أحياء الجنوبيون السبت 27 أبريل 2024، ذكرى مؤلمة وحزينة على قلوبهم وهي مرور ثلاثة عقود كاملة على الحرب الغاشمة التي شنها الاحتلال اليمني، ضد الجنوب أرضا وشعبا وهوية.
ويعيش الجنوب حاليا واقعا مغاير تماما عما كان عليه قبل 30 عامًا، والسبب في ذلك هي الجهود التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، الذي حمل على عاتقه تطلعات الشعب الجنوبي.
وتمثلت الغاية الرئيسية من الحرب الظالمة التي تم شنها النظام اليمني ضد الجنوب في محاولة السطو على الهوية الجنوبية بشكل كامل، وذلك في مخطط يستهدف العمل على منع وجود دولة ووطن اسمه الجنوب.
" تفهم العالم لقضية شعب الجنوب"
ويرى مراقبون، ان التحدي الأصعب الذي عمل عليه المجلس الانتقالي منذ تأسيسه هو تقوية الوضع السياسي للجنوب، والتأكيد على حضوره كطرف أساسي وفعال في أي مسار سياسي للتسوية في ظل التطورات التي تلاحقت على مدار الفترات الماضية.
واستطاع المجلس الانتقالي، أن يكون معبرا ومترجما لتطلعات الشعب الجنوبي، باعتباره الممثل العادل لقضية الشعب العادلة، على الرغم من تفاقم التحديات المثارة على الساحة في الوقت الراهن.
وتمكن المجلس الانتقالي من التغلب على تداعيات وتعقيدات المعادلة السياسية والعسكرية التي يواجهها في ظل الحرب الاقتصادية والعسكرية والخدماتية من جراء الحرب الشاملة التي تعرض لها الجنوب منذ 30 عامًا، ولا تزال تلك الحرب مستمرة وإن تباينت أشكالها وصنوفها.
وبفضل العمل الدبلوماسي المكثف، ومن خلال تكثيف التعاون والتنسيق مع حلفائه، نجح المجلس الانتقالي في نقل صورة حقيقية ومتكاملة للمجتمع الدولي حول الأوضاع السياسية الراهنة، بما في ذلك حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته.
وأسهمت هذه الجهود، في رسم قناعة كاملة مفادها أنّ معالجة قضية شعب الجنوب من خلال الاستجابة لحق الجنوبيين في استعادة دولتهم أمر يُشكل أساسا وضرورة ملحة من أجل رسم معادلة الأمن والاستقرار.
"أمن الجنوب جزء من استقرار المنطقة"
وبرهن هذا الواقع، أن أمن الجنوب واستقراره جزء لا يتجزأ من الأمن والعمق الاستراتيجي لجيرانه، ومن ثم بات على دول الجوار مراعاة حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته باعتبار المخرج الآمن من أجل فرض استقرار شامل ومستدام.
ويؤكد المراقبون، القيادة الجنوبية كانت ولاتزال حريصة ومعنية بمواصلة جهودها وتحركاتها لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو مسار لا تراجع عنه مطلقا مهما كان الثمن، وهذا التوجه الاستراتيجي الجنوبي يعني أن الوحدة المشؤومة صارت جزءا من الماضي الدامي، ولن يكون لها حضور في المستقبل الجنوبي بأي حال من الأحوال.
"حل القضية الجنوبية مفتاح السلام"
وأظهرت التطورات القائمة على الساحة في الفترة الحالية، أنه لا مجال لتحقيق نقلة نوعية في مسار تحقيق السلام والاستقرار من دون إيجاد حل شامل وكامل وعادل لقضية شعب الجنوب.
ويؤكد خبراء ومحللون، ان حجم التحديات المثارة على الساحة في المنطقة، لا سيما في ظل التهديدات الحوثية على معادلة الأمن والاستقرار، تتطلب ضرورة معالجة القضايا الجوهرية والملحة.
وطبقا للخبراء والمحللون، لا يوجد بديل عن حتمية التعامل الجاد والفعال مع قضية شعب الجنوب العادلة، باعتبار المسار الأساسي من أجل فرض وتعزيز حالة الاستقرار في المنطقة.
ويرى الخبراء والمحللون، ان الجنوب يمثل شريكا أساسيا في معادلة الأمن والاستقرار على مستوى المحيط الإقليمي والدولي ومن ثم يتوجب معالجة قضية شعبه للبناء على ذلك في فرض الأمن والتغلب على التحديات المثارة على الساحة.
وأثبتت تجربة السنوات الماضية، أن الجنوب يملك قدرات كبيرة من أجل تحقيق الاستقرار، ومن ثم يتوجب تعزيز التكاتف المشترك من أجل إرساء دعائم الاستقرار في الفترة المقبلة.
وفي المقابل، يظل تهميش قضية شعب الجنوب عنوانًا لمعالم جديدة من الفوضى، لن تكون في صالح أحد، وقد كان التهميش الذي جرى في السنوات الماضية دليلًا واضحًا على حجم هذه المخاطر.