.
وتأتي أهمية محطة الطاقة الشمسية التي جاءت بتدخل إماراتي، لتمثل إضافة شديدة الإلحاح لشبكة الكهرباء في العاصمة عدن، على أمل أن تساهم هذه الخطوة في تخفيف الضغط على الوقود التقليدي، وتعزيز استقرار إمدادات الطاقة، وهو ما يعود بالنفع على المواطنين، عبر تخفيف المعاناة عن كاهلهم، وهي معاناة تتجلى في ساعات الانقطاع الطويلة للكهرباء.
بجانب كونها تمثل انطلاقة قوية لعلاقات التعاون والشراكة بين الجنوب ودولة الإمارات، فإنّ التحرك من أجل ضبط منظومة الكهرباء في الجنوب وتحديدا في العاصمة ستكون مقدمة لتحقيق انتعاشة للعديد من القطاعات الحيوية.
"الرئيس الزُبيدي: مواقف الإمارات ستظل خالدة في وجدان شعبنا جيلا بعد جيل"
وهنأ الرئيس القائد عبدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أبناء العاصمة عدن، بإنجاز مشروع محطة الطاقة الشمسية الإماراتية ودخولها المنظومة الكهربائية بكامل قدرتها التوليدية 120 ميجاوات.
وقال الرئيس الزُبيدي في منشور على حسابه بمنصة أكس، إن “هذا المشروع الرائد يمثل خطوة هامة نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين البنية التحتية لمنظومة الطاقة في العاصمة عدن ونأمل أن تكون هذه المحطة بداية لمزيد من المشاريع الطموحة التي تسهم في بناء مستقبل مشرق ومزدهر لجنوبنا الحبيب”.
وأعرب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، عن خالص الشكر وعظيم الامتنان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، على دعمه الكبير والمستمر لبلادنا، ومواقفه الأخوية الصادقة التي ستظل خالدة في وجدان شعبنا جيلا بعد جيل”.
وثمن الرئيس الزُبيدي في ختام منشوره، عاليًا الجهود المباركة التي أسهمت في استكمال إنجاز هذا المشروع الذي سيكون له أثر إيجابي ملموس على حياة سكان العاصمة عدن.
"مشروع الطاقة الشمسية .. منجز استراتيجي من الأشقاء في الإمارات"
وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك قد دشن بالعاصمة عدن، ومعه معالي وزير الكهرباء والطاقة مانع بن يمين، ومعالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، رسميا التشغيل الكلي لمحطة الطاقة الشمسية بقدرتها الكاملة (120) ميجا، التي تم إنشائها بتمويل من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وإشراف شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، وتنفيذ شركة (الكتروميكا الدولية).
وفي الحفل الذي أقيم بالمناسبة، ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة عبر فيها عن سعادته بتدشين أكبر محطة للطاقة الشمسية بالعاصمة عدن الذي جاء في إطار الدعم الأخوي وبتمويل كريم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، وفي إطار الإسهام ضمن مخرجات مؤتمر حماية البيئة الذي استضافته دولة الإمارات الشقيقة.
وأكد بن مبارك، أن مشروع محطة الطاقة الشمسية سيمثل بادرة خير في مجال الطاقة المتجددة بعد أن شهدت مدينة المخاء افتتاح مشروع الطاقة الشمسية فيها، ولتشمل بقية المحافظات ومنها شبوة وحضرموت والمهرة وغيرها من المحافظات المحررة.
وأشاد بكافة الجهود التي كانت وراء نجاح هذا الإنجاز وفي وقت قياسي سواء من قبل الشركة المشرفة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل أو الشركة المنفذة أو من قبل قيادة الوزارة ومؤسسة الكهرباء والسلطة المحلية في عدن، وفي المقدمة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، ونائبه القائد أبو زرعة المحرمي.
وحث رئيس مجلس الوزراء الجميع على أهمية بلورة رؤية استراتيجية في كيفية الحفاظ على هذا المنجز وديمومته واستمراريته بل وتوسيع الخدمة في مجال الطاقة المتجددة وتحسين وتطوير التوليد والتحصيل للإيرادات وتوفير الطاقة الكافية التي تلبي احتياجات التنمية الشاملة.
وأشار بن مبارك، إلى كفاءة الكوادر المحلية التي أثبتت قدراتها في الإسهام بإنجاز هذا المشروع والتي تمثل المداميك الأساسية للمشاريع القادمة بمشيئة الله.
وكان معالي وزير الكهرباء والطاقة مانع بن يمين، قد ألقى كلمة رحّب في مستهلها بالمشاركين في حفل التدشين معبرا عن شكره باسمه وكل منتسبي وزارة ومؤسسة الكهرباء لكل من ساهم وساند ودعم لإنجاح مشروع الطاقة الشمسية الذي تم تدشينه بشكل رسمي وبقدرة (120) ميجا وفي المقدمة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح وزير الكهرباء والطاقة أن المشروع قابل للتوسع ليصل في مراحله القادمة إلى (600) ميجا، سيما وأن خطوط النقل جاهزة في هذا الجانب.
وتخلل فعالية التدشين عرض فلم توثيقي عن مراحل العمل بالمشروع الذي شارك فيه أكثر من (2000) مهندس وفني وعامل وخلال (1.300.000) ساعة عمل دون إصابة، فيما بلغت المساحة الإجمالية للمشروع (1.600.000) متر مربع، وبلغ عدد القواعد المثبتة (43766) قاعدة وعدد الألواح الشمسية (211.584) لوح شمسي.
هذا وقد شهدت العاصمة عدن تحسن ملحوظ خلال اليومين الماضيين بفعل التشغيل التجريبي للمحطة بقدرة 85 ميجا، ونال هذا المشروع استحسان ورضا الكثير من أبناء عدن، حيث ساهم في ارتفاع ساعات التشغيل وانخفاض ساعات الإنطفاء خلال فترة النهار.
حضر حفل التدشين وزير النقل الدكتور عبدالسلام حميد، ووزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالناصر الوالي، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور محمد سعيد الزعوري، ونائب محافظ عدن بدر معاون، ومدير عام المؤسسة العامة للكهرباء م. مجيب الشعبي، ومدير عام المؤسسة العامة للكهرباء فرع عدن م. سالم الوليدي، وعدد من وكلاء الوزارات ووكلاء محافظة عدن، وعدد من المسؤولين ووسائل الإعلام المحلية والعربية.