ظهرت خطوات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في عديد القرارات التي يتم اتخاذها والتي كان آخرها الدعوة لانعقاد اجتماع مجلس العموم للمجلس الانتقالي، وفقاً لأحدث القرارات الرئاسية التي أصدرها الرئيس القائد، ويشهد الجنوب تحت قيادة الرئيس الزُبيدي، العديد من المنجزات على كل المستويات وبالأخص على الصعيدين السياسي والعسكري، وهذا راجع إلى السياسات الحكيمة التي غرسها الرئيس القائد بينما يحصد الجنوب فوائدها.
"أهمية رسائل الرئيس الزبيدي"
ويرى مراقبون ومحللون، بأن الخطاب السياسي الأخير للرئيس الزبيدي، حمل وجوه متعددة وهو ما لا يدركه الكثيرين، ومن هذا المنطلق فالخطاب كان واقعيًا تهيمن عليه الرؤية الموضوعية وروح المسؤولية الصادقة، كما أنه كان خطاباً نقدياً وتحليلياً للخطاب السياسي ذاته، وهذا أبرز ما يميز الخطاب السياسي للرئيس القائد الزبيدي ويجعله أكثر جاذبية، حيث حمل عدة رسائل منها ما يخص الموقف الثابت للمجلس الانتقالي الجنوبي وله شخصياً كرئيس مفوض من هدف استعادة الدولة رابطاً تحقيقه بالنصر أو الشهادة، وهذه الرسائل لها دلالات متنوعة، فهي تطمينيه للشارع الجنوبي الثائر، وتهديديه للاحتلال اليمني، وتنبيهيه للتحالف، وتحذيريه للإقليم، وتوضيحيه لصناع القرار الدولي".
"عهد الرجال للرجال"
وطبقاً للمحللون، فان لغة الخطاب الذي تحدث به الرئيس القائد الزبيدي يفيد بإننا مازلنا على العهد لكم باقون وسنواصل المعركة سياسياً، وإن أرادوا حرباً فنحن لها، فالدبلوماسية خيار الجنوبيين في حالة السلم ولسنا بمنأى عن الخيار العسكري الدلالة على ذلك ترتيب وضعية الجيش وزيارات ميدانية قام بها الرئيس الزبيدي لدعم قواتنا البحرية في ميون وباب المندب، وتلك الزيارات الميدانية للمحافظات والالتقاء بالمواطنين، وعن أهمية تكثيف الجهود والعمل بروح الفريق الواحد بين أوساط الجماهير وطمأنتهم للجنوب وقضيته العادلة، وإن حقوقنا وأرضنا وكرامتنا سننتزعها انتزاعاً ودولتنا وعاصمتها عدن سنستعيدها طال الزمن أو قصر، يرى المحللون بان أهمية ما تحدث فيه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي تكمن في درجة الصدق والثقة واليقين لحتمية استعادة دولتنا الجنوبية، فكل محاولات فرض المعوقات والصعوبات والأزمات من قبل مراكز القوى اليمنية وتحالفاتها مع قوى الإرهاب والتطرف، إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي مدعوماً ومحروساً بشعب الجنوب سوف يمنحه درجة القوة والصلابة لانتزاع مشروعه التحرري بجدارة وعزيمة واقتدار، كما قدم جرعة ثورية سياسية موجهة إلى قيادات الانتقالي بالدرجة الأساسية، وهي كلمة لشحذ الهمم ومخاطبة الإرادات، وكانت الكلمات قد احتوت على رسائل دقيقة ومركزة وصارمة وفيها من الحزم والقوة ما يجعلنا نسميها بأنها جرعة إنعاشيه لاستنهاض الهمم التي بدأ يصيبها الوهن، وهو يقدم تلك الجرعة موجهًا الكل على الثبات وعدم المساومة على أهداف الثورة المتمثلة في استعادة الدولة الجنوبية، مؤكداً أن المجلس الانتقالي هو واحد من حيث الموقف والقضية والأهداف، ولا مساومة على كل ذلك. وقدم سيادة الرئيس رسائل متعددة من رسائل الموقف والتنبيه والتوجيه، إلى رسائل التطمين والتأكيد على الثبات وعدم المساومة، وهذه دعوة للعمل بروح الفريق الواحد بين أوساط الجماهير".
"حماية ممرات وخطوط الملاحة الدولية"
وعن أهمية أن تكون قواتنا المسلحة الجنوبية شريكة فاعلة في أي جهد أو تحالف دولي لحماية خطوط الملاحة الدولية، وانعكاس ذلك على أمن الجنوب والمنطقة والإقليم يرى المحللون بان الرئيس الزبيدي أكد بالقول اننا نستطيع حماية منافدنا البحرية من خلال ترتيب وضعيتها، وقواتنا المسلحة الجنوبية في خطوط التماس في ميون وباب المندب تمتلك الشجاعة والقوة والقدرة لحماية المنافذ البحرية، ولا مانع لدى القيادة في التحالف مع العالم، لما يشكل من أهمية لاستقرار الجنوب والمنطقة، وتسهيل استعادة الجنوب كما كان عامل أساس في حماية المنطقة وله دور فاعل وسيادي، والجنوبيون أكثر دراية بالمنطقة والاقليم، وفيما يخص موقف المجلس من تصعيد مليشيا الحوثي الإيرانية في باب المندب، أكد الرئيس الزبيدي بأن الجنوب هي الجهة الأولى المعنية بحماية خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن وأن القوات المسلحة الجنوبية جاهزة لهذه المهمة في سياق الشراكة الدولية لحماية هذا الممر من القرصنة الحوثية الإيرانية التي توظف القضايا العربية خدمة للمشاريع اللاعربية الساعية ليس للهيمنة على المنطقة العربية وحسب بل لطمس الهوية العربية ذاتها لصالح الهويات اللاعربية الشيعية منها والإخوانية بالذات وغيرهما، وهو الأمر الذي لا يدركه القارئ العادي من العامة مع الأسف، ويأتي حرص الرئيس الذي غامر بحياته في خطوة مفاجئة أذهلت الكل بما فيها المليشيات الحوثية الإيرانية حين قام بزيارة تاريخية مفاجئة لجزيرة ميون في ظروف ساخنة وفي غاية الخطورة إذ تأتي أهمية هذه الخطوة في كونها أتت قبل أيام قليلة جداً من إعلان تشكيل تحالفات دولية لحماية ممر الملاحة الدولية في باب المندب من مخاطر المليشيات الحوثية الإيرانية".
"آفاق العمل المؤسسي المستقبلي"
كما يرى المراقبون والمحللون، بان تكثيف الجهود خلال المرحلة القادمة والتماسك وتنسيق وتكامل العمل في السلطة المحلية واللجان المجتمعية لتجاوز الصعوبات والتحديات كانت أبرز العناوين التي ركز عليها الرئيس القائد الزبيدي في خطابه الأخير، فقد حدد خارطة طريق للعمل والتي تبتدئ بالعمل الحزبي أو السياسي بين الجماهير، وتتواصل خارطة الطريق في الجانب الميداني بما سماه تنسيق الجهود وتكامل العمل مع السلطة المحلية واللجان المجتمعية، وهذا يعني أن تجاوز الصعوبات والتحديات يأتي من خلال توزيع الجرعة على تلك الهيئات والمؤسسات للقيام بعملها وربط الجهد المؤسساتي بالجهد الشعبي. وكان الرئيس قد أعطى تراتبية لتلك الرسائل منها "رسالة موقف" وأكدت على ان الموقف السياسي موقف ثابت لا حياد عنه، ورسالة تنبيه وتوجيه وأكدت المنع أو التراجع ولو سنتيمتر واحد عن قضية الجنوب وعن أهدافها ورسالة تأكيد وفيه تأكيده كل ما نادى به الشعب من أول يوم، ويقصد الأهداف الإستراتيجية والمتمثلة بالحرية واستعادة الدولة وهي ثوابت لا تراجع عنها ورسالة تطمين في تأكيد منه على ان وضعنا اليوم أفضل بكثير مما كنا عليه، وتضمن خطابه القول: هذا الهدوء الذي تشاهدوه وهذه السكينة بعدها عاصفة بالنسبة للجنوب هي استعادة الدولة، ورسالة ثبات فيها تأكيد على رسالة الثائر، رسالة الثبات وعدم المساومة، وهو خطاب لايوجد مساومة عليه، ملخصه في كلمتين النصر أو الشهادة، من هنا كانت الكلمة عبارة عن خارطة طريق سياسية جماهيرية متكاملة.
الأهداف السامية والرؤية الثاقبة*
ويشير المحللون بأن التأكيد الواضح للرئيس القائد الزبيدي، يدل على مدى الرؤية السياسية الثاقبة للقيادة السياسية والعسكرية الجنوبية، وذلك في ضرورة التماسك والتنسيق والتكامل بين السلطة المحلية واللجان المجتمعية، وبدون تعزيز هذا الترابط فلا سبيل لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا الجنوبي، وعن كيفية تحقيق الانفتاح على جميع أبناء الجنوب، وإعادة الدور الريادي للعاصمة عدن في مختلف المجالات التي أكد الرئيس الزبيدي أهميتها، يرى المحللون بان ما يخص تأكيد الرئيس على أهمية الانفتاح من قبل المجلس الانتقالي على جميع أبناء الجنوب فقد اكتسب هذا الخطاب قيمته الدلالية من تزامنه مع القرارات الأخيرة للرئيس الزبيدي التي استوعبت المئات من كوادر ومناضلي شعبنا من مختلف محافظات الجنوب الثائر في عضوية الجمعية الوطنية ومثلها المئات من أبناء شعبنا الجنوبي في عضوية المجلس الاستشاري، مما يدل على حرصه وبقوة على ربط الأقوال بالأفعال وهو الأمر الذي جعله يؤكد بأن أبواب المجلس ستظل مفتوحة لكل قيادات وكوادر ومناضلي شعبنا الجنوبي الثائر في كل زمان ومكان، وفيما يتعلق بتأكيده على أهمية استعادة الدور الريادي للعاصمة عدن في مختلف المجالات وهذا يحسب للرئيس القائد الزبيدي الذي دائماً ما يربط الأقوال بالأفعال وهو الأمر الذي لاحظناه في قراراته الأخيرة وأبرزها قرار استعادة باب المندب ليتبع العاصمة عدن كما كان، وجزيرة ميون إلى مديرية المعلا كما كانت، والبدء في استعادة تشغيل مصفاة عدن، وافتتاح مشروع أبراج مدينة عدن، وافتتاح مشروع الطاقة الشمسية المقدمة من دولة الإمارات العربية الشقيقة وغيرها، وهذه أمور ليست بالعادية ولا ينكرها إلا حاقد أو حاسد أو مجنون.
"استعادة دولة الجنوب خيار لا رجعه فيه "
وفي يوم الثلاثاء الموافق 26 من ديسمبر فقد قام الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بزيارة تفقدية لمحافظة الضالع، كان في استقباله محافظ المحافظة قائد محور الضالع اللواء علي مقبل صالح، والعميد عبدالله مهدي سعيد رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة، وحشد غفير من القيادات العسكرية والأمنية والوجهاء والأعيان، وحضر الرئيس الزُبيدي في مستهل زيارته لمحافظة الضالع، اللقاء الموسع الذي نظمته الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي للقيادات المحلية للمجلس في محافظة الضالع ومديرياتها والقيادات الأكاديمية وقطاعي الشباب والمرأة، كما ترأس الرئيس الزُبيدي اجتماعاً ضم اللجنة الأمنية وقيادة محور الضالع القتالي حيث أكد أن قواتنا ستحرر كل شبر من أراضي الجنوب، مشيراً إلى تلبية احتياجات قواتنا وكل ما يلزمها.
وخلاصة القول، فإن لقاءات الرئيس القائد بطيف واسع من النخب والمجتمع الجنوبي وقيادات مؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية وتحركه الميداني إنما تأكيد على عزمه في مواجهة كل تحديات المرحلة وفرض خيار شعب الجنوب الذي لا رجعة عنه وهو والاستقلال واستعادة دولته، كما تجسد صيرورة الثورة الجنوبية وثبات جذورها في تربة وطننا وداخل بيئته الوطنية الإجتماعية، واستحالة كسرها او النيل من إنجازاتها التي تحققت حتى اليوم على مختلف الصعد داخلياً وخارجياً.