أهالي المحروسة لحج يصرخون: شربة ماء وا حبايب!

أهالي المحروسة لحج يصرخون: شربة ماء وا حبايب!

أهالي المحروسة لحج يصرخون: شربة ماء وا حبايب!
2024-02-19 09:43:11
صوت المقاومة الجنوبية/مرفت الربيعي

تسكن أرزاق بخيت، 35 عاما، في مديرية تبن بمحافظة لحج، وتعاني مثل غيرها من المواطنين من أزمة المياه التي تتفاقم باستمرار. شحة المياه ليست الأزمة الوحيدة التي يشكو منها السكان في تبن، بل إن مشكلة مستنقعات الصرف الصحي أكثر خطرًا، وتهدد حياة العديد من المواطنين. 

معاناة سكان لحج:

اليوم، يرى الكثير من السكان في لحج أن إيجاد حلول لمشكلتي شحة المياه ومستنقعات الصرف الصحي هو مطلبهم الأول فيما يتعلق بالخدمات التي يحتاجون إليها في المديرية. 

تقول أرزاق: “تعاني معظم أرياف محافظة لحج من شحة المياه نظراً للكثافة السكانية وعدم وجود آبار تغطي احتياجاتهم، ويضطر بعض المواطنين، بخاصة الأطفال والنساء، إلى جلبه من أماكن بعيدة”. 

يشكو مواطنون في مديريتي تبن والحوطة بمحافظة لحج من انقطاع المياه أو انعدامها في بعض المناطق، ما يجبرهم على قطع مسافات طويلة للحصول على الماء من القرى المجاورة أو شراء خزانات تتراوح تكلفتها من 3500 إلى 10000 ريال يمني، وتفاقمت تلك المعاناة مع انقطاع التيار الكهربائي في الأسابيع الماضية. 

حفر آبار استبدالية:

طلال ردمان، مدير مكتب المياه بالمحافظة قال: “إن أزمة المياه تزايدت بعد انقطاع الكهرباء، ومصادر الطاقة البديلة لا تفي بالغرض بسبب فصل الشتاء”. 

ويضيف ردمان: “الكثافة السكانية المتزايدة، وانقطاع الكهرباء تسببت بأزمة حالت دون استفادة المواطنين من المياه الموزعة لهم حسب البرنامج الزمني المخصص بحسب الكميات المتوفرة، لذلك يجب حفر آبار استبدالية يكون عمقها أكبر من الآبار الموجودة حاليا”.

حقل مياه مغرس.. انخفاض في الإنتاجية:

وفي العام المنصرم 2023، قال القائم بأعمال المدير العام لمؤسسة مياه لحج فيدل محمد: “إن حقل المياه في منطقة مغرس ناجي بمديرية تبن محافظة لحج، والذي يعتبر ثاني أكبر حقل للمياه بعد حقل بئر ناصر، شهد انخفاضاً في الإنتاجية من 12 لترًا في الثانية إلى 3 – 5 لترات، إذ يوجد فيه 16 بئراً تضخ مياه الشرب إلى مديرية الحوطة ويستفيد منه عدد من قرى مديرية تبن”.

أسباب الانخفاض:

وأرجع أسباب الانخفاض إلى حفر آبار عشوائية ومنح تراخيص لجهات خاصة في إطار حرم الحقل أو بالقرب من آباره، حيث وصل عمق البئر إلى 300 متر، مما تسبب بجفاف الآبار وعدم القدرة على الإنتاج.

تشير تقارير إلى أن أكثر من 20.3 مليون شخص يفتقرون إلى الخدمات الصحية الحيوية في اليمن، و15.3 مليون شخص آخر يحتاجون إلى المياه النظيفة واحتياجات الصرف الصحي الأساسية.

مستنقعات:

  تشكل مستنقعات الصرف الصحي إحدى أخطر المشكلات التي تهدد حياة المواطنين، حيث تقع بالقرب من المنازل في بعض القرى مثل (عبر لسلوم، الثعلب، مقيبرة، بيت عياض)، وتتسبب في انتشار الأوبئة.

بحسب مجدي الطريمي، رئيس اللجان المجتمعية في قرية الثعلب بتبن، اعتمد مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة في عام 2013 عددًا من مشاريع الصرف الصحي، ومن بينها مشروع قرية الثعلب، ومنذ ذلك الوقت لم يتم تنفيذ المشروع. 

وقال: ”هذه مشاريع مهمة بالنسبة للمواطن، لذلك يتوجب على الجهات المعنية متابعة هذا الأمر؛ لأن القرية تعاني من كارثة بيئية بسبب مستنقعات الصرف الصحي“.

عجز حكومي:

محسن السقاف، مدير مديرية تبن السابق، يشير إلى أنه تم تقديم دراسة تتعلق بالصرف الصحي في قرى تبن، لكن المنظمات لم تستجب كون أغلب مشاريع المنظمات في المحافظة تركز على سبل العيش أو مشاريع المياه والآبار. 

الصحفي الاقتصادي ماجد الداعري أكد أن عجز الحكومة عن الإيفاء بالتزاماتها وإجراء إصلاحات اقتصادية حقيقية ومكافحة الفساد في مؤسسات الدولة أدى إلى تراجع الكثير من الدول المانحة عن وعودها بتقديم الدعم لليمن، وتدهور الكثير من الخدمات، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي خلال السنوات الماضية.

تختم أرزاق حديثها، وتقول: “تحقق محافظة لحج المليارات من الإيرادات، لكن ذلك لم يغير من مستوى الخدمات، ولا زال السكان في الكثير من المناطق في هذه المحافظة يعانون الأمرين من مشكلة المياه والصرف الصحي”.