تشق عيادات متنقلة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي طريقها كل صباح إلى قرى ريفية نائية في أقاصي حضرموت لعلاج المرضى.
أطفال ومسنون، نساء وشيوخ، هد أجسادهم المرض فلم يجدوا غير يد الإمارات الإنسانية تطبب أوجاعهم، عبر عيادات متنقلة عالجت على مدار العام الجاري فقط أكثر من 13 ألف مريض في حضرموت وحدها، بمعدل 1200 مريض شهرياً.
أهالي منطقة بروم ميفع في ضواحي المكلا، كانوا من مستفيدي خدمات العيادات المتنقلة، بعد أن عانوا صعوبةً كبيرة في الحصول على الخدمات الطبية والعلاجية حتى طرقت العيادات المتنقلة أبواب عذاباتهم.
خدمات مجانية لآلاف المحتاجين
الطبيبة تنوير باسعد، قالت لـ”العين الإخبارية” إن عيادات الهلال الأحمر الإماراتي المتنقلة تهدف إلى إيصال خدمات الرعاية الصحية للمناطق النائية التي لا تتوفر فيها مستشفيات أو مراكز صحية، وتقدم خدماتها بصورة دورية ومجانية؛ ما يخفف العبء على سكان هذه المناطق.
وكشفت باسعد أن العيادات تقدم خدماتها إلى نحو 1200 حالة شهرياً، كما قدمت خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري 2023 بتقديم خدماتها لما متوسطه 13 ألف حالة.
وأشارت إلى أن أكثر الأمراض المنتشرة والتي قامت العيادات بعلاجها، كانت فقر الدم، سوء التغذية، الحميات، نزلات البرد، النزلات المعوية، والتهابات المعدة وغيرها.
ولفتت إلى أن العيادة المتنقلة كان لها دور في معالجة تبعات الأعاصير التي ضربت تأثيراتها مديريات الريدة وقصيعر وساحل حضرموت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستطاعت الوصول إلى المناطق النائية، وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للمتضررين.
كما أوضحت أن الخدمات المقدمة شملت النساء والأطفال والرجال ومختلف الفئات العمرية، خاصة وأن العيادات تواجدت في فعاليات التوعية والتثقيف المجتمعي الصحي بحضرموت، كاليوم العالمي للتبرع بالدم، واليوم العالمي للسكري.
وفي ختام حديثها، ثمنت الطبيبة تنوير باسعد جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بمبادراته التي كان لها أثر ملموس في التخفيف من معاناة المواطنين والارتقاء بالجانب الصحي داخل محافظة حضرموت.
أثر ملموس ومباشر
عيادات الهلال الأحمر الإماراتي كان لها أكبر الأثر لدى بسطاء الناس في المناطق الريفية المحتاجة بحضرموت، وهو ما عبر عنه المواطنون وأكدوا ملامسة جهود الهلال الأحمر الإماراتي لاحتياجاتهم الصحية والخدمية.
المواطن عبدالله يسلم بالكيمان، أحد المستفيدين من خدمات العيادات، أثنى على تدخلات الهلال الأحمر الإماراتي، ووصوله إلى مناطق نائية مثل قريته الصغيرة، التي قال إنها تعاني من الحرمان الخدمي، وتفتقر للأطباء والمراكز الصحية والأدوية والمستلزمات، شاكرا الجهود الإماراتية في هذا الصدد، وفق حديثه مع ”العين الإخبارية”.
وهو ما أكده الوجاهة الاجتماعية بقرى الحيلة بمديرية بروم ميفع، مفتاح باعساس، الذي أشار إلى أن وجود الهلال الأحمر الإماراتي يمثل رافدا قويا لانتشال الوضع الخدمي والصحي المتردي الذي يعاني منه مواطنو هذه المناطق.
وأوضح باعساس لـ”العين الإخبارية”، أن أهالي المنطقة يغلب عليهم الاحتياج والفقر، وتحديدا القرى النائية في ميفع بشكل عام، منوها إلى أن العيادات المتنقلة تأتي تواصلا للخدمات التي تقدمها دولة الإمارات لحضرموت على وجه الخصوص.
وتقدم باعساس في ختام حديثه مع “العين الإخبارية” بالشكر لقيادة دولة الإمارات والطواقم الطبية التي تأتي إلى هذه المناطق الريفية المليئة بالأمراض والأوبئة؛ نظرا لعدم قدرة سكانها الانتقال إلى مستشفيات المدن الرئيسية أو تأمين تكاليف العلاج.
من جهته، قال مدير مكتب الصحة بمديرية بروم ميفع في حضرموت سالم بارميل إن مثل هذه العيادات المتنقلة وخصوصاً باستهدافها لقرى ومناطق نائية تسهم بشكل كبير في التخفيف من أوجاع ومعاناة ساكنيها ممن يجدون صعوبة في الوصول إلى المراكز الصحية والمستشفيات وذلك بسبب بعد المناطق التي يعيشون فيها.
وأضاف لـ”العين الإخبارية”، أن “العيادة تضمنت فريقا طبيا متخصصا ضم أخصائي أطفال ونساء وتوليد وتخصص عام مما ساهم في تخفيف المعاناة لدى الأطفال والنساء المحرومين من الرعاية وذلك لاستقبال العيادة 104 حالات يومياً معظمها من هذه الفئتين”.
وأشاد المسؤول الصحي بدور المبادرات الصحية الإماراتية والتي تسهم في إنقاذ حياة وأرواح المرضى والمحتاجين للرعاية الصحية اللازمة وذلك بتقديمها لخدمات صحية وعلاجية متكاملة ومجانية للمرضى في تلك المناطق وبشكل دوري ومستمر.