الوقت الذي أبدت فيه القيادة الجنوبية جاهزية كاملة للانخراط في مسار السلام، فقد حدَّد في الوقت نفسه، شرط إنجاح هذه العملية لا سيما بعد إعلان الأمم المتحدة عن خارطة للسلام.
هذا الشرط حدّد بوضوح الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بتأكيده على أن تحقيق السلام في المنطقة مرهون بحل قضية الجنوب بما يحقق تطلعات شعبه في استعادة دولته كاملة السيادة.
وقال الرئيس القائد، إنّ العملية السياسية التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لن يُكتب لها النجاح ما لم تكن قضية شعب الجنوب في طليعة القضايا، وفي إطارها التفاوضي الخاص المتفق عليه.
تصريحات الرئيس الزُبيدي جاءت في كلمة مهمة ألقاها أثناء زيارته التفقدية لمحافظة الضالع.
الرئيس الزُبيدي قال: "أقدامنا على أرضنا، وقضيتنا محمية بإرادة شعبنا وبسواعد أبطال قواتنا المسلحة، ولن يكتب لأي عملية سياسية دون حل قضية شعبنا حلاً عادلاً بما يرتضيه ويلبي تطلعاته”.
في الوقت نفسه، شدد الرئيس الزُبيدي، على أهمية الاصطفاف وتعزيز التلاحم الوطني الجنوبي، ونبذ الفرقة والوقوف في وجه مثيري الفتن والنعرات.
وأشار إلى أن الجنوب يمرُّ بمرحلة مصيرية تستدعي الثبات والشعور بالمسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها آلاف الشهداء والجرحى.
واستطرد الرئيس قائلا: "دماء شهدائنا وجرحانا غالية علينا، والنصر الذي تحقق دفعنا ثمنه شلالات من الدماء الزكية في معارك فقدنا فيها أعز رجالنا، واليوم علينا أن نستعد للقادم أكثر من استعدادنا لمعركة التحرير التي انطلقت من هذه المحافظة الصامدة".
تصريحات الرئيس القائد الزُبيدي تجدد التأكيد على المسار الذي ينتهجه الجنوب في مسار استعادة الدولة، وهو المسار الذي يضمن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وجاءت تصريحات الرئيس الزُبيدي في توقيت مهم، حيث تتزامن مع إعلان الأمم المتحدة عن خارطة طريق لتسوية سياسية في الفترة المقبلة.
فتأكيدا على الموقف الجنوبي الراسخ إزاء مسار استعادة الدولة، فمن المهم أن توجه هذه الرسالة للمجتمع الدولي بأكمله، لا سيما أن الجنوب لن يفرِّط في المكاسب التي حقّقها على مدار الفترات الماضية.
وتحمل رسائل الرئيس الزُبيدي تأكيدا على أن الجنوب لن يكون معنيا بأي خطة للتسوية السياسية ما لم تراعِ حق الشعب في استعادة دولته.