شارك الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال زيارة الأخيرة لعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، في اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي، واجرى هناك سلسلة لقاءات مع المسؤولين في المملكة وممثلي الدول الراعية للعملية السياسية في بلادنا، كما تأتي الزيارة للدفع قدماً بالجهود التي تبذل من قبل الأشقاء في المملكة والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإحلال السلام في بلادنا والمنطقة.
وشهدت الجبهات القتالية تصاعداً في التوتر خلال الفترة الأخيرة، وذلك بسبب تعثر الوساطة الإقليمية والدولية في التوصل إلى اتفاق شامل للسلام في اليمن، نتيجة لاشتراطات ميليشيات الحوثي، هذه التطورات تمثل انتكاسة كبيرة للجهود التي بذلت للتوصل إلى حل سياسي وسلمي في البلاد ما يؤكد بأن "لا سلام قادم" يلوح في الأفق، وأكدت مصادر سياسية ودبلوماسية أن مطالب ميليشيات الحوثي بالمشاركة في عائدات تصدير النفط والغاز، إلى جانب سيطرتها على صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، أحالت جهود السلام إلى الانسداد، هذه المطالب عرقلت الجوانب الإنسانية والاقتصادية من الاتفاق، مثل زيادة الرحلات التجارية وفتح الطرقات بين المدن وتوحيد البنك المركزي.
وبحسب مراقبون، تعكس تلك المطالب تصميم الميليشيات على الاستفادة من فترة التهدئة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وهي أمور فاتتها خلال ثماني سنوات من المواجهات، وفي ظل هذا السيناريو، يبدو أن الرياض أدركت جيداً نوايا الحوثي وعلمت بمخططه لفتح الجبهات في الجنوب و اليمن وبسط نفوذ أكبر بحجة الحرب على أمريكا وإسرائيل.
وتزامنت زيارة الرئيس الزُبيدي للرياض مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ الذي توجه إلى الخليج لدفع جهود السلام في البلاد، حيث اجتمع مع الشركاء اليمنيين والسعوديين والعمانيين والإماراتيين وغيرهم من الشركاء الدوليين لبحث الخطوات اللازمة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الولايات المتحدة، وأكد المبعوث الأميركي خلال زيارته أن الفرصة سانحة لانهاء الصراع في بلادهم والمضي قدماً نحو إحلال السلام وأن اندلاع صراع إقليمي أوسع يجازف بتقويض السلام في بلادنا .
"تقرير مصير شعب الجنوب جزء من الحل"
وكشفت زيارة الرئيس الزُبيدي لعاصمة القرار العربي (الرياض) ان الجنوب اليوم جزء لا يتجزأ من أي معادلة سياسية في اليمن، حيث يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي نجاحاته الاستراتيجية والسياسية والدبلوماسية محلياً واقليمياً ودولياً رغم كل الحرب الموجهة ضده من كل الاطراف المرتبطة باليمن الشمالي وأحزابها، وسجل الانتقالي الجنوبي نجاحات على مستوى كافة الأصعدة، واتخذ الانتقالي من مشاركته في اتفاق الرياض سابقاً ومن ثم مشاركته بمجلس القيادة الرئاسي مدخلاً رئيسياً لتحقيق مكاسب جديدة لقضية شعب الجنوب دون أي مساس بها أو تنازل عن أي من أهدافها، ويأتي ذلك ضمن رؤيته السياسية وتوجه الرئيس الزُبيدي للخروج بالجنوب وقضيته نحو مستقبل آمن يحقق هدف شعب الجنوب باستعادة دولته كاملة السيادة.
"القوات الجنوبية.. جهود لحماية المكتسبات الوطنية "
ومثل الثبات والصمود البطولي والانتصارات والانجازات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية، الرافد الرئيس لكل ما أنجز على كافة الصعد وفي طليعتها الانجازات السياسية، فهذه الانجازات العسكرية والأمنية والبطولات الملحمية في الجبهات الحدودية وفي معركة الحرب على الإرهاب، اثمرت إنجازات سياسية بفضل حنكة وصدق ووفاء القيادة السياسية الجنوبية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
ويتوقف التاريخ سيتوقف طويلاً متعجباً ومعظماً أمام التلاحم الشعبي الجنوبي وإلتفاف كافة شرائحه حول القيادة السياسية العليا في المجلس الانتقالي، هذا التلاحم والالتفاف المصيري نابع من قوة وإرادة وصلابة ووحدة الهدف والقيادة، وقد مر بإختبارات كثيرة خلال الأعوام الماضية، لا سيما في جولات المشاورات والحوارات التي رعتها اطراف إقليمية ودولية، كاتفاق الرياض ومشاورات الرياض، وحقق درجة عالية من الثقة المطلقة رغم تعدد مصادر الاشتغال الدعائي المغرض لهز هذه الثقة واختراق مناعتها وصلابتها.
ومثلت تلك الحقائق والمعطيات، خاصية أصيلة يتمتع بها شعب الجنوب بكافة شرائحة وفي طليعتها شريحة القوات المسلحة، وازدادت صلابة في الموقف والوعي والتماسك العضوي والاستراتيجي، من خلال إدراك الشعب، بأن قيادته السياسية العليا التي جاءت من وسط الجماهير ومن قلب ميادينها الكفاحية السلمية والعسكرية، قيادة مجربة، قدمها ربع قرن من النضال والكفاح المر والشاق بكافة مراحلة، إلى مقام الثقة والإجماع، ليختارها شعب الجنوب لقيادة أهم وأصعب مراحل نضاله التحرري الجنوبي وفي معترك تتداخل وتتكامل فيه جبهاته وميادينه الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذي جعل الأطراف المعادية المتربصة بالجنوب وقضية شعبه وهدفه المصيري في استعادة دولته الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة، تتمترس وبإستماتة خلف الشاشات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لبث سمومها وتكرار قلب الحقائق والترويج الدعائي المعادي المغرض لكل ما من شأنه زرع الارتياب.
وتسليط الضوء على معركة الوعي التي يخوضها شعب الجنوب لا يقل أهمية عن السرد المتواصل عن المعارك العسكرية التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية في الجبهات الحدودية وفي مكافحة الإرهاب وصون الأمن الداخلي، ففي كلا المعركتين ألحق شعب الجنوب بأعدائه هزائم ساحة ومتتابعة، غير أن تلك الاطراف المعادية (الحوثية والإخوانية) وبعد خسارتها لمعركة الأرض وطردها من الجنوب لاخيار لديها سوى سلاح الدعاية المغرضة والاشاعات الزائفة، لاسيما في هذه المرحلة المفصلية، التي تتطلب إقتران سلاح الوعي بسلاح البندقية وبجاهزية قصوى.
*
"نجاح مسار السلام في بلادنا مرهون بحق شعب الجنوب في إستعادة دولته"
من جهته، أكد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، استعداد مجلس القيادة، بمختلف القوى المنضوية فيه، للمضي قدماً في مسار السلام لإنهاء الحرب في البلاد، لافتاً في لقاء جمعه بسعادة ستيفن فاجن سفير الولايات المتحدة الأميركية لدي بلادنا، إلى أن مجلس القيادة الرئاسي، سيواصل تفاعله الإيجابي مع مختلف الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً لإحلال السلام، في الوقت الذي يحتفظ فيه المجلس بكل الخيارات لمواجهة تعنت المليشيات الحوثية، وجدد الرئيس الزُبيدي في اللقاء، تأكيده أن الميلشيات الحوثية لا تؤمن بالسلام، وليس لديها نية للانخراط في عملية سياسية حقيقية مع بقية أطراف الصراع، وتراهن على كسب الوقت لمواصلة حربها الرامية لتحقيق أجندة إيران في المنطقة، كما جدد تأكيده على أن نجاح مسار السلام في بلادنا مرهون بوجود عملية سياسية تناقش قضايا الصراع المحورية في البلد وفي مقدمتها قضية شعبنا في الجنوب، مشدداً على أهمية قوة وتماسك الجبهة المناوئة للمليشيات الحوثية، وجدية المجتمع الدولي في إيجاد سلام مستدام في المنطقة، وفي ذات السياق شدد الرئيس الزبيدي على أهمية تعزيز دعم ومساندة المجتمعين الإقليمي والدولي لمجلس القيادة الرئاسي وجهوده الهادفة لإنعاش الاقتصاد، ومعالجة الأوضاع المعيشية في المناطق المحررة، مثنياً على الدعم الذي تقدمه الحكومة الأمريكية للمجلس والحكومة في هذا الاتجاه، من جانبه، جدد السفير فاجن دعم ومساندة حكومة بلاده للجهود الإقليمية والدولية الهادفة إنهاء الحرب وإحلال السلام في بلادنا، ودعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في جهودهما الهادفة لإيقاف التدهور المريع في الجانب الاقتصادي، مستعرضاً برامج الدعم الإنساني والتنموي التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للمحافظات المحررة.
"قضية شعب الـجنوب حاضرة في طليعة قضايا العملية السياسية"
كما أستقبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في مقر إقامته بالرياض، سعادة السفيرة عبدة شريف أوبي سفيرة المملكة المتحدة (بريطانيا) لدى بلادنا، وفي مستهل اللقاء، رحب الرئيس الزبيدي بسعادة السفيرة عبدة شريف، معرباً عن سعادته بلقائها في مستهل مشوارها الدبلوماسي كسفيرة للمملكة المتحدة لدى بلادنا، واستعرض اللقاء مستجدات الأوضاع الإنسانية في بلادنا والجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب، وبدء مسار سياسي يعالج قضايا الصراع المحورية، ويؤسس لسلام مستدام في بلادنا والمنطقة بشكل عام، وبهذا الخصوص ناقش الجانبان آخر المستجدات المتعلقة بالجهود التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية بمساندة أممية لبدء عملية سياسية شاملة في بلادنا تحت مظلة الأمم المتحدة، وعبر الرئيس الزُبيدي في اللقاء عن شكره وامتنانه للجهود التي تبذلها حكومة المملكة المتحدة للدفع بجهود إنهاء الحرب في بلادنا وإحلال السلام في المنطقة، منوهاً إلى أهمية استمرار الدعم البريطاني لمجلس القيادة الرئاسي في هذه الظروف بما يمكنه من الانخراط في عملية سياسية حقيقية، برغم استمرار المليشيات الحوثية في تعنتها، ورفضها لكل المساعي الهادفة لإنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، من جانبها جددت السفيرة عبدة شريف دعم حكومة بلادها لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مساعيهما لانتشال الوضع الاقتصادي المتردي وإجراء إصلاحات حقيقية في مؤسسات الحكومة الشرعية، وتأكيدها على أهمية وحدة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي لنجاح مسار السلام في البلاد.
"موقف الجنوب السياسي من مفاوضات التسوية الشاملة"
ومع بدء جولة المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية أو على أقل تقدير تحريك المياه الراكدة في هذا الملف، صدرت العديد من التسريبات بخصوص مسار هذه العملية المرتقبة، وتحدثت التقارير أو التسريبات عن التوصل إلى تفاهمات مبدئية جرى التوصل إليها بالفعل وأنه جاري الإعداد لخروج بنود هذا الاتفاق إلى النور خلال الفترة المقبلة، وتشير المعلومات المتداولة إلى التوصل لما يمكن تسميته إعلان وقف حرب، وهي خطوة من المأمول التوصل إليها منذ فترة طويلة لتضع حدا للحرب المتفاقمة.
ووفقاً لما جرى تداوله في الايام الماضية، فإن المعلومات تتحدث عن قرب إعلان وقف إطلاق النار بجانب بعض الخطوات الإجرائية التي تخص الوضع الاقتصادي، تمهيداً للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، وجعلت هذه التسريبات أبناء الجنوب يترقبون موقف قيادتهم السياسية من هذا المسار السياسي، وهو موقف يبدو أنه محسوم بشكل كبير، فحضور الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في السعودية حالياً يعني أن الجنوب جزء لا يتجزأ من هذا المسار السياسي، ما يوجه صفعة مدوية للقوى التي سعت مراراً لتهميش حضور الجنوب على الأرض.
وفيما لم يعلن المجلس الانتقالي شيئاً بخصوص الترتيبات التي يتم إجراؤها إلا أن رسالته كانت واضحة لكل الأطراف، ومفاد ذلك التزام القيادة السياسية بثوابتها، وأحد هذه الثوابت السياسية الجنوبية تتمثل في التمسك بمراعاة قضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته، وهذا الأمر جدد التأكيد عليه الرئيس الزُبيدي خلال اجتماعاته ولقاءاته الدبلوماسية الأخيرة في الرياض، وهو ما يدل على أن القيادة الجنوبية ماتزال ثابتة وراسخة على موقفها السياسي، ولن تتخلى عن هذا المسار مهما كلفها الأمر من جهود أو تضحيات.
*المجلس الانتقالي الحامل الوحيد لقضية شعب الجنوب"
ويعد المجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل الوحيد للقضية الجنوبية حيث شكلت قيادته وبنيته التنظيمية أساساً قوياً لآمال شعب الجنوب في تحقيق تطلعاته نحو حياة كريمة وحرة في وطن مستقل وآمن، فالمجلس يتبوأ موقعاً محورياً ويلعب دوراً أساسياً في جهود تحقيق استقلال الجنوب لانه يمثل الوعاء المؤسسي لإرادة الشعب الجنوبي في استعادة حريته وهويته الوطنية، حتى انه استطاع أن يبني هيكل تنظيمي وإداري، يحوي جميع تطلعات أبناء الجنوب في بناء دولة تقوم على المؤسسات والعدالة، كما ان المجلس الانتقالي الجنوبي يعد صمام أمان الجنوب أرضاً وإنساناً وهو الصخرة الصماء التي تقف أمام كل التحديات الأمنية والسياسية التي تعصف بالمنطقة، لذا يتعين على الشعب الجنوبي أن يتلاحم وان يتكاتف وان يلتف حول مجلسه الانتقالي الجنوبي وأن يدرك أنه هو الوسيلة الفعالة لتحقيق تطلعاته من المهرة إلى باب المندب.
"الرئيس الزُبيدي: استعادة دولة الجنوب قرار اتخذ ولارجعه عنه"
ظهر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، واضحاً وصريحاً في موقفه، خلال لقائه مؤخراً بسفراء دول أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وأكد لهم وبدون أي مغالطات، بأن إحلال السلام في اليمن لن يتحقق إلا بحل عادل لقضية شعب الجنوب، وبما يلبي تطلعات شعب الجنوب، وفي ذات الوقت، أكد ترحيبه، وتثمينه، لكافة جهود إرساء السلام، وبحسب مراقبون سيساهم هذا الوضوح والشفافية النابعة من قوة وعدالة قضية شعب الجنوب، في إيجاد قاعدة مشتركة لإرساء السلام في المنطقة، فالرئيس الزبيدي كان واضحاً وأكد لسفراء ثلاث دول تشكل ثقلاً سياسياً على مستوى العالم، وأي تجاوز للنقطة الأساسية التي أكدها الرئيس الزبيدي لهذه الدول الثلاث وأكدها سابقاً للعالم كله أو حتى محاولة لتمرير مغالطات، فما هي إلا محاولات فاشلة أولاً، وثانياً لن تقود إلى أي سلام منشود، بل ستقود إلى مزيد من الصراعات، فجوهر الأزمة في اليمن والمنطقة والإقليم يكمن في حل عادل ومنصف لقضية شعب الجنوب ودون ذلك يعتبر محاولات عبثية كالسراب ينتهي مفعولها مع انتهاء آخر شخص يوقع على أي اتفاقية أو مبادرة.
وطبقاً لمحللين، فما أكده الرئيس الزبيدي للسفيرة الفرنسية كاثرين قرم كمون ولسفراء الدول الأخرى يعد أمراً إيجابياً، بقوله أن الأطراف الشرعية المنضوية في إطار مجلس القيادة توصلت لعدة تفاهمات، كان أبرزها الإجماع على وضع إطار خاص لقضية شعب الجنوب، يضمن حضورها في جميع مراحل العملية السياسية، لمحوريتها وأهميتها في إنهاء الصراع، كما جدد الرئيس الزُبيدي، التأكيد لسفيرة فرنسا، على أن السلام باليمن لن يتحقق، دون حل قضية شعب الجنوب حلًا عادلًا، بما يلبي تطلعات شعب الجنوب وبما تقتضيه القوانين الدولية الضامنة لحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وخلال لقائه بالسفير الأمريكي ستيفن فاجن، فقد وضع الرئيس الزُبيدي، أربع نقاط، كانت واضحة، وهي (تفاعل واستعداد مجلس القيادة، بمختلف القوى المنضوية فيه للمضي قدمًا في مسار السلام لإنهاء الحرب بالبلاد، والتأكيد على أن ميليشيا الحوثي لا تؤمن بالسلام وليس لديها نيّة للانخراط في عملية سياسية حقيقية مع بقية أطراف الصراع، والتأكيد على نجاح مسار السلام مرهون بوجود عملية سياسية تناقش قضايا الصراع المحورية بالبلد وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب، وأشارته إلى جدية المجتمع الدولي في إيجاد سلام مستدام في المنطقة).
وفي لقائه الثالث الذي كان مع سفيرة بريطانيا، السفيرة عبدة شريف أوبي، فقد تمحورت رسائل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في عد نقاط كان أبرزها (استعرض الأوضاع الإنسانية، والجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب وبدء مسار سياسي يعالج قضايا الصراع المحورية والتأسيس لسلام مستدام في البلد، والمنطقة بشكل عام، وكذا مناقشة جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية بمساندة أممية لبدء عملية سياسية شاملة تحت مظلة الأمم المتحدة).
ويرى سياسيون جنوبيون، أن تلك اللقاءات أكدت بالمجمل وضوح وصراحة الرئيس الزُبيدي مع سفراء دول (أمريكا وبريطانيا وفرنسا)، على أن خيار شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدودها الدولية، أمر محسوم، وقراره اتخذه شعب الجنوب وأنتهى الأمر..فهل يفهم العالم هذا؟ وهل يلتقط هذه الفرصة لإيجاد سلام عادل ومستدام؟، وتصريحات الرئيس الزُبيدي خلال اللقاءات الدبلوماسية الأخيرة، تعد تأكيد جديد على إنغماس الجنوب في مسارات السلام، وحرصه على تحقيق الاستقرار في أقرب وقت ممكن، وإنغماس الجنوب في هذا المسار مشروط بتلبية تطلعات شعبه ومراعاة حقه في استعادة دولته كجزء رئيس من مسار تحقيق السلام لا يمكن القبول بغيره.