أكد خبراء جنوبيون، رفضهم الكامل والقاطع لتردي الوضع المعيشي بهذا الشكل الفظيع في العاصمة الجنوبية عدن خاصة ومحافظات الجنوب بشكل عام، وشددوا على أن الأزمات التي تشهدها العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، جميعها أزمات مُفتعلة من قبل أعداء الجنوب، هدفها رفع سقف الضغوطات وتمرير أجندة وأوراق سياسية على حساب قضية شعب الجنوب، وذلك من خلال الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي، بورقة افتعال الأزمات ضد المواطن الجنوبي.
وأعلن الخبراء والساسة الجنوبيون، رفضوا لكل الممارسات الخبيثة والأعمال الجبانة وأشكال افتعال الازمات في الجنوب، من قبل أعداء شعب الجنوب والحاقدين على قضيته العادلة، مستنكرين وبشدة، التدهور الحاصل بالعملة والتي وصلت قيمتها أمام العملات الأجنبية إلى أدنى المستويات الغير مقبولة.
"رفض افتعال الأزمات في الجنوب"
ومؤخراً، أطلق ناشطون وسياسيون جنوبيون هاشتاج #رفض_افتعال-_لأزمات_بالجنوب على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، أشهرها (أكس)، (تويتر) سابقاً، وذلك تعبيراً عن استياءهم وتذمرهم وسخطهم الكبير من تردي الوضع المعيشي في الجنوب، ويأتي إطلاق هاشتاج (رفض افتعال الأزمات بالجنوب) تزامناً مع الموقف الصريح للمجلس الانتقالي الجنوبي الرافض لاستمرار التدهور الفظيع للوضع المعيشي، والخدماتي والاقتصادي في الجنوب عامة، والعاصمة الجنوبية عدن خاصة، لا سيما فيما يخص خدمة الكهرباء، واستمرار انقطاع المرتبات، وتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.
وأشاد الخبراء والسياسيون والناشطون الجنوبيون بموقف المجلس الانتقالي الجنوبي الرافض بشكل صريح وواضح، لسياسة افتعال الأزمات ضد شعب الجنوب، والذي ظهر من خلال مخرجات الاجتماع الدوري لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذا اجتماع الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وأكدوا على أن شعب الجنوب لا يمكن بأي حال من الأحوال استفزازه أو الرهان على صبره أو إجباره على التنازل عن هدف شهدائه وجرحاه، المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، من خلال الضغط عليه وعلى ممثل قضيته (المجلس الانتقالي الجنوبي)، بافتعال أزمات معيشية وخدماتية واقتصادية بطرق عدوانية خبيثة، وحملوا حكومة المناصفة ورئيسها معين عبد الملك، كامل المسؤولية لتردي الخدمات، وتدهور التيار الكهربائي، مؤكدين في ذات السياق، على أن مؤامرة الحكومة ضد أبناء شعب الجنوب أصبحت واضحة وجلية ومكشوفة.
كما حذر الخبراء والساسة والنشطاء الجنوبيون، من أي محاولات تهدف إلى اتخاذ ملف الكهرباء والخدمات، كورقة سياسية ووسيلة لتعذيب شعب الجنوب، وتأليب الشارع الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته، داعين جميع رواد منصات التواصل الاجتماعي إلى التفاعل بقوة مع هاشتاج #رفض_افتعال_الأزمات_بالجنوب وايصال الصوت الجنوبي إلى العالم أجمع.
"مطالبات جنوبية بإقالة رئيس الحكومة وإحالته للقضاء"
وبالتزامن مع إطلاق سياسيين ونشطاء جنوبيين حملة إلكترونية، تكشف فساد الحكومة وتعبر عن رفضها لافتعال الأزمات في الجنوب، علق عدد منهم رافعين من مطالبهم بإقالة رئيس الحكومة معين عبدالملك وإحالته للمحاسبة القانونية من قبل القضاء باعتباره متورط في افتعال الأزمات وانهيار الأوضاع.
وفي هذا الصدد قال الناشط السياسي عبدالقادر القاضي: "للفشل والفساد وصناعة الأزمات رأساً واحده اسمها معين عبدالملك سعيد الوحش، فلا داعي أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونجبر انفسنا على قبول تلك الحقيقة المؤسفة طوال خمس سنوات، يجب أن يكون لنا موقف تجاه شعبنا وتجاه ذلك العبث اياً كان من يدعم بقاء رأس الفساد هذا".
وأضاف القاضي في تعليقه: "رأس الحكمة تتلخص في إستبعاد وخروج معين عبدالملك من المشهد السياسي وإحالته إلى جهات التحقيق القضائي والعمل على إصلاح ما أفسده خلال خمس سنوات من الفساد التراكمي، فقطع رأس الحية أولى من تقطيع ذيلها".
بدوره قال المحامي علي العولقي: "أصبحت حرب الخدمات التي يشنها معين واتباعه ضد الجنوب واضحة ومكشوفة، حيث أن الأزمات والتجويع وتعطيل المنشآت سلاح تستخدمه حكومة معين الفاسدة ضد كل من يعارضها ويرفض فسادها وفشلها، واكبر دليل على ذلك تعطيل مصفاة عدن الجنوبية من قبل الحكومة التي بدورها تقوم بتوفير كافة الاحتياجات التشغيلية لمصفاة صافر بمأرب الشمالية".
وأضاف العولقي في تعليقه: "الرصاصة تقتل فرد والقذيفة قد تقتل افراد لكن سياسة التجويع وافتعال الأزمات التي تستخدمها حكومة معين التعزي تقتل شعب بأكمله في محافظات الجنوب... ولهذا فإننا نرفض افتعال الأزمات ونطالب بإقالة رئيس الوزراء معين عبدالملك".
ومن جانبه قال الصحفي أحمد باجردانة: "ساعات انقطاع الكهرباء في العاصمة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية، تصل إلى أكثر من نصف اليوم بشكل متواصل، وهذه تعد جريمة في حق الشعب".
وأضاف في تعليق بخصوص ما يتعرض له شعب الجنوب من حرب متعددة الجوانب: "أما آن لرئيس الحكومة معين عبدالملك أن يرحل هو وحكومته غير مأسوف عليهم، بعد سنوات من الفشل في تقديم أي إنجاز يذكر، ينتشل المواطن من هذا الحال المزري الذي وصل إليه".
ومن جهته قال الناشط أسامة جميل: "غلطان من يظن ان معين فاشل، وأن الوضع المتردي نتيجة لفشله، الحقيقة معين خطير ويقود مخطط صناعة الأزمات الاسلوب هذا أخطر من الحرب العسكرية، حيث يحاول بهذا المخطط ضرب القيادة الجنوبية بقواعدها الشعبية، ومن هذا المنطلق نطالب القيادة بإقالة معين ومحاكمته".
" افتعال الأزمات سيولد انفجار شعبي"
إلى ذلك، حذر مستشار الرئيس الزُبيدي رئيس قطاع الصحافة في الإعلام الحديث الدكتور صدام عبدالله من سياسة افتعال الأزمات التي تتخذها الحكومة وسيلة للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي.
واشار عبدالله، إلى أن التمادي في افتعال الأزمات سيولد انفجار شعبي وانعكاسات لا يحمد عقباها على مفتعليها.
وكتب عبدالله في تغريدة على منصة "اكس": "سياسة افتعال الأزمات بمختلف اشكالها، هي محاولة يائسة للضغط على المجلس الانتقالي والتمادي فيها سيولد انفجار شعبي وانعكاسات لا يحمد عقباها على مفتعليها".
وأضاف: "الشعب صبر بما فيه الكفاية ولا تنتظروا بعدها ان الانتقالي سيقف موقف المتفرج، والحليم تكفيه الاشارة".
"تحذيرات من تدهور الوضع الاقتصادي في الجنوب"
هذا وتشهد محافظات الجنوب تدهوراً غير مسبوق للوضع الاقتصادي وانهيار حاد للعملة المحلية اشعلت أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية، ووصل سعر صرف الريال السعودي مقابل العملة المحلية الى قرابة 403، فيما وصل الدولار الأمريكي الى 1525، ويشاهد المواطن الجنوبي الارتفاع بحسرة بالغة، وبحسب تقرير لقناة "عدن المستقلة" بان مراقبون للشأن الاقتصادي وصفوا الوضع "بالكارثي" و "الخطير" ويهيئ لمجاعة مرتقبة في ظل عدم قدرة مئات الألاف من الناس على توفير وجبات الغذاء اليومية فضلاً عن أي احتياجات أخرى، وارجعوا أسباب التدهور الى توقف الجنوب عن تصدير النفط الخام للعام الثاني على التوالي بسبب الهجمات الإرهابية لمليشيا الحوثي الموالية لإيران على الموانئ النفطية للجنوب وتهديدها المستمر لممرات الملاحة الدولية التي يقف أمامها المجتمع الدولي دون حراك حتى اللحظة، وطبقاً لمراقبون ومحللون فإن توقف عمل المصافي تعد سبباً آخر في انهيار العملة المحلية وذلك لكون توقفها فاقم من الاعتماد على واردات الوقود واستنزاف العملة الأجنبية.