تسعى المليشيات الحوثية لخلق حالة الفوضى بالمنطقة، من خلال القرصنة الاخيرة بالقرب من خليج عدن، كما جرى الأمر مع واقعة السفينة الأولى التي يملكها ملياردير إسرائيلي، الأكثر من ذلك أن المليشيات الإخوانية حاولت تبرئة الحوثيين من الهجوم الأخير على ناقلة النفط، حيث أوردت أبواق حزب الإصلاح معلومات سعت لنفي علاقة الحوثيين بالعملية.
خلال ربط وتشبيك هذه المعلومات بعضها ببعض، فإنّ الأمر قد يعبر عن مخطط يقف وراءه الحوثيون والإخوان لصناعة هذه التواترات في الملاحة البحرية أمام سواحل الجنوب.
وعلى ما يبدو، فإنّ هذا المخطط يستهدف تحويل هذه المنطقة إلى ساحة توتر وتحشيد عسكري في محاولة لفرض حالة من عدم الاستقرار في الجنوب.
"تخادم حوثي إخواني في خلق الفوضى بالمنطقة"
في الوقت الذي تُثار حالة من الغضب من السلوكيات الجنونية للمليشيات الحوثية الإرهابية جراء تهديداتها للملاحة البحرية، فإن هناك حضورا للمليشيات الإخوانية في هذا الإطار.
الحديث عن واقعة استهداف ناقلة نفط في خليج عدن قبل أيام، مثلت تهديدا للملاحة الدولية من جانب، وكشفت في الوقت نفسه عن حضور مشبوه للمليشيات الإخوانية.
بعض المعلومات المتداولة تشير إلى أن تنظيم الإخوان سرّب أنباء عن تشكيل كيان مسلح مشبوه، يتبع المليشيات الحوثية والإخوانية لكن بشكل غير معلن.
وجاء استهداف ناقلة النفط بعد أيام قليلة من التسريب الإخواني عن تشكيل هذه الكيان المسلح.
وكشف خبراء قانونيين عن ارتكاب مليشيات الحوثي جرائم قرصنة يجب ان تطبق عليها عقوبات قانون البحار والملاحة الدولي، حيال واقعة احتجاز سفينة شحن اثناء عبورها الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر، واتفق خبراء متخصصون بالقانون الدولي وتشريعات البحار والملاحة الدولية، في أن ما قامت به المليشيات يجب ان يصنف عملا ارهابيا يستوجب العقوبة الدولية الرادعة، منوهين في السياق، إلى نصوص صريحة في القانون الدولي المطبق في النزاعات المسلحة في البحار "تجعل ما حدث غير قانوني". وأفادوا بأن هناك الكثير من مواد القانون تجرم الهجوم على سفن التجارية ان كانت تقوم باعمال تجارية وسلمية، حيث لايجوز الاعتداء على السفن التجارية او احتجازها، واقل ما يجب ان يقال في هذه الحادثة هو ان الحوثيين ينفذون جرائم حرب ممنهجة ويهددون ممرات الملاحة الدولية وهذا له عواقب وتداعيات خطيرة قد تلحق أضرار جسيمة بممرات الشحن المتجهة إلى كثير من دول العالم لذلك علي الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي ودول العالم ان تتخذ موقفاً صارماً وقوياً لوقف هذه الانتهاكات.
"إدانات دولية تجاه تصعيدات مليشيا الحوثي الأخيرة"
وأدانت الحكومة اليابانية "بشدة" استيلاء الحوثيين على سفينة تجارية اثناء مرورها في البحر الأحمر، في تصعيد جديد لهجماتهم ضد ممرات الملاحة الدولية،
وناشد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، السعودية وعُمان وإيران التواصل مباشرة مع الحوثيين للإفراج عن طاقم السفينة، وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني سعيهم للإفراج عن طاقم سفينة البضائع المحتجزة في البحر الأحمر، موضحا أنه لا يوجد مواطنون يابانيون على متن السفينة "غالاكسي ليدر"، وفقا لوكالة "رويترز".
وأكد متحدث باسم شركة "نيبون يوسين" اليابانية المعروفة أيضا باسم (أن.واي.كيه) التي تدير السفينة إنه تم الاستيلاء على سفينة حاملة للسيارات في البحر الأحمر وإن الشركة تقوم بجمع مزيد من المعلوما، وذكرت صحيفة "نيكي" اليابانية أن طاقم السفينة يضم 22 فردا بينهم بلغاريون وفلبينيون، وأشارت إلى عدم وجود أي مواطنين يابانيين، وقالت وسائل إعلام غربية، ان مليشيا الحوثي احتجزت سفينة شحن مملوكة لبريطانيين ويديرها يابانيون في جنوب البحر الأحمر، واصفة الحادث بأنه "عمل إرهابي إيراني" ستكون له تداعيات على الأمن البحري الدولي.
"انتهاك القانون الدولي"
إلى ذلك، نددت الولايات المتحدة باحتجاز الحوثيين سفينة شحن في البحر الأحمر، واصفة ذلك بأنه انتهاك للقانون الدولي، مطالبة بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي إن "احتجاز الحوثيين للسفينة غالاكسي ليدر في البحر الأحمر يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، وفق رويترز، كما أضاف ميلر "نطالب بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها وسنتشاور مع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة بشأن الخطوات التالية المناسبة، وكانت الشركة المالكة للسفينة غالاكسي ليدر التي أعلن الحوثيون احتجازها قد قالت بوقت سابق إن "عسكريين نفذوا عملا ارهابيا وصعدوا على متنها بشكل غير قانوني عبر طائرة هليكوبتر" وهي الآن موجودة في ميناء الحديدة باليمن، وأضافت شركة غالاكسي ماريتايم المسجلة في جزيرة آيل أوف مان والمالكة للسفينة في بيان: "لقد فُقدت جميع الاتصالات مع السفينة"، مردفة: "باعتبارنا شركة شحن، فلن نعلق أكثر على الوضع السياسي أو الجيوسياسي، كما أوضحت أن طاقم السفينة، التي ترفع علم جزر الباهاما، يضم مواطنين من بلغاريا وأوكرانيا والفلبين والمكسيك وروماني ومضت قائلة: "يرى مالكو السفينة والقائمون على إدارتها أن احتجازها يمثل انتهاكاً صارخاً لحرية الملاحة لسفن العالم وتهديداً خطيراً للتجارة الدولية، مؤكدة أن أهم ما يقلقها في هذا الوقت هو سلامة وأمن أفراد الطاقم البالغ عددهم 25، ويشار إلى أنه بوقت سابق بثت مليشيات الحوثي الارهابية لقطات مصورة تظهر مسلحين ينزلون من طائرة هليكوبتر ويسيطرون على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر، والسفينة تستأجرها شركة نيبون يوسن اليابانية.
"الانتقالي يحذر مليشيا الحوثي من القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن"
من جانبه، أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيانا ضد جماعة الحوثي وعملياتها الاخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وجاء في البيان: يتابع المجلس الانتقالي الجنوبي بقلق بالغ سلوكيات جماعة الحوثيين الإرهابية المهددة للأمن والسلم في المنطقة،
ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي إن سلوك الحوثيين الإرهابي يقدم البرهان القاطع عن نهجهم السياسي المعطل لكافة جهود السلام في الجنوب واليمن وعلى مستوى المنطقة، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية جسيمة لمواجهة وردع التهديدات التي تمثلها هذه الجماعة بكل حزم وصرامة، وان ما حدث ويحدث من انتهاكات وعدوان على الجنوب أو ما يطال المواطنين في الشمال والتي امتدت اليوم إلى ممارسة أعمال القرصنة في المياه الإقليمية لخليج عدن تؤكد أن هذه الجماعة الإرهابية تحاول تبني قضايا إنسانية من اجل محو جرائمها بحق الإنسانية، وانها مجرد أداة ايرانية مؤذية لبلادنا ولجوارنا الإقليمي، وإن المجلس الانتقالي الجنوبي إذ يدين هذا السلوك الإرهابي الذي يهدد بشكل مباشر أمننا الغذائي وينذر بمضاعفة الأزمة الإقتصادية والإنسانية التي تعيشها بلادنا و يهدد الملاحة الدولية وخطوط التجارة في باب المندب وخليج عدن والبحر الاحمر فإنه يؤكد في ذات الوقت استعداده الدائم للعمل على تأمين مسار الملاحة الدولية وردع السلوك الارهابي الحوثي، وذلك من خلال رفع جاهزية قواتنا البحرية الجنوبية والعمل على تطويرها، بالشراكة مع دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين.
" تهديدات الحوثي للملاحة البحرية مسرحية تخدم طهران وإسرائيل"
هذا، وأكد خبراء وناشطون أن تهديدات مليشيا الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن واحتجازها لسفن الشحن التجارية تحت مزاعم نصرة أطفال غزة، مسرحية هزلية تخدم أجندات إيران وفصائلها في المنطقة بما فيها الجنوب، وقال الخبراء والمحللون إن احتجاز الحوثيين لسفن الشحن تعزز المخاوف من مدى تأثيرها على حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، الذي يعد واحدا من أهم الممرات المائية في العالم، وما يرتبط به من تهديدات متكررة باستهداف السفن التجارية المملوكة لدول العالم، خصوصا جُزر اليمن الواقعة تحت سيطرة هذه المليشيات الارهابية، ويرى باحثون "إن عملية الاستيلاء على السفن له علاقة بالحرب في غزة، فطوفان الأقصى كشف إيران وأجندتها قبل إسرائيل، وكشف الشعارات الزائفة لإيران ومليشياتها في المنطقة على مدى عقود، فعندما دقت ساعة الصفر، وكانت هناك حرب وجودية مع إسرائيل، تنصلت إيران وقالت إن هذه قضية فلسطينية، ولا علاقة لها بالملفات الإقليمية، وكذلك حزب الله حينما خرج بإعلانه المعروف بأنه ليس له علاقة بهذه العملية، ولا ترتبط بوحدة الساحات، وبالملفات الإقليمية، وكان تنصلا واضحا في عُمق الأزمة وخذلانا لحماس، ومن ثم أعطى رسالة لإسرائيل بالتفرد بحماس، وفي الوقت الذي تضامنت فيه أمريكا ودول الغرب مع إسرائيل، وجَّهوا رسالة تضامن قوية معها، واشتراك واشنطن في مجلس الحرب الإسرائيلي، تخلت إيران ومليشياتها في المنطقة تماما عن القضية الفلسطينية، وكانت تعتقد أن الأمر سيُحسم لصالح إسرائيل".
"سياسيون: تأمين الملاحة الدولية مرتبط بدعم البحرية الجنوبية"
استنكر مغردون جنوبيون، ادعاءات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، دعم القضية الفلسطينية، بجمع التبرعات، والقرصنة البحرية، مؤكدين أنها تمول مجهودها الحربي وأعمالها الارهابية باسم الأقصى.
وأشاروا عبر هاشتاج الحوثي يهدد الملاحة الدولية، إلى محاولات المليشيات الإرهابية استعطاف الرأي العام باستغلال العدوان الإسرائيلي على غزة والقيام بأعمال القرصنة البحرية وتهديد الملاحة الدولية، مؤكدين أن جرائم المليشيا الإيرانية تنعكس على المواطن البسيط، وتضاعف أعبائه الاقتصادية بفعل رفع رسوم التأمين ونقل الصراع الدولي للمنطقة.
وأكدوا أن المليشيا تعمل بكل قوة لإضعاف صعود أي دولة عربية وتهديد وخلخلة محيط السعودية ومصر وجعل الخليج محصور بين سندان تدخلات إيران وأدواتها ومطرقة ابتزاز أمريكا والدول الكبرى، مشيرين إلى أن كل أعمال الحوثي لا تخدم اليمن ولا العرب.
وطالبوا المجتمع الدولي بإدراج مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بقائمة المنظمات الإرهابية، في ظل انتهاكاتها وتورطها في عمليات قرصنة، وتهديد طرق الملاحة الدولية.
وحثوا دول التحالف العربي، والشركاء الإقليميين والدوليين، على إمداد القوات البحرية الجنوبية، بالإمكانات، لتأمين مسارات الملاحة الدولية وكسر تمرد الحوثي الإرهابي.