حل السابع والعشرين من أبريل الميلادي على الشعب الجنوبي ليقرع ذاكرة الجنوبيين بالذكرى الأليمة التي حدثت لهم لمشاهد عنوانها (المأساة) التي حدثت لهذا الشعب الصامد في وجه كل الأحداث المؤلمة التي تتفرع من سلسلة الأحداث الموجعة التي صنعتها قوى الإرهاب الشمالي بأشكالها، مذكراً إياهم بإعلان الحرب على الجنوب الذي أطلقه الهالك علي عبدالله صالح عفاش خلال خطابه في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء كتهيئة لأول فصل من فصول اجتياح دولة الجنوب.
وعمد عفاش، في هذا السياق إلى أعمال تحضيرية وتشكيل عددا من التحالفات التي تسنده في حربه على الجنوب سبقها القيام بأعمال إرهابية بنوايا كانت مبيته، وبالتزامن مع هذه الذكرى المشؤومة للشعب الجنوبي يتذكر الجنوبيون جيداً تلك الأحداث التي حصلت لهم والتي لم تزل آثارها على الجنوب شعبا وأرضا وثروة وتاريخا وهوية يعانون منها بسبب هذه الوحدة الجائرة أرضاً وإنساناً وتاريخا وهوية كل ذلك إزاء حلم حمل بذور أزمته منذ ميلاده.
"زيف الوحدة المشؤومة"
وانكشف قناع الطرف الشمالي وزيف ما كان يدعي به باسم الوحدة اليمنية وتعرت نواياه الخبيثة لنهب ثروات الجنوب وتهميش أبناءه، حيث قامت قوى الشمال الغازية بتدمير المؤسسات الجنوبية ونهبها وتنظر للجنوب كجغرافيا لا شعب وهوية وتاريخ، فتصور الجنوب وشعبه مغنماً لهم ليس إلا، واستمرت القوى الشمالية بمحاربة وإقصاء و تهميش الجنوبيين في أرضهم محاولين في ذلك طمس ملامح الدولة الجنوبية وهوية أبنائها الذين ضلوا متمسكين بهويتهم أمام كل ما حدث لهم من الطرف الآخر الذي كان ينهب أراضيهم ويدمّر مؤسساتهم منتهكا قانون حقوق الإنسان، حيث قام بتسريح الآلاف من الجنوبيين وإنهاء خدماتهم قسراً وتحويل الكادر الجنوبي المؤهل إلى رصيف البطالة وتجريف المؤسسات من كادرها النوعي حيث كانت ملكا للدولة ثم تم خصخصتها ومصادرتها لأمراء الحرب على الجنوب.
"صمود شعب الجنوب امام آلات قمع الاحتلال اليمني"
واستمر شعب الجنوب العربي الصامد في مواجهة آلات القمع والتنكيل الشمالية وجرائمها المرتكبة بحقه ومحاولات تغيير الهوية الجنوبية التي كانت تسعى قوى الحرب جاهدة لطمسها، وبالرغم من كل أشكال التهكم الذي مارسه الاحتلال اليمني من شق الصف الجنوبي، من خلال إشعال فتيل الثارات وتكريس الصراعات للمناطقية إلا أن التصالح والتسامح كان المدماك التي تكسرت عليه أحلامهم الرخيصة وانطلق الجنوبيون بثورتهم السلمية أمام كل الممارسات الهمجية التي كانت ضدهم من قبل الاحتلال الغاشم مقدمين العديد من الشهداء والجرحى والأسرى أثناء مسيرة معركتهم لتحقيق أهدافهم المنشودة.
وتأطر الجنوبيون منذ أن وضعت الحرب أوزارها في نقلات كفتحية وعناوين تهدف إلى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية فتشكلت حركات وتنظيمات جنوبية أدخلت الرعب في قلب المحتل من خلال تعبيرها عن رفضها القاطع له وكل ما يقوم به في أرض الجنوب ضد أبنائه، وواصل الشعب الجنوبي مسيرة نضاله ضد الاحتلال الشمالي لاستعادة دولته حيث واجه العديد من الصعوبات والعراقيل أثناء خط سيره نحو الهدف المنشود، لا سيما أن الاحتلال قد مارس شتى الطرق وعلى الرغم من هذا كله لم تتمكن قوى الاحتلال الشمالي من حرف مسار الجنوبيين عن أهدافهم أو تفريق صفهم و كلمتهم و إضعاف عزيمتهم في ذلك.
"الوثوب نحو الانتصار"
كما واصل الجنوبيون كفاحهم ومضوا على العهد متمسكين بأهدافهم في أرضهم أمام ما يواجهون من صلف التنكيل مع علمهم بالتكلفة الباهظة للأهداف التي يسعون لتحقيقها، فحين سقط حكم الهالك "علي عبداالله صالح عفاش" في صنعاء لم يسقط الاحتلال الشمالي على الأراضي الجنوبية ومازال الاحتلال متواجداً في كل محافظات الجنوب حتى مع تولي "عبدربه منصور هادي" الحكم، وحين تم الانقلاب على الأخير من قبل قوات "الحوثي" و "صالح" وفراره إلى العاصمة عدن قام الشماليون بالفصل الثاني المتفق عليه ضد الجنوب وتجديد احتلالهم له مرةً أخرى في مارس 2015م، بقوات متحالفة من أحزاب ومكونات شمالية تصدرها تحالف "الحوثيين، وصالح" تحت مسمى "أنصار الله" إلا أن المواجهة تختلف عن كل مراحلها التاريخية، حيث وقف شعب الجنوب بأكمله في وجه هذا الاجتياح، وواجه الاحتلال الشمالي بشراسة مسطراً أروع الأمثلة البطولية والفداء تحت الراية الجنوبية، وتم دحر القوات الغازية من محافظات الجنوب بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
"ذكرى النصر وتفويض المجلس"
وتتزامن هذه الذكرى مع احداث مفصلية أخرى فتحت لشعب الجنوب ابواب الانتصار كتلك الانتصارات العسكرية والسياسية التي مكنت الجنوبيون من تصدر المشهد داخلياً و خارجيا والتقدم أكثر نحو تطلعاتهم المنشودة التي عزموا عليها في استعادة دولتهم كاملة السيادة، ومن بين الاحداث الوطنية المهمة قيام الجنوبيون بعد اكتشافهم لمخطط آخر يستهدف الجنوب وشعبه بمليونية إعلان عدن التاريخي في الرابع من شهر مايو 2016م، وتفويضهم للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، أعقبه إعلان المجلس الانتقالي ثم هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي ثم تم استكمال البناء التنظيمي أفقيا ورأسيا للمجلس الانتقالي في كل جغرافية الجنوب وأصبح المجلس الانتقالي ممثلا للجنوب داخليا وخارجيا محققا مكاسبا سياسية وعسكرية.
*تعزيز وحدة الصف والسير خلف القيادة الجنوبية*
وعزز شعب الجنوب وحدة صفه الوطني خلف المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، الذي تمكن من لفت أنظار العالم لشعب الجنوب وقضيته المشروعة بشكل واسع في العديد من المحافل الخارجية وحاز بكل جدارة على الكثير من المكاسب السياسية للقضية الجنوبية محرزاً لها تقدم كبير على مستوى الساحات الداخلية والصعيد الدولي الخارجي فكانت تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي وإنجازاته التي يصنعها لشعب الجنوب وقضيته لم ترق للكثير من الذين يرون مصالحهم تتلاشى مع تحقيق الجنوبيين لأهدافهم، حيث قامت القوى و الأطراف المعادية بتكريس جهودهم المستمرة في العديد من الجوانب لإفشال المجلس الانتقالي وإضعاف حاضنته الشعبية التي يمتلكها وخلق العديد من الصعوبات الهادفة لعرقلته، إلا أن جميع محاولاتهم التي يسعون بها باءت بالفشل، حيث يواصل المجلس الانتقالي خط سيره بالتقدم إلى الأمام و المُضي نحو استعادة كافة حقوق شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته و أهدافه المنشودة.
*انطباعات حول ذكرى إعلان الحرب وتحقيق النصر*
ويرى نشطاء جنوبيون، بأن ثنائية الضد والإعجاز الثوري لقضية شعب الجنوب تتجسد فيها ثنائية لسنن الله في الظالمين وكيف تحققت العدالة السماوية بتمزيق أدوات الظلم التي باتت أثرا بعد عين، مهنئون شعب الجنوب على تلك الانتصارات التي تحققت بقوافل من الشهداء والجرحى، مؤكدين الوقوف وقفة إجلال وإكبار لتلك التضحيات مجددين العهد ورافعين القبعات للقيادة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، وهو يتجه بقضية شعب الجنوب نحو استعادة دولته كاملة السيادة بحدود ما قبل 1990م.
وقالوا: إنه في مثل هذا اليوم في 27 أبريل 1994م، شن نظام صنعاء متحالفًا مع ثالوث الظلام والتخلف والإرهاب حرب سياسية وإعلامية وعسكرية وقبلية ظالمة على الجنوب وفي 27 أبريل ومن ميدان السبعين أطلق نظام صنعاء الطلقة الأولى على الوحدة، مشيرين إلى أنه لن يتم نسيان تلك الدماء والدمار الذي حدث ولن يتم نسيان الشهداء والجرحى وأصوات البكاء والدعاء والابتهال إلى الله بالنصر في كل المنازل، مقدمين الشكر لجميع أبناء شعب الجنوب والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية.
ويشير مراقبون، إلى أن العاصمة عدن تتباهى بأنها العاصمة العربية التي عند حدودها انكسرت إيران وانتصر العرب في يوم ملحمة خالدة خلود الدهر، وان لحري على ابناء الجنوب في مثل هذه المناسبات ان يستذكرون عظمة تضحياتهم، وان يعاهدوا الله والشهداء بالمضي ناحية الاستقلال الثاني.
وتحل هذه الذكرى لتلفت انتباه الجميع في محتوى رسالتها بأن صولة الباطل والظلم لا تثبت على الحق، مبينةً الفرق الحقيقي بين ذكرى الحرب والنصر فصولة أهل الباطل ذاهبةً لامحالة وجولة الحق باقيةً بمشيئة الله و سرعان ما تمضي تلك الأيام التي قد خلت مسرعةً ليبقى آثارها في الذاكرة وتجد الأجيال القادمة مثل هذه العناوين مدونةً بكل ثبات في صفحات حياتهم فهي محفوظةً في سجلات التاريخ لن تُنسى بصفحة وطنية مزخرفة بالعزة والفخر سيتذكرها الجميع وستصبح يوما من الدهر نشيدا للأجيال في المدارس تقرأ وتتلى مشكلةً وعياً لذاكرة جمعية يتجه نحو المستقبل بثبات وبناء وتنمية وازدهار، ويجعل الماضي نصب عينيه يستلهم منه الدروس والعبر خشية الانزلاق وتكرار فصول مآسيه.
"27 أبريل.. ذكرى أليمة في ذاكرة الجنوبيين"
وأتت ذكرى إعلان الحرب على الجنوب 27 ابريل في هذا اليوم المشئوم والأليم لشعب الجنوب الذي اعلن فيه رئيس نظام الاحتلال علي عفاش الضوء الأخضر لمليشياته والجماعات اليمنية الإرهابية والمتطرفة التابعة لحزب الإصلاح بارتكاب الجرائم والمجازر والانتهاكات والقتل والبطش بحق شعب الجنوب.
ويعد يوم 27 ابريل 1994م، هو يوم إعلان الحرب من قبل الجمهورية العربية اليمنية على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهذا التاريخ واليوم لن ولم ينساه شعب الجنوب، ففيه حاول بل فرض نظام الاحتلال اليمني في صنعاء ما تسمى بالوحدة اليمنية بقوة السلاح وفرض الهيمنة على الجنوب مستندا على فتاوى التكفير لعلماء الإرهاب أمثال الديلمي والزنداني وغيرهم.
وانتهج الاحتلال اليمني كل أنواع العبث في الجنوب، ومارس عملية التدمير لكل مؤسسات الدولة، وحول الجنوب وثرواته إلى غنيمة وفيد حرب، وظل ينهب مقدرات ومقومات دولة الجنوب، ومنذ ذلك اليوم وشعب الجنوب يقدم التضحيات الجسيمة لأجل الحرية وتحرير أرضه من هذا الاحتلال الهمجي الغاشم.
ويؤكد الجنوبيون، بإن دماء الشهداء الذين سقطوا في مجازر قوات الاحتلال اليمني، لن تذهب هدرا وستسخر في سبيل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وهذه التضحيات تولد عزيمة جديدة لثبات ابناء الجنوب على مواصلة ثباتهم ونضالهم لتحقيق الهدف المنشود في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة.
ويرى مراقبون، بان شعب الجنوب وبعد كل تلك التضحيات لن يتخلى عن مكتسباته، وسيواصل الكفاح حتى يتحقق استقلاله الثاني، طالما والجميع يقف صفا واحدا خلف الرئيس الزبيدي في أي خيارات يتخذها.
كما اصبح شعب الجنوب، يمتلك اليوم قوات مسلحة صلبة، وممثل سياسي قادران على حماية شعبهم، من أي اعتداءات أو ممارسات همجية من قبل قوى صنعاء اليمنية الإرهابية بشقيها الحوثي الإخواني ضد أبناء الجنوب.