تحت وطأة الضربات الموجعة التي تلقاها تنظيم القاعدة الإرهابي بأبين جنوبي اليمن، لم يكن أمامه سوى اللجوء لأساليب الغدر والكمائن القذرة.
آخر حوادث الغدر والتفخيخ استهدفت أحد أبطال القوات الجنوبية، العميد عبداللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، وهي قوة لعبت دورا محوريا في كسر مخالب الإرهاب في المحافظة المصنفة كبوابة شرقية لعدن.
العميد السيد الذي قتل، الخميس، في وادي الرفض بمديرية مودية، معقل تنظيم القاعدة في أبين، كان ضحية تفجير جبان، أكد عجز الإرهاب عن مواجهة القادة والجنود الأبطال في ميادين القتال وجهًا لوجه، بحسب خبراء وإعلاميين تحدثوا مع "العين الإخبارية".
*مواصلة الحرب على الإرهاب
الصحفي والكاتب علاء عادل حنش، اعتبر أن "مقتل قائد الحزام الأمني في محافظة أبين العميد عبداللطيف السيد، ورفاقه الأبطال خسارة كبيرة، وفادحة لأبين خاصة، والجنوب عامة".
وقال حنش لـ"العين الإخبارية" إن مثل تلك التضحيات الجسيمة لن تكون إلا حافزًا كبيرًا لأبطال القوات المسلحة الجنوبية لمواصلة حربهم العسكرية ضد الجماعات حتى اجتثاثه من محافظة أبين، وكل المحافظات الجنوبية، وتطهيرها من الإرهاب.
وأشار إلى أن توقيت استهداف العميد عبداللطيف السيد ورفاقه جاء في وقت تحقق القوات المسلحة الجنوبية انتصارات كبيرة ضد الجماعات الإرهابية في أبين؛ ما يؤكد أن هناك مؤامرة عسكرية ضد القوات المسلحة الجنوبية لإيقاف انتصاراتها ضد الإرهاب.
وأضاف: "لكن تلك المؤامرات لن يُكتب لها النجاح أمام صمود، وعزيمة وإصرار أبطال القوات المسلحة الجنوبية، والقيادات السياسية والعسكرية الجنوبية، التي لن تكسرها أية مؤامرات، مشددا على أنه لا تراجع عن اجتثاث الإرهاب مهما كانت التضحيات.
*أنياب القوى المتربصة
محاولة كبح جماح الانتصارات على الإرهاب، ومنع التقدم المحرز ضد التنظيمات الإرهابية في المحافظات الجنوبية، أكده الصحفي والكاتب السياسي صلاح السقلدي، الذي تحدث عن وجود قوى سياسية وحزبية تعمل على ذلك.
السقلدي قال في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، رصدته "العين الإخبارية" إن الجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية هي المخالب والأنياب الناشبة لتلك القوى السياسية والحزبية، منذ نحو 3 عقود، وليست وليدة اليوم.
وأضاف، أن القوى الحزبية تعيد تكشير أنيابها ومخالبها وتغرزها في جسد المحافظات الجنوبية كلما أحرزت قواتنا المسلحة تقدماً سياسياً وعسكرياً.
وتابع قائلا إنه "مع ذلك ستنكسر تلك الأنياب وتُنتزع هي والحثالات التي تستخدمها وتمويلها ماديًا وتشجعها إعلاميًا".
*ركيزة أساسية
من جهته، وصف ركن التوجيه المعنوي للواء الأول دعم وإسناد في عدن، العقيد محمد أحمد شايف، العميد عبد اللطيف السيد بأنه كان "الركيزة الأساسية في مكافحة الإرهاب والتطرف، والكابوس الذي تهابه تلك الجماعات الإرهابية".
وقال العقيد أحمد شايف لـ"العين الإخبارية" إن "الإرهابيين عجزوا عن مواجهة بطل كهذا وجها لوجه، فلجأوا إلى أساليب الغدر والتفخيخ والكمائن، بعد أن كانت له صولات وجولات في ميادين القتال منذ 2011 عندما كان قائدًا للجان الشعبية لتطهير أبين من تنظيم القاعدة".
وأضاف أن "العميد السيد لم يترك سلاحه حتى لحظة اغتياله وهو في مقدمة الصفوف، إضافة إلى أنه شخصية اجتماعية لها ثقلها في حل العديد من المشاكل المعقدة، وهو بذلك جمع بين الجوانب العسكرية والإنسانية، وهو ما جعله هدفًا للإرهابيين".
*لم يغتالوا الإصرار
بدوره، قال الباحث السياسي صالح علي الدويل باراس، إن "المصاب جلل والخسارة كبيرة وفادحة على شعبنا وقيادته وقواته المسلحة في مقتل قائد عظيم عسكريًا ومجتمعيًا بحجم العميد عبد اللطيف السيد".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "الشعوب لا يهزمها رحيل عظماء رجالها، بل يخرج من بوتقة الألم والحزن رجال يحملون الرسالة ويكملون المشوار ويحققون الهدف، ولن يتراجعوا عن خوض معركة استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه".
وتابع قائلا إنهم "اغتالوا عبد اللطيف السيد وقبله اغتالوا قادة بحجمه، وما اغتالوا الإصرار على محاربة الإرهاب، فتكلفة المعركة ضد الإرهاب وداعميه ستكون باهظة التضحيات، لكن لا خيار ولا تراجع فيها إلا أن ننتصر في هذه المعركة".
وخيم الحزن على اليمن عقب مقتل العميد عبد اللطيف السيد العدو اللدود لتنظيم القاعدة والذي سطر ضدها أروع البطولات منذ 2011 بعد تأسيسه للجان الشعبية وتحرير جعار وزنجبار من قبضة التنظيم الإرهابي.
وقدمت واشنطن التعازي بمقتل عبد اللطيف السيد وأكدت استمرار دعم الولايات المتحدة لليمن في مكافحة الإرهاب واجتثاثه، فيما اعتبر المجلس الرئاسي مقتله "خسارة فادحة" لأنه كان رأس حربة في مواجهة الإرهاب.