يشكل امتلاك تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن لقواعد إطلاق الطائرات المسيرة تطورا خطيرا، في ظل حالة الانكسار التي يواجهها، إثر تفاقم خلافاته الداخلية، وحالة الضعف على مستوى موارده المالية وقدراته العملياتية.
وفي عملية هي الثامنة من نوعها في غضون عام واحد، شنّ تنظيم القاعدة الإرهابي مؤخرا، هجوما بواسطة طائرة مسيرة على مواقع تمركز القوات المسلحة الجنوبية، شرقي محافظة أبين، ما أدى إلى إصابة 3 جنود، في عملية تأتي في سياق رد مضاد على الحملات العسكرية والأمنية التي تستهدف معاقله.
وأدخل تنظيم القاعدة، في منتصف مايو/ أيار من العام الماضي، تقنية الطائرات المسيرة على نحو غير متوقع، من خلال أولى هجماتها التي استهدفت موقعًا لقوات دفاع شبوة بمديرية الصعيد التابعة لمحافظة شبوة الجنوبية والمتاخمة لمحافظة أبين.
ويأتي هذا التطور الخطير في ظل فقدان التنظيم معاقله الحصينة شرقي أبين، واستمرار الحملة العسكرية والأمنية التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية قبل عامين ونصف العام، بهدف تطهير محافظتي أبين وشبوة من العناصر الإرهابية.
*طرق ايصال المسيرات للتنظيم الإرهابي*
وكشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب، أن علاقة تنظيم القاعدة بميليشيا الحوثي، انتقلت من التخادم إلى التحالف الإستراتيجي، وهو ما مكن التنظيم بموجبه من الحصول على مكاسب كبيرة، منها إطلاق سراح العشرات من عناصره وقادته من سجون صنعاء، فضلًا عن المأوى البديل الذي حصل عليه، عقب طرد قواتنا للتنظيم من بعض المناطق الجنوبية.
وقال النقيب، في تصريح إنه نتيجة لإستراتيجية ميليشيا الحوثيين العسكرية، التي تعتمد على اختراقات وتهديدات القاعدة لخصومه، واشتراكهما في العداء للقوات المسلحة الجنوبية، فإن التنظيم حظي بدعم لوجستي من ميليشيا الحوثي، وتمكن من الحصول على الطيران المسير، ذات الطابع الاستطلاعي والهجومي، الذي نفذ من خلاله ثماني هجمات في شبوة وأبين.
وبين أن ميليشيا الحوثي لم تكتف بمد تنظيم القاعدة بالطيران المسير فحسب، بل وفرت له دعمًا في الجانب المعلوماتي، إضافة إلى التسليح والتدريب في معسكرات محافظة البيضاء، الخاضعة للسيطرة الحوثية.
وبخصوص مخاطر الطيران المسير وتقنيته الهجومية لتنظيم القاعدة الإرهابي، أكد النقيب أنها تؤثر على الحرب الدولية على الإرهاب بشكل عام، وعلى أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وذكر أن حصول تنظيم القاعدة الإرهابي على هذه التقنية الهجومية الإيرانية، تؤكد بجلاء، أن التنظيم ورغم انهزامه في الجنوب وخسارته لمعاقله والمئات من عناصره، إلا أنه لن يتوانى عن تنفيذ ما تقوم به ميليشيا الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب، في حال طلبت إيران فعل ذلك.
وأشار النقيب إلى أن حالة الضعف التي يمر بها التنظيم حاليًا بفعل ضربات قواتنا المسلحة الجنوبية، جعلته أكثر طاعة لتنفيذ أجندات إيران، وأكثر سعيًا لإرضاء ميليشيا الحوثي الإرهابية.
"تصعيد الإرهاب بالمسيرات .. يكشف الوجه الخفي لهذه الجماعات مع الحوثي"
بدوره، حذر خبراء عسكريين، من مخاطر امتلاك تنظيم القاعدة لهذه التقنيات الحديثة، التي قال إنها تضاعف من القدرات الاستطلاعية والعملياتية للتنظيم الإرهابي.
وأضاف في حديثه أنه بات بإمكان القاعدة تسخير المسيرات لتنفيذ عمليات إرهابية بدلًا من الطرق التقليدية التي تمكنت الأجهزة الأمنية خلال السنوات الأخيرة، من تقليصها إلى أدنى المستويات، بفعل الإجراءات والضغط العسكري على التنظيم في معقله الرئيس بالمديريات الشمالية الشرقية من محافظة أبين.
وهناك ثمة تأثيرات مستقبلية على العمليات العسكرية الجارية ضد التنظيم، بسبب تعزيز تنظيم القاعدة لقدراته الاستطلاعية والنارية بشكل أوسع، عبر هذه التقنيات والتي تكشف وجه تعاون الإرهاب مع مليشيا الحوثي.
"تنظيم القاعدة الإرهابي يرفع وتيرة الضربات الجوية ضد القبائل بأبين"
وشن تنظيم القاعدة الإرهابي مؤخرا، هجوما بالمسيرات الحوثية الإيرانية على تجمعات ونقاط القبائل في وادي جنن شرق وادي عومران بمديرية مودية في محافظة أبين.
وأكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب على ان لجوء تنظيم القاعدة الإرهابي إلى استهداف القبائل بالمسيرات الحوثية الإيرانية يأتي كنتيجة لفقدان التنظيم القدرة على المواجهة الميدانية، وذلك عقب انهزامه على يد أبطال القوات المسلحة الجنوبية وإخوانهم رجال القبائل الشجعان.
وأشار النقيب إلى أن الاستهدافات الإرهابية للقاعدة بالمسيرات الإيرانية، يعتبر تأكيدا صريحا بأن الجنوب أرضا وإنسانا طارد ومقاوم للإرهاب وتنظيماته، وتأكيد أيضا على العلاقة الاستراتيجية بين التنظيمين الإرهابيين (القاعدة والحوثي).
يذكر بان تنظيم القاعدة الإرهابي كان قد شن هجمات بالطيران المسير استهدف من خلالها منطقة قبائل الربيزي، حيث أصيب خلال الهجوم مدني من أبناء المنطقة.
" توجيهات بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب بأبين"
في غضون ذلك، شدد القائد العام لقوات الحزام الأمني العميد محسن بن عبدالله الوالي، على أهمية مُضاعفة الجهود الأمنية لقوات الحزام بهدف إرساء مداميك الأمن والاستقرار في أرجاء محافظة أبين.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعًا بقيادات حزام محافظة أبين، وذلك في مقر القيادة العامة بمعسكر الشعب في العاصمة عدن، بحضور قائد اللواء الثالث دعم وإسناد العميد نبيل المشوشي.
وأشاد العميد الوالي، في مُستهل الاجتماع، بالإنجازات التي حققتها قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، مؤكدًا على أهمية بذل المزيد من الجهود الهادفة إلى تعزيز أمن واستقرار المحافظة الساحلية الاستراتيجية.
وأكد على أهمية تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بأبين، لا سيما وانهُ يُشكل تهديدًا خطيرًا على قواتنا التي تخوض مع الجماعات الإرهابية حربًا مفتوحة، وقدمت قوافل من الشهداء في حربها ضد الإرهاب، وفي مقدمتهم الشهيد القائد عبد اللطيف السيد، وهو ما يستدعي ضرورة رفع اليقظة الأمنية العالية بشكل دائم، ومُستمر.
وأشار العميد الوالي، إلى أهمية رصد وملاحقة عناصر القاعدة، والعناصر المتحوثة، وخاصة في المنطقة الوسطى، وما يشكلانه من مخاطر حقيقية تستهدف أمن واستقرار محافظة أبين عامة، ومديرتيّ لودر، ومودية خاصة، لما لهما من أهمية على أمن واستقرار أبين والجنوب بشكل عام.
من جهته، أكد قائد الحزام الأمني في أبين العميد حيدرة السيد، على أن قوات حزام أبين تبذل جهودًا، ودورًا بارزًا في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية، وهي في حرب مفتوحة ومستمرة ضدها، وقدمت خيرة أبنائها في سبيل تحرير أبين من تلك العناصر التكفيرية.
ولفت العميد السيد، إلى أن المرحلة القادمة ستشهد، مضاعفة جهود خطة التدريب الشاملة، شاكرًا الاهتمام الذي توليه القيادة العسكرية الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، والقائد العام العميد محسن الوالي، بقوات الحزام الأمني في أبين.
وفي السياق، استمع العميد الوالي، من قائد اللواء الثالث دعم وإسناد العميد نبيل المشوشي الذي تتمركز قواته في وادي عومران، إلى احاطة كاملة على الوضع الأمني في مديرية مودية وما يتعرضون له من زراعة العبوات الناسفة وكيفية التنسيق المشترك بين القوات المشاركة في حملة (سهام الشرق) والأجهزة الأمنية الاخرى في مديرية مودية وضرورة بذل المزيد من الجهود في محاربة التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.
كما استمع الوالي من قادة قطاعات الحزام الأمني في أبين، إلى شرحًا مفصلً عن الحالة الأمنية في مديرياتهم وما يحققونه من إنجازات على كافة النواحي، وكذا الصعوبات التي تواجه عملهم واتخذت عدد من القرارات والمعالجات بشأنها.
"نجاحات الجنوب الأمنية.. أولوية يرعاها الرئيس الزُبيدي"
ومع توالي النجاحات الأمنية التي يحققها الجنوب العربي عبر أجهزته وقواته المسلحة الأمنية، إلا أن استمرار التحديات الراهنة يستلزم تكثيف الجهود الأمنية لغرس الاستقرار.
وتعد محافظة حضرموت كذلك واحدة من المناطق المعرضة لتهديدات واسعة النطاق، من قِبل تيارات اليمن الإرهابية المعادية والساعية لإغراق الجنوب في فوضى شاملة.
ونجحت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الجنوبية على مدار الفترات الماضية، في تحقيق مكاسب واستقرار أمني كبير أجهضت من خلاله مؤامراته القوى المشبوهة.
ويمثل ساحل حضرموت موطنا للنجاحات الأمنية الكبيرة التي حققها الجنوب العربي فمن الأهمية بمكان الحفاظ على هذه الانجازات بما يساهم في ديمومة حالة الاستقرار.
وتهتم القيادة الجنوبية بمتابعة الجهود الأمنية وتحرص دوما على تعزيزها، لضمان غرس الاستقرار باعتباره الضمانة الرئيسية والركيزة الأساسية لتحقيق مزيد من المكتسبات لقضية الشعب العادلة.
وفي هذا الإطار، أثنى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالجهود الكبيرة التي يبذلها منتسبو الأمن والشرطة لحفظ الأمن والاستقرار في مديريات ساحل حضرموت، وذلك لدى لقائه الأخير بالعميد مطيع سعيد المنهالي مدير عام أمن وشرطة ساحل حضرموت.
واطلع الرئيس القائد، خلال اللقاء الذي حضره الأستاذ علي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية، من العميد المنهالي على الأوضاع الأمنية في عموم مديريات ساحل حضرموت، والجهود التي يبذلها منتسبو قطاع الأمن والشرطة لحفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين وضبط الاختلالات الأمنية والظواهر الدخيلة على المجتمع الحضرمي المُسالم.
كما اطلع الرئيس القائد، على خطط قيادة الأمن والشرطة لتعزيز قدرات منتسبيها في مختلف الاختصاصات الأمنية، مجددا دعمه ومساندته لقيادة أمن ساحل حضرموت، واستعداده توفير احتياجات منتسبيها في جوانب التدريب والتأهيل، بما يمكنها من الحفاظ على المكاسب الأمنية الكبيرة التي تحققت بفضل تضحيات أبطال قوات النخبة الحضرمية، الذين قدموا الغالي والنفيس حتى اضحت مديريات ساحل حضرموت أنموذجا في الأمن والاستقرار.
ويمثل استمرار الجهود الأمنية في الجنوب، العنصر الأساسي الذي يتم التعويل عليه من أجل تثبيت حالة الاستقرار الأمني وإتاحة المناخ المواتي لتحقيق المكاسب السياسية، ويفسر هذا الأمر، سبب العناية اللافتة التي توليها القيادة الجنوبية للعمل على إتاحة كل السبل المطلوبة من أجل تعزيز النجاحات الأمنية لغرس الاستقرار على الأرض.
ويحرص الرئيس الزُبيدي على تسخير كل الإمكانيات المطلوبة التي تساهم في تمكين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من أداء مهامها على النحو الأمثل.