تتحدث المجريات والمتغيرات على الساحة الجنوبية والتي تترجمها الانتصارات التي تحققت على كافة الاصعدة خلال سنوات ما بعد الحرب وحتى اليوم -في ظل قيادة حكيمة يقودها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، فإنها تشير كل تلك التطورات الجارية على الأرض في الجنوب إلى أن مرحلة حاسمة تقترب كثيراً في الفترة المقبلة في ظل إصرار قوى صنعاء الإرهابية على مواصلة حربها الغاشمة، وتعنتها المستمر ضد الجنوب، في حين الجنوب يواصل تصديه بحزم وحسم لكل المؤامرات، وتشن قوى صنعاء حرباً من خلال اعتداءاتها العسكرية المتواصلة ضد الجنوب او بحرب الخدمات الممنهجة التي تغذيها منظومة الفساد الشاملة لاستمرار الجنوبيين بالمعاناة القاتمة عبر سرطانات اجندتها المنتشرة برداء الشرعية في الجنوب.
صحيفة صوت المقاومة قامت برصد ومتابعة وتحليل حول ذلك بتقرير مفصل.
"التأهب الجنوبي وجولة الحسم"
مراقبون اكدوا ان صمود القوات الجنوبية وما حققته من انتصارات ملحمية تتعدى مكتسباتها البعدين الوطني الجنوبي والقومي العربي بل والدولي، لا سيما الحرب على الإرهاب وتنظيماته والتصدي للميشيات الحوثية الإرهابية ومشروعها الإيراني، الرافد الرئيسي لكافة الانتصارات والانجازات الوطنية الجنوبية وعلى كافة الصعد، مشيرين إن حرب الإشاعة في أي حرب ان طرفها المرسل اضعف ممن يعتقد انه المستلم فهي وسيلة المهزوم بالضرورة، كما ان الحروب المعاصرة والتقليدية لم تذكر في سردياتها التاريخية ان شعباً وجيشاً كسب المعركة القتالية وحقق النصر قد تأثر بالحرب الناعمة أو ما تسمى بحرب الإشاعة المغرضة، لافتين الى إن الفضاء الإعلامي المفتوح ووسائطه الاجتماعية المعاصرة قد أتاحت للطرف المهزوم نسبة ضئيلة من إحتمالية إختراق معنوي في الحاضنة الشعبية للمنتصر، لكن هذا لايتم إلا من خلال فضاء نشر غير منظم وقريب من المستهدف أو يكون جزء من تكوينه بحيث يمثل إنطلاق الاشاعة منها اشبه بعملية تأهيل لتكون في موضع إستفهام واهتمام عامة الناس، غير ان تأثيرها محدود لا يتعدى إثارة نقاش يؤدي الى الإستنفار الشعبي على العدو نفسه والاصطفاف خلف القيادة العليا والقوات المسلحة، معبرين عن انبهارهم الكبير للجيش الإلكتروني الجنوبي الذي سبق وان قهر الإمبراطورية الإعلامية للعدو ذات الامكانيات الهائلة واصفينه بالجيش الذي لا يكل ولا يمل من الاطلالة برأسه على مسرحنا الإعلامي الوطني الجنوبي بشكل دائم.
وفي السياق أكد سياسيون ان البيان الأخير الصادر عن المجلس الانتقالي في أعقاب اجتماع اللواء أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، في العاصمة عدن مع القادة العسكريين والأمنيين الجنوبيين، هو خير دليل على أنّ الجنوب يقف على أهبة الاستعداد، مشيرين الى ان الاجتماع أفضى إلى سلسلة من التوجيهات بينها رفع درجة اليقظة والجاهزية القصوى ورصد النشاطات المعادية وتعزيز الانتشار الأمني وفق خطط تستوعب المتغيرات الراهنة والمستقبلية في إشارة واضحة وصريحة مفادها أن الجنوب يقف على أهبة الاستعداد لأي سيناريو.
"احتجاجات شعبية ترفض سياسة التركيع"
وفي سياق الأحداث الجارية التي تشهدها الساحة الجنوبية من تغيرات متسارعة والاقتراب من الانتصار العظيم تشهد حضرموت وتحديدا ساحل حضرموت احتجاجات شعبية مستمرة في مدينة الشحر بسبب الوضع المتردي والكلي للخدمات معبرين عن رفضهم التام لسياسة الإذلال باستخدام ملف الخدمات واستغلاله سياسياً لتركيع شعب الجنوب لمحاولة اخضاعة للتراجع عن مطلبه في استعادة دولتة المستقلة كاملة السيادة.
"معين وجحيم الفساد"
اكد الكاتب المعروف حسين لقور في تغريدة له على التويتر بالقول إن حرب التحرير و مسيرتها ليست رحلة سفر ممتعة و لا هي نزهة في حديقة في جو ربيعي بل معارك فيها دماء، تضحيات، آلام، دمار، جوع و قهر.
واشار لقور بتغريدته:"نحن نعرف أننا امام قوى غدر لن تقر و تعترف بحق شعبنا الجنوبي في إقامة دولته بسهولة إلا متى وجدت نفسها ستخسر كل شيء، و هذا هو الأمر لن يتحق إلا من خلال عمل مؤسسي و بإدارة قوية مؤهلة.
فهد بن عبدالعزيز العتيبي كاتب سعودي قال في احد تغريداته في التويتر:" إن الجنوب العربي طوق النجاة ومفتاح الحل ومُنطلق الحلول الناجعه للأزمة اليمنية.
مختتما تغريته:" ان من يسعون لتجاهل القضية الجنوبية والإساءة لها ولرموزها ويحاولون تأجيج الأوضاع وزرع الفتنة في محافظات الجنوب لا يتمنون الأمن والاستقرار للجنوب وجيرانه والمنطقة.
"القوات الجنوبية .. وصمودها أمام سياسة التجويع والإرهاب"
وتوجه رسالة الحزم الجنوبية للقوات المسلحة الجنوبية لكل من سولت له نفسه المساس بالجنوب، على سبيل ذلك العدو الذي يوجه بنادقه وأسلحته صوب الجنوب ليل نهار، وذلك العدو الذي نخر بفساده وإجرامه بين براثن الجنوب وسعى لإرهاقه معيشياً وعمل على استنزاف ثرواته فصنع حالة فقر حادة لم يكن بمقدور الجنوب السكوت إزائها، وسيكون الحزم والحسم الجنوبي شعار المرحلة المقبلة التزاماً من قبل المجلس الانتقالي أمام شعبه لتلبية تطلعاته سواء ما يخص الوضع الأمني أو المعيشي وتأكيدا للواقع الذي يتضمن مواجهة شاملة يخوضها الجنوب ضد العدو ومليشياته الإرهابية.
يمثل صمود وإنتصارات قواتنا الجنوبية الدفاعية والأمنية وما حققته من مكتسبات وإنجازات مبعث فخر وإعتزاز شعبنا ومصدر ثقته بالمستقبل، واودعت فيه سر هذا الثبات بشموخ أمام سياسات التجويع والإرهاب والترهيب وجعلته على وعي وإدراك كامل بما تحيكه مطابخ الاعداء التي فشلت وتقهقرت في ميادين القتال، ويمكن لمنتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية القول بثقة انهم في القوات المسلحة والأمن كبقية فئات الشعب على دراية كافية بحقيقة الحرب القذرة التي يتعرض لها وطننا وشعبنا، حرب مفتوحة على كل الجبهات والمتعددة وسائلها الناعمة والخشنة، كما ندرك جيداً طبيعة قواها المحركة ومن يمولها ويقف بعدها والأهداف المرجوة منها، ولدى شعب الجنوب وقواته المسلحة القدرة الكافية لإبطال فاعلية تلك الحرب وتدمير أدواتها وجعلها فقط مرآة نراقب من خلالها إلى أي مدى استطاع الجنوب شعباً وقيادة ومؤسسة عسكرية وأمنية إلحاق الهزيمة بأعدائه والتنكيل بها.
