ببالغ الحزن والأسى وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نعت دائرة الإعلام والثقافة في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رحيل المغفور له بإذن الله تعالى، القامة الثقافية والشعرية الجنوبية الأستاذ أحمد غالب الجابري ، والذي وافته المنية بعد حياة حافلة بالعطاء الثقافي والإبداعي .
فيما يلي نص بيان النعي:
بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
صدق الله العظيم.
ببالغ الحزن والأسى وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعي دائرة الإعلام والثقافة في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وفاة الأستاذ المثقف والأديب والشاعر الجنوبي الكبير أحمد غالب الجابري . ويعد الفقيد الراحل أحمد غالب الجابري من شعراء الجنوب الكبار الذين انجبتهم العاصمة عدن حيث يُعد من شعراء العامية البارزين، ولد في العام 1936م في العاصمة عدن، وتلقى دراسته الأولية فيها، ثم سافر عام 1953 إلى القاهرة وأكمل هناك دراسته الثانوية والتحق بعدها بجامعة القاهرة كلية التجارة قسم إدارة أعمال وتخرج منها عام 1966 ثم عين مستشاراً لصحيفة 14 أكتوبر عام 1993 ،، شاعرنا الفذ الجابري من الشعراء الكبار الذين وشموا على صفحات الشعر الغنائي العامي بكل لهجاته ومفرداته وتلاوينه ، إضافة للقصائد الفصحى التي حملت بين ثناياها قضايا وهموم ومعاناة وطن عشقه حتى الثمالة ترجمها بحرفية وإقتدار وفطنة وإبداع في صياغاتها النحوية واللغوية والموضوعية الهادفة ذات المحتوى والعبر والدروس والمضامين وساهمت على إمتداد عقود من الزمن في تغيير وبلورة وعي وذائقة وسلوك وثقافة الأمة ..
أتسمت نصوصه الغنائية بمفرداتها وتعبيراتها المتفردة الزاخرة الباذخة المفعمة بالصور البلاغية والدلالات الشعرية والشعورية المتماسكة في تراكيبها وسياقاتها الدرامية المحبوكة بسيناريو مضمخ وثري بالمشاهد واللقطات الجمالية الإبداعية الحسية والدلاليةالروحيةالرومنسية والإنسانية .. تمتاز قصائده بجزالة وعمق المعنى ورصانة وقوة المبنى .. وسحر البيان وعذوبة التبيان ..الفقيد أحمد الجابري شاعراً إستثنائياً من فصيلة نادرة يتنفس الشعر وتجري بحوره وقوافيه في خلاياه الدموية ..
قام بصياغة أشعاره الحاناً خالدة على يد أشهر نجوم الغناء أبرزهم الأساتذة :
أحمد بن أحمد قاسم / محمد مرشد ناجي / أيوب طارش / محمد سعد عبدالله / د عبدالرب أدريس / جميل غانم / محمد عبده زيدي / عصام خليدي .. وآخرين ..
فمن منا لا يتذكر هذه الأغاني الرائعة التي شكلت تراث نعتز به في مسار تاربخ الغناء على المستوى المحلي وفي الخليج والجزيرة العربية والوطن العربي بصورة عامة :
يامركب البندر / المي والرملة / أخضر جهيش مليان / دندني .. دندني / لمن كل هذي القناديل / غصب عني / يا بايعين الصبر / على امسيري / شبكني الحب بصنارة / صباح الخير يا وطني / كان ياما كان / ياريت عدن مسير يوم / ياغارة الله منه / جوال / سلام / أشتي أسافر/ رجعوني العيون الحلوه ثاني / حساس / من زمان أشتي أقولك /أشكي لمن / واصبايا / لاتخجلي /قلبي مع الغيد / خذني معك .. والقائمة حافلة عامرة بروائع هذا الطود "الجابري" الشامخ ... وبهذا المصاب الجلل تتقدم دائرة الإعلام والثقافة بأحر التعازي القلبية إلى كافة أفراد أسرته الكريمة سائلين المولى عز وجل بأن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.