دافعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن الضربات العسكرية التي نفذاها على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، باعتبارها قانونية، تتفق مع القانون الدولي.
في وقت استهدفت ضربات أمريكية جديدة فجر أمس، قاعدة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، غداة ضربات شنتها واشنطن ولندن، أول من أمس، على مواقع عسكرية للحوثيين، رداً على هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. كما تداولت تقارير إعلامية، أنباء حول انفجار ضخم في محافظة الحديدة غربي البلاد.
وقالت سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أمام مجلس الأمن الدولي، إن الضربات الأمريكية البريطانية استهدفت «تعطيل قدرة الحوثيين على مواصلة الهجمات المتهورة على السفن، وإضعاف تلك القدرة».
وشددت غرينفيلد على أن الولايات المتحدة حاولت مواجهة خطر الهجمات على سفن دون اللجوء للقوة العسكرية، لكنها لم تنجح، وأن الضربات جاءت بعدما شن الحوثيون هجوماً معقداً باستخدام مسيّرات وصواريخ استهدفت سفينة أمريكية. وأضافت إن الهجمات الحوثية أجبرت أكثر من 2000 سفينة على تحويل مسارها عن البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي.
ضربات مشروعة
في الغضون، دافعت المملكة المتحدة عن شرعية الضربات العسكرية التي نفذتها مع الجيش الأمريكي، مجددة تأكيدها أنها تصرفت «دفاعاً عن النفس».
ونشرت رئاسة الحكومة البريطانية، بياناً فسّرت فيه أن ضرباتها طالت «أهدافاً محددة بعناية».
وجاء في البيان: «كان الرد على هجمات الحوثيين ضرورياً ومتناسباً»، وأضاف: «يحق للمملكة المتحدة، بموجب القانون الدولي استخدام القوة في ظروف كهذه حين يكون الدفاع عن النفس هو الوسيلة الوحيدة الممكنة للتعامل مع هجوم مسلّح فعلي، أو تهديد به، حين تكون القوة المستخدمة ضرورية ومتناسبة». فيما قال ناطق باسم الحكومة: «تصرفنا في حالة دفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كامرون، في مقطع مرئي على «إكس»، إن الضربات البريطانية الأمريكية «ضرورية، وقانونية، ومتناسبة».
وأضاف: «يجب أن يكون واضحاً للحوثيين أننا جادون حين نقول إن أفعالهم التي تستهدف سفناً بريطانية، وسفناً أخرى، غير مقبولة بتاتاً».
وفي مقابلة مع صحيفة «تليغراف»، قال وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس: «لا يمكننا أن نتسامح مع مارقين يضايقون الشحن الدولي.. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يسقط قتلى أبرياء، لا علاقة لهم أبداً بما يحدث في الصراع بين إسرائيل وغزة».
ونشر الجيش البريطاني 3 سفن في المنطقة، هي: المدمّرة «إتش إم إس دايموند»، وسفينة «إتش إم إس ريتشموند»، و«إتش إم إس لانكستر» المزوّدة بمروحية هجومية.
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، أنها نفذت ضربة جديدة ضد الحوثيين في اليمن، استهدفت موقعاً لهم يضم راداراً في العاصمة صنعاء، وأوضحت أن الهجوم الأحدث يهدف إلى إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن وخطوط الملاحة البحرية.
وأفادت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية «سنتكوم»، في بيان، بأن «القوات الأمريكية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن». وتابعت: «هذه الضربة نفذتها حاملة الطائرات الأمريكية «كارني» باستخدام صواريخ «توماهوك لاند أتاك»، في متابعة للضربات التي نُفذت في 12 يناير (الجاري)، بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية».
قصف الحديدة
وجددت أمريكا وبريطانيا، مساءً، قصف مواقع عسكرية للحوثيين، في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن.
وأبلغ مصدر في السلطة المحلية، وكالة «سبوتنيك»، بأن مقاتلات أمريكية وبريطانية شنت غارة على القاعدة البحرية في منطقة الكثيب، قبالة ميناء الحديدة. وأضاف المصدر إن القصف الجوي سبقه تحليق مكثف، على علو منخفض فوق سواحل مدينة الحديدة.
جدير بالذكر أن القصف الجوي البريطاني الأمريكي على القاعدة العسكرية البحرية في محافظة الحديدة، جاء بعد ساعات من استهداف أمريكي بريطاني بثلاث غارات على قاعدة «الديلمي» الجوية شمالي العاصمة اليمنية صنعاء.