فتحت «حرب السفن» أبواب الجحيم على مليشيات الحوثي، وقربت من إعادة تصنيفها على لائحة الإرهاب العالمية مجددا بعد أقل من 3 أعوام على شطبها لتعود إلى مكانها الطبيعي.
ومن المتوقع أن تصنف إدارة الرئيس جو بايدن مليشيات الحوثي في اليمن كمنظمة إرهابية هذا الأسبوع، بعد أقل من 3 أعوام من التراجع عن قرار كانت قد اتخذته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في خطوة عدها خبراء في أحاديث لـ”العين الإخبارية” بمثابة “ضربة قاصمة” للمليشيات.
يأتي ذلك عقب سلسلة هجمات شنها الحوثيون على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب بدعوى أنها تابعة أو متجهة إلى إسرائيل كان آخرها استهداف سفينة يونانية ترفع علم مالطا يوم الثلاثاء.
كما استهدفت المليشيات سفينة أمريكية مدنية واشتبكت مع بوارج حربية ضمن توسيع نطاق أهداف هجماتها في البحر الأحمر، عقب استهداف الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع للمليشيات شمال اليمن.
ماذا يعني القرار؟
التوجه المعلن عنه من قبل واشنطن سيمثل ضربة موجعة لمليشيات الحوثي الإرهابية وسيفقدها امتيازات كثيرة كانت تتمتع بها أثناء التراخي الدولي في التعاطي مع الملف اليمني منذ بداية الانقلاب الحوثي أواخر 2014، وفق مراقبين.
ويرى عضو حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني رشاد الصوفي أن “تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية خطوة كانت اتخذتها إدارة ترامب بينما قام بايدن بإلغاء التصنيف في أول قرارات إدارته بعد وصوله إلى البيت الأبيض” .
وأوضح الصوفي لـ”العين الإخبارية”، أن “هذه الخطوة وإن جاءت متأخرة لكنها تمثل تحولا مهما في المقاربة الأمريكية لملف اليمن، واعترافا بخطورة المليشيات الحوثية على الأمن الدولي والسلام في الإقليم والمنطقة” .
كما من “شأن وضع مليشيات الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية أن يحد من تحركات حلفائها ويجعل مسارات دعمها تحت طائلة العقوبات، وهو ما يشكل خط استهداف مواز للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات الدولية في البحر الأحمر ضد أهداف حوثية”، وفقا للصوفي.
وأكد أن “تصنيف المليشيات منظمة إرهابية كذلك سيفرض حصارا عليها ويجرم التعاملات المالية معها وهذا سيحد من تحركات أذرعها المالية والمتعاملين معها في الخارج أيضا”.
أما الكاتب اليمني صالح الحنشي فتحدث عن تبعات القرار قائلا إن “اتخاذ البيت الأبيض قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية يعني سحب البساط من تحت سيطرة الانقلاب”.
وكتب الحنشي في تدوينات على منصة إكس (تويتر سابقا)، تابعتها “العين الإخبارية”، أن “تصنيف مليشيات الحوثي يعني سحب كل ما حققه الحوثيون بما في ذلك المفاوضات، والموانئ، ومنع القيادات الحوثية من السفر وغيره”.
وأشار إلى أن “كل هذه التبعات تؤدي إلى طريق واحد، وهو العودة للحرب لكن هذه المرة بعد إعادة الحوثي كمنظمة إرهابية سيتم وضع قياداته مثل تنظيم القاعدة الإرهابي بحيث يتم ملاحقتهم بالطائرات واستهدافهم في أي مكان”.
أهمية التوقيت
ويشكل قرار تصنيف الحوثي منظمة إرهابية استجابة لمطالبات متكررة للحكومة اليمنية، كان آخرها، الإثنين، عندما طالب الحكومة المجتمع الدولي بالشروع الفوري في تصنيف مليشيات الحوثي تنظيما إرهابيا.
وبحسب الأمين العام لمجلس شباب سبأ في اليمن خالد بقلان، فإن “تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية يعني أن المجتمع الدولي وإدارة بايدن بشكل خاص وصلت إلى قناعة تامة بأن مليشيات الحوثي جزء من منظومة الحرس الثوري الإيراني”.
وعدد بقلان في حديثه لـ”العين الإخبارية” سجل جرائم الحوثيين “بحق الشعب اليمني والانتقال لتهديد مصالح العالم عبر تعطيل الملاحة وخطوط التجارة في مياه البحر الأحمر”.
وعن توقيت قرار تصنيف الحوثيين، أوضح بقلان أنه يسقط كل “مسعى لشرعنة سيطرة الحوثي على شمال اليمن ويفقده امتيازات كثيرة بما فيه اللعب كطرف سياسي في الخارطة الأممية”.
وأضاف “تصنيف الحوثي منظمة إرهاب قرار مهم للغاية ويأتي استجابة لمطالب القوى اليمنية المناهضة لشرعنة الإرهاب الحوثي وتسلطه على رقاب اليمنيين والعالم”.
من جهته، يقول القيادي في الحزب الناصري اليمني مجيب المقطري إن إدارة بايدن أجلت أكثر من مرة إعادة إدارج مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية رغم جرائمها بحق الداخل والخارج.
وأوضح في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن “تصنيف الحوثي منظمة إرهابية يأتي ثمنا لدعم هذه المليشيات للجماعات الإرهابية في المحافظات اليمنية المحررة وعلى رأسها تنظيم القاعدة”.
وأشار المقطري إلى أن “شطب الحوثي في السابق من قائمة الإرهاب شجع هذه المليشيات للتحرك في مساحة أكبر للبقاء وممارسة كل أنواع العنف والتطرف فيما يقف العالم متفرجا على ممارساتها الإرهابية بحق الشعب اليمني”.
وأكد أن تصنيف الحوثي منظمة إرهابية هي أول خطوة صحيحة للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة وهو ” اختبار حقيقي لتكفير ذنب مساندة هذه المليشيات وحلفائها في تقويض مؤسسات الدولة والانقلاب عليها منذ عقد”.
وكانت إدارة بايدن أزالت في فبراير /شباط 2021، الحوثي من قائمة المنظمات الإرهابية، بذريعة أن القرار الذي سبق أن اتخذته إدارة الرئيس ترمب في نهاية عهدها، سيعقد عمليات دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، قبل أن تعود إليه مجددا.