شهد الجنوب اليوم الثلاثاء الموافق 2 يناير 2024 للميلاد، انطلاق الحدث التاريخي الهام والغير مسبوق والمتمثل باجتماع مجلس العموم، هذا الحدث الذي يؤسس لمسقبل الدولة الجنوبية ويرسم آفاقها الجديدة، وهو الحدث الذي انتظره طويلاً ابناء الشعب الجنوبي العظيم.
ويعيش الجنوبيون في الداخل والخارج حالياً اجواء هذه الحدث الهام والبارز، كما يعيش معهم نفس الأجواء كل دول الإقليم والعالم بما فيها الرباعية والأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي.
"خطوة مهمة ويوم تاريخي "
ويرى محللون ومراقبون، بإن ابناء شعب الجنوب عصبوا على بطونهم وصبروا على شدة الجوع والفاقة والحاجة من أجل أن يستعيدوا حريتهم وكرامتهم على أرضهم التي سلبت من بين أيديهم في غفلة من الزمن وبجرة قلم وبذريعة ما تسمى بالوحدة، وهذا يبرهم على مصداقية القيادة السياسية الجنوبية، وامتلاكها القدرة والكفاءة على إدارة ملف الجنوب بحنكة ودهاء سياسي ودبلوماسي، لذلك نقول للجنوبيون لا تشغلون أنفسكم بالإشاعات التي تبثها القوى المعادية لقضيتكم العادلة عبر مطابخها القذرة، فالقادم سيكون أفضل وأجمل رغم المعاناة التي فرضت عليكم من أجل تركيعكم وحرفكم عن هدفكم الأسمى.
واضافواً: لقد واجه شعب الجنوب كل الحروب الإقتصادية والخدماتية التي تجرعها على مدى تسع سنوات وما زال يكتوي بها بكل قوة ولم ينحني أو تنكسر إرادته بل زادت تلك المآسي من وحدته واصطفافه خلف قيادته السياسية ومجلسه الانتقالي الجنوبي وهو بداية النصر المؤزر، فهناك كثير من المكاسب التي انتزعها المجلس الانتقالي من بين أنياب الإحتلال اليمني نلمسها على أرض الواقع كان آخر توقيع الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على تدشين تفتيش السفن في ميناء عدن بدلاً من ميناء جدة، وهي خطوة مهمة في تاريخ الجنوب والتي ستؤدي إلى الاستقرار الإقتصادي في المرحلة القادمة، حيث لاقت هذه الخطوة ترحيبا كبيرا من شعب الجنوب.
والجميع يدرك أن شعب الجنوب يمر اليوم بمرحلة عظ الأصابع كما يقولون أما أن يكون أو لا يكون، فالقيادة السياسية الجنوبية أدركت الخطر المحدق بقضية شعب الجنوب وأن مشاورات الحل السلمي التي ترعاها الأمم المتحدة باتت مهزلة وغير مجديه والمستفيد الأول والأخير منها هي المليشيات الحوثية المدعومة من أيران والخاسر الكبير منها هو الجنوب فإتفاق استكهولم ليس ببعيد الذي رعته الأمم المتحدة والذي كانت نتائجه إيقاف معركة تحرير الحديدة اليمنية على يد قوات العمالقة الجنوبية، والذي استفادت منه المليشيات الحوثية وبعد تزايد الأصوات بضرورة قلب الطاولة في الجنوب وقطع الطريق أمام القوى اليمنية التي وجدت فرصة أمامها للمناورة واللعب على حساب قضية شعب الجنوب لا سيما بعد دخول الانتقالي في الشراكة مع الشرعية اليمنية التي أضرتنا كثيراً، فلهذا استشعرت القيادة خطورة الوضع، وأصدر الرئيس الزبيدي قراراً بعقد اجتماع مجلس العموم الجنوبي في العاصمة عدن يومنا هذا الثلاثاء 2 يناير 2024م.
كما يرى المحللون والمراقبون، بإن انعقاد مجلس العموم الجنوبي في هذه المرحلة المعقدة والذي جاء في ظل وضع اقتصادي صعب جداً يعيشه شعب الجنوب، وفوضى وقرصنة بحرية تقودها جماعة إيران في البحر الأحمر وباب المندب أمام صمت غير مبرر للإقليم والعالم الذي لا يزال يتفرج على مايحدث مما سيؤدي إلى تأزيم الأوضاع الإقتصادية على شعوب المنطقة والعالم له مدلولاته على كافة الأصعدة، فشعب الجنوب اليوم يعول كثيراً على هذا الإجتماع المرتقب ويتطلع إلى اصدار قرارات مصيرية قوية تنقل قضيته إلى مرحلة متقدمة على طريق استعادة الدولة وافشال كل المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب ومجلسه الانتقالي، والجميع يعتقد أن هذا اللقاء هو بداية تدشين عهد جديد في الجنوب على طريق طي صفحة الماضي والشراكة مع الشرعية اليمنية التي لم تقدم شيئ لابناء شعب الجنوب بل كل ماقدمته يستهدف قضية الجنوب فقط، والانتقال إلى تحد جديد يحتاج من الجميع رص الصفوف والالتحام المباشر مع القيادة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي.
ويدرك الجميع، أن انعقاد مجلس العموم الجنوبي يعد بمثابة خطوة مهمة ويوم تاريخي ومفصلي في تاريخ الجنوب سيحدد ملامح المرحلة القادمة للمجلس الانتقالي الحامل الرئيس للقضية الجنوبية، وخطوة شجاعة وجريئة لإدارة المرحلة القادمة في ظل كل التحديات المحلية والاقليمية والعالمية، ويومنا هذا الثلاثاء الذي يصادف 2 يناير من بواكير العام 2024 للميلاد هو انتصار للمشروع الجنوبي وهزيمة نكراء لمشاريع الهيمنة واليمننة.
"التأكيد بأهداف ومضامين إعلان عدن التاريخي"
على صعيد متصل، أشعل سياسيون جنوبيون مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها منصة (أكس)، (تويتر) سابقًا، بوسم #مجلسالعمومالجنوبي.
وفي الهاشتاج، أكد السياسيون الجنوبيون على أن الهاشتاج يتزامن مع انطلاق انعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتكون من (هيئة الرئاسة، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين)، والذي انطلقت جلساته اليوم الثلاثاء في العاصمة الجنوبية عدن.
وعصر أمس الإثنين 1 يناير / كانون ثاني 2024م، اطلق ناشطون وسياسيون جنوبيون، هاشتاج #مجلسالعمومالجنوبي على مواقع التواصل الاجتماعي، اشهرها منصة (X)، وأكدوا على أن مجلس العموم الجنوبي، مختص بمناقشة القرارات المصيرية المتعلقة بهوية شعب الجنوب وسيادته.
وبينوا بأن مجلس العموم الجنوبي، يعد بمثابة المرجعية السياسية في إقرار أو قبول أو رفض أي حلول تتعلق بالقضايا المصيرية لشعب الجنوب، وبما يحقق تطلعات وإرادة شعب الجنوب المُتمثلة في استعادة الدولة كاملة السيادة.
وأشاروا إلى ان انعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي، يُعد خطوة من خطوات استكمال البناء المؤسساتي لدولة الجنوب القادمة، مع الإشارة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تثبيت دعائم البناء المؤسساتي للدولة الجنوبية المنشودة.
وقالوا: "تأسيس مجلس العموم الجنوبي، يؤكد التمسك بأهداف ومضامين إعلان عدن التاريخي لقيادة الجنوب نحو تحقيق تطلعاته المُتمثلة في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وأضافوا: يأتي انعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، في ظل تكالب القوى المعادية ضد الجنوب الساعية لتهديد أمنه واستقراره".
وتابعوا: "يمثل انعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، خطوة مهمة نحو توحيد الجهود وتعزيز الوحدة الجنوبية، ورسم مسار جماعي للمضي قدمًا في السعي لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة".
واستطردوا: "انعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، خطوة حاسمة لتوحيد جهود الجنوب، مؤكدين على أن توقيت انعقاد مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي يحمل دلالة ذات أهمية كبيرة، فالفترة الحالية تحمل الكثير من التداعيات والمستجدات".
كما أكدوا على أن: "انعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، يأتي في ظل ممارسات جنونية لميليشيا الحوثي الإرهابية التي تشكل تهديدًا صارخًا على أمن الجنوب وسيادته، وعلى السيادة الجنوبية البحرية المُتمثلة في البحر الأحمر وخليج عدن، وقالوا: انعقاد مجلس العموم الجنوبي يعد لحظة محورية فارقة وبارزة في النضال الجنوبي المستمر من أجل استعادة حقوق شعب الجنوب وتقرير مصيره".
وأضافوا: "يُجسد انعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، الإرادة الجنوبية الجماعية، ويُبرهن تصميم شعب الجنوب على استعادة دولته، وهويته، وحقوقه كاملةً، في تأكيد منهم على أن مجلس العموم الجنوبي يعتبر بمثابة الجامع المُشترك لإقرار القوانين والقرارات المصيرية الخاصة بالجنوب، لا سيما فيما يخص الشأن السياسي والعسكري".
ولفتوا إلى أن: "انعقاد المجلس يكتسب أهمية بالغة، خصوصًا وأنه يأتي في مرحلة جنوبية بالغة الحساسية على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، داعين إلى أهمية تلاحم كافة أبناء شعب الجنوب، والالتفاف خلف الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، في هذه المرحلة التاريخية، والمصيرية التي يعيشها جنوبنا الحبيب اليوم".
كما أشاروا إلى أن: "مجلس العموم الجنوبي، يعبر عن إصرار المجلس الانتقالي الجنوبي في إشراك المجتمع الجنوبي بمختلف توجهاته في العملية السياسية، مجددين الدعوة لجميع رواد منصات التواصل الاجتماعي إلى التفاعل بقوة وحيوية ونشاط مع هاشتاج #مجلسالعمومالجنوبي وايصال رسالة شعب الجنوب، إلى العالم أجمع.
"مجلس العموم .. أهمية التأسيس ودلالات ورسائل في يومه الأول"
وأكد سياسيون جنوبيون، بان الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد حرص خلال مرحلة إعداد ومناقشة وثائق المجلس بعد إعلان عدن التاريخي على تعزيز النهج الديمقراطي والشراكة في صناعة القرار، وكان ذلك في سياق إستراتيجية اشرف عليها الرئيس القائد في إعدادها وتنفيذها، واعدها نخبة من ذوي الكفاءة والخبرات العلمية والعملية على كافة المستويات التنظيمية والسياسية، وكان الهدف استكمال تشييد البناء السياسي للمجلس الإنتقالي وهو في المحصلة بناء للجنوب القائم على مبدأ – الجنوب بكل ولكل ابنائه – تواصل هذا البنيان على مراحل مدروسة وصولاً الى الهدف الاهم والمتمثل بإيجاد مرجعية سياسية للجنوب يستند لها الحق في المناقشة والإقرار والرفض لاي حلول تتعلق بالقضايا المصيرية لشعب الجنوب وفي مقدمتها الهوية الجنوبية وإستعادة الدولة كاملة السيادة، وها نحن نفتتح العام الجديد 2024 بذات الإنجاز والحدث والمتمثل بمجلس العموم الذي انطلقت فعالياته يومنا هذا الثلاثاء 2 يناير 2024 في العاصمة عدن بدعوة من الرئيس، وهو حدث إستثتائي ومحطة فاصلة في المسيرة النضالية التحررية لشعبنا الجنوبي وانطلاقة قيادية وسياسية لمجلسنا الإنتقالي استوجبتها إستحقاقات شعبنا واشترطتها تحديات المرحلة في الحاضر والمستقبل.
وطبقاً للسياسيون، فقد جاء تشكليل مجلس العموم بقرار من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في سياق إكمال البناء السياسي الجنوبي ويعتبر مجلس العموم أحد أكبر هيئات المجلس الانتقالي وأهمها على الإطلاق كونه يضم هيئة رئاسة المجلس والجمعية الوطنية ومجلس المستشارين والقيادة التنفيذية العليا للمجلس، وبالتالي هو المختص بمناقشة القرارات المصيرية لوطننا الجنوب، ونظراً لذات الأهمية والدور والاختصاص السيادي والمرجعي فقد حرص الرئيس القائد على أن تكون هذه المرجعية تمثل الغالبية العظمى من شعب الجنوب والتي تم اختيارها وفقاً لمعايير المساحة والسكان العادلة لتمثيل الجنوب في جمعيته الوطنية كافة الهيئات التي يتكون منها مجلس العموم، وخلاصة القول فإن تشكيل مجلس العموم، هو الرد السياسي والشعبي الجنوبي على كل محاولات فرض الحلول على الجنوب، كما إن إنعقاد مجلس العموم بهذا التوقيت الذي تنشط وتتحرك فيه جهود العملية السياسية وإحلال السلام في سياق واتجاهات ضبابية، رسالة مفادها: إن القرار المصيري الجنوبي هو قرار الغالبية العظمى لشعب الجنوب المعبر عنها في مجلس العموم المختص في مناقشة واتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بهوية شعب الجنوب وسيادته على أراضيه وصاحب الحق في المناقشة والإقرار والرفض لاي حلول تتعلق بالقضايا المصيرية لشعب الجنوب وفي مقدمتها الهوية الجنوبية وإستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، فلا يمكن أن يمر اي قرار لا يقر بحق شعب الجنوب في إستعادة دولته وأن حق الموافقة على اي حل أو رفضه يكون من خلال الإرادة السياسية الجنوبية وتضحيات شعب الجنوب ونضاله المستمر منذ العقود الماضية وحتى الآن الذي يطالب بنيل حريته واستقلاله الثاني وهي الإرادة الجمعية التي يمثلها ويعبر عنها مجلس العموم.
"تدشين أعمال الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم "
ودشنت صباح اليوم أعمال الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، ويضم مجلس العموم أعضاء هيئة الرئاسة للمجلس الانتقالي والجمعية الوطنية ومجلس المستشارين.
وتحدث الرئيس القائد عبدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في افتتاحية الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم الجنوبي بكلمة تعهد فيها بالمضي نحو استكمال مهام المرحلة وتحمل المسؤوليات الوطنية، وقال: ستظل تضحيات شهداء وجرحى ومناضلو شعبنا الجنوبي نبراسًا ينير طريقنا صوب تحقيق تطلعاته.
وأوضح الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، بإن المجلس الانتقالي الجنوبي ينتهج طريق الحوار لتجاوز التباينات وتوحيد الصف الوطني، لافتاً إلى ان اللقاء التشاوري الجنوبي كان حصيلة سنوات من الحوار مع كل قوى الجنوب.
وقال الرئيس الزبيدي، بان مجلس العموم يجسّد الاصطفاف الوطني الجنوبي ويعزز الأداء السياسي، مؤكداً بأن استعادة وبناء دولة الجنوب قرار لا رجعة ولا تفريط فيه، محذراً من أن اشتداد الأزمات والمعاناة تدفع شعبنا لانتهاج خيارات أخرى لانتزاع حقه.
واعتبر الرئيس الزبيدي ان إقرار الميثاق الوطني الجنوبي مثل حالة من التوافق والاصطفاف الوطني، مضيفاً أننا مستمرون بالحوار مع القوى الوطنية وقلوبنا ستظل مفتوحة وأيادينا ممدودة للجميع.
كما لفت الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، إلى أن العودة لوضع الدولتين مصلحة جنوبية ويمنية وإقليمية ودولية مشتركة، مشيراً إلى أن تماسك الجبهة الداخلية تعد حجر الزاوية في الدفاع عن قضيتنا واستعادة دولتنا الجنوبية، ومجلس العموم يعزز التمثيل الوطني لشرائح شعبنا.
من جانبه، قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي، بإن تأسيس مجلس العموم يبعث رسالة واضحة المعالم بحل القضية الجنوبية حلاً كاملاً دون ترحيل أو تأجيل.
"تعزيز الأداء السياسي والمؤسسي"
وخرج اجتماع مجلس العموم في انعقاده الاول ببيان ختامي جاء فيه:
استنادًا إلى القرار الرئاسي رقم (48) لعام 2023م، الصادر عن الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بشأن الدعوة لانعقاد اجتماع مجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الثاني من يناير 2024م، فقد شهدت العاصمة عدن، في تاريخ 2 يناير 2024م انعقاد اجتماع مجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وبحضور كل هيئاته بكامل قوامها، وتحت شعار (تعزيز الأداء السياسي والعمل المؤسسي نحو استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة).
جاء انعقاد مجلس العموم بعد أن استكمل المجلس الانتقالي الجنوبي بناءه التنظيمي وتطوير عمله المؤسسي ككيان سياسي يقود شعب الجنوب لاستكمال التحرر الوطني واستعادة سيادته وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، ويضم الاجتماع هيئة الرئاسة، والغرفتين التشـريعيتين (الجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين) والقيادة التنفيذية ورؤساء الهيئات المساعدة لهيئة الرئاسة وينعقد لمناقشة القضايا الاستراتيجية الهامة بموجب دعوة من رئيس المجلس.
وهو إذ ينعقد اليوم بمشاركة كافة هيئاته وبكامل قوامه، في ظل تطورات سياسية هامه، تتمثل في المساعي الحثيثة المحلية الإقليمية والدولية باتجاه وقف الحرب وإحلال السلام في المنطقة، وتفاقم أعباء الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي أثقلت كاهل شعبنا، وتزايد التصعيد والعنف من قبل الحوثيين وتهديد الأمن القومي والغذائي للجنوب. واستمع المجلس إلى كلمة هامة وشاملة ألقاها الرئيس القايد عيدروس قاسم الزبيدي، شكلت في مضمونها إطارًا موجهًا لمواقف المجلس الانتقالي الجنوبي وخارطة عمل لهيئاته كافة.
وقد وقف مجلس العموم أمام القضايا المدرجة في جدول أعماله، وأقر في ختام انعقاد اجتماعه الآتي:-
- أقر مجلس العموم اعتماد الكلمة السياسية والتوجيهية التي ألقاها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وثيقة أساسية من وثائق الاجتماع وإطارًا توجيهيًا لعمل المجلس، ويكلف هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي وتكويناته المركزية والمحلية كافة، بالعمل على ترجمة مضامينها في خطط عملهم، وتجسيدها في واقع تعاملاتهم، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب.
- يؤكد مجلس العموم التزامه الكامل بمضامين بيان عدن التاريخي الصادر في الرابع من مايو 2017م، ويجدد المجلس التفويض الوطني للرئيس القائد عيدروس الزبيدي بقيادة وتمثيل شعب الجنوب وقضيته الوطنية والمضـي به صوب تحقيق غاياته الوطنية العظيمة.
- يؤكد مجلس العموم التزامه الكامل بالحفاظ على ما تحقق من منجزات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية وتعزيزها وتوجيهها للحفاظ على وحدة الجنوب وهويته أرضا وإنسانا والدفاع عنه وتحرير ما تبقى منه في سبيل تحقيق تطلعات شعب الجنوب.
- إن حق شعب الجنوب في الاستقلال والسيادة على أرضه وثرواته الوطنية، هي حقوق ثابتة - غير قابلة للتصـرف - يملكها شعب الجنوب وهو وحده من يقرر فيها، تتوارثها أجياله المتعاقبة عبر الزمان، لا يسقطها التقادم ولا تلغيها أخطاء السياسة، تستمد ثباتها من ثبات الحق الذي يتوقف عليه الوجود والبقاء الإنساني. وبهذا يؤكد مجلس العموم امتثاله وتمسكه بحق شعب الجنوب في السيادة على أرضه وثرواته، وحقه في الاستقلال واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدودها المتعارف عليها دوليًا، ويخول المجلس الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لاتخاذ القرارات الكفيلة بإنفاذ إرادة شعب الجنوب، وتجسيد آماله وتطلعاته، وصون وحماية حقوقه السيادية.
- يؤكد مجلس العموم التزام المجلس الانتقالي الجنوبي الكامل بمضامين الميثاق الوطني الجنوبي والعمل على تحقيق الأسس والمبادئ والاتجاهات التي احتواها لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي انطلاقا من مبدأ الجنوب لكل وبكل أبناءه.
- يجدد مجلس العموم تأكيد انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي على كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي، ومضيه في نهج الحوار البناء مع كل القوى والشخصيات والتكوينات الجنوبية، وإيمانه بشـراكة الجميع في وضع معالم الدولة الجنوبية الفيدرالية الجديدة، المحققة للتوازن الوطني، وللعدالة في توزيع السلطة والثروة، ولجبر ضرر كل ضحايا الصـراعات على مدار العقود الستة الماضية.
- يؤكد مجلس العموم دعمه لكل جهود السلام الإقليمية والدولية، مشددًا على أولوية وضع إطارًا تفاوضيًا خاصًا لقضية شعب الجنوب في مفاوضات العملية السياسية، لضمان تحقيق السلام المنشود. وينوه إلى أن أي تجاهل أو ترحيل لقضية شعب الجنوب لن يقود إلى سلام فشعبنا لن يقبل التماهي مع أي تجاهل لقضيته، ولن يفرط بمكتسباته وتضحياته وأهدافه الوطنية العظيمة.
- وقف الاجتماع وقفة إجلال وإكبار لشهداء الجنوب راجيًا لهم الرحمة والمغفرة، مؤكدًا التزامه بالوفاء والثبات على مبادئ وقيم ثورة شعبنا التي ضحى في سبيل تحقيق أهدافها بقوافل من الشهداء والجرحى على مدى مسيرة ثورته التحررية ومقاومته الوطنية، ومشددًا على أن لا تفريط ولا تراجع عن هدف استقلال الجنوب وطنا ودولة وهوية، وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.
- يحيي مجلس العموم جسارة واستبسال قواتنا المسلحة والأمن الجنوبيين في الدفاع عن حياض الوطن وأمنه واستقراره. ويؤكد المجلس أن القوات المسلحة الجنوبية ستظل سياجًا منيعًا لحماية الجنوب وشعبه وتأمين المكتسبات الوطنية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ويشدد على تطويرها تدريبا وتأهيلًا وتسليحا وتعزيز دورها في القيام بتأمين المياه الإقليمية، وحماية الملاحة البحرية الدولية. ويهيب من أبناء شعبنا كافة الالتفاف حول القوات المسلحة الجنوبية وتعزيزها، فهي درع الجنوب وحصنه المنيع الذي تتحطم أمام صموده وثباته وعظمته خطط ومؤامرات الأعداء.
- يؤكد مجلس العموم على استكمال بناء مؤسسات الدولة وتمكين القيادات والكفاءات الجنوبية المؤهلة، والعمل على محاربة الفساد في كافة مؤسسات الدولة.
- يثمن المجلس دعم الأشقاء في التحالف العربي مقدرًا إسنادهم لشعبنا ومقاومته وقواته المسلحة في وجه جحافل الغزاة الحوثيين، ويؤكد إن الجنوب ودولته المنشودة لن يكون إلا عامل استقرار وتكامل واندماج مع امتداده الخليجي والعربي ومحيطه الإقليمي والدولي، وتبادل المصالح والمنافع.
- يؤكد مجلس العموم انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي واستعداده الكامل للحوار مع القوى السياسية المناوئة لميليشيا الحوثيين في الشمال، للوصول إلى مقاربات وتفاهمات تعزز التعاون والعمل المشترك، في إطار المصالح المتبادلة والمسؤوليات والهموم المشتركة.
- يدعو مجلس العموم لوقف فوري لإطلاق النار وحرب الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة المدنيين، ويدعو إلى العمل لتطبيق حل الدولتين على أساس المبادرة العربية والاتفاق الإبراهيمي.
"السير على الطريق الصحيح"
وقال الكاتب الجنوبي علي صالح الدويل في مقال له، ان اجتماع مجلس العموم الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم حدث تاريخي يعزز أسس الديمقراطية والشراكة الوطنية فقد تمثلت إلى حد ما كل مناطق الجنوب فيه على معيار المساحة والسكان في دلالة ايجابية على إنتشار وسعة الانتقالي افقيا لكن هذا المعيار يجب ان يرتقي في قيادة المجلس وبناء المؤسسات وتكوين الادارات واللجان وقيادتها فهي هيكل نجاح المشروع الجنوبي للاستقلال والمدخل لبناء الدولة بل عقدة المنشار فيها، فالسعة النوعية والياتها هي من تخلق وستخلق توازن في قيادة وهياكل المؤسسات والادارات لتهئية أركان الدولة بتوازن ادواتها، وهي بوتقة صهر المشروع الوطني وانعتاقه ونقله من انقسامية تاريخية الى وطنية مستقبلية.
وأضاف الدويل: لا اخشى على الانتقالي إلا من سوء اختياراته لكوادره التنفيذية التي تباشر التحديات أما لافتقارها للحوكمة فلا تستطيع إلا تقديم معالجات شحيحة أو أن تتم الاختيارات تحت تاثير مطبخ استشاري غير متمكن في استيعاب مفردات الواقع الجنوبي فالشراكة الجنوبية وقيادة مؤسساتها وإداراتها ليست ملء فراغات فقط بل في اختيار توازنات قيادية، والاصل في الوعي الجنوبي انقسامية شكّلت الوعي التأسيسي فيه ولذا يستغلها الاعداء بمهارة ضد الجنوب فلا يوجد سياق طائفي متسامح أو متعصب شكل وعيهم كالحالة في الشمال، ولن ي"موطن" انقسامية الجنوب إلا التوازن في المؤسسات والادارات المدنية والامنية والعسكرية والسياسية.الخ فالهوية الجنوبية هوية ذات خلفية انقسامية تاريخياً تنبعث قوية وتتماسك وحدتها وتتحدى وتقاتل حين تتعرض لاحتلال وهذا اتضح للجميع في تجربتها مع الاحتلالين البريطاني واليمني، لكن كيف يمكن صهرها وتماسكها بعد مواجهة المحتل.
وتابع قائلاً: أحد أهم مجالات صهرها والحفاظ على تماسكها تكون في بوتقة التوازن في المؤسسات والادارات ففيها أما ان تتماسك وتتحد أو تتشتت وتختلف واعتقد ان عدم توازن المؤسسة الجنوبية كان الضربة القاتلة التي ادت الى احداث 1986، طبعاً لايوجد عمل كامل إلا ما هو وحي من السماء لكن التمسك بالأمل مع عدم الأخذ بموجباته هو ترضيه نفسيه لعجز الذات وإنهيار الانتقالي كما يراهن الاعداء كارثة ستعصف بالجنوب لعقود قادمة فانتشاره لم يكن سهلاً على الاعداء ومحاربة انتشاره كانت عصب اجماع الخلاف الشمالي حوثي / إخواني / عفاشي بل زيدي / شافعي بل صوفي / وسلفي، لذا فانه من سوء حظ الرئيس "الزبيدي" أو من عظمته انه تصدى لمرحلة تتعايش فيها حالتين او تجربيتين: حالة أو تجربة هوية استفزها محتل ووحدها وحالة أو تجربة بناء مؤسسات وإدارات لابد من توازن الانقسامية فيها فيحتاج فيها لمطبخ استشاري مهني يساعده في تحقيق التوازن خصوصاً ونحن في مرحلة حرجة توجب الحفاظ عليه لكي لاتتحول القرارات او التعيينات إلى مناكفات يستغلها أكثر من طرف ثم تتكاثف فتكون الضربة القاتلة لمشروع الجنوب التحرري.