2023-04-29 16:54:40
صوت المقاومة الجنوبية/ تقرير - بشير الهدياني
حرصت وتحرص القيادة الجنوبية، على حشد الطاقات الإعلامية وذلك لرص صفوف الجنوب على كل المستويات، في إطار مسيرة العمل الوطني ضمن مسار قضية استعادة الدولة، وعقدت في الآونة الأخيرة قيادة المجلس سلسلة لقاءات مشتركة بأعضاء مجلس إدارة الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، ونقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وعدد من الإعلاميين في المؤسسات الإعلامية ورؤساء التحرير للصحف والمواقع الإخبارية الجنوبية والنشطاء بالعاصمة عدن، وفي تلك الاجتماعات، عبرت قيادة المجلس الانتقالي عن سعادتها بلقاء هذه الكوكبة من الصحفيين والإعلاميين بعد النتائج الكبيرة التي حققها المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، مباركةً تشكيل نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين التي يعول عليها أن تخدم واقع الإعلام الجنوبي وتنتصر لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.
"صناعة الرأي.. ومجابهة استهداف قوى لقضية الجنوب"
قيادة المجلس الانتقالي أكدت، على أهمية الدور الإعلامي في هذه المرحلة المهمة في خلق اصطفاف وطني وبث روح التسامح والإسهام في تعزيز اللحمة الجنوبية، وصناعة الرأي العام وتوجيهه في الاتجاه الصحيح، في ظل المتغيرات والاستحقاقات السياسية القادمة بما يحقق أهداف وتطلعات شعب الجنوب المشروعة والعادلة في استعادة وبناء دولته على كامل ترابه الوطني، مشددةً على ضرورة وأهمية توحيد الخطاب والرسائل الإعلامية والابتعاد عن المناكفات والإشاعات التي يحاول الأعداء إثارتها عبر المواقع أو وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة النعرات المناطقية والطائفية بين أبناء الجنوب، وكانت قيادة المجلس الانتقالي قد استعرضت في لقاءها بالإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، نتائج زياراتها الخارجية، والرؤية الاستراتيجية للمجلس وتوجهاته للمرحلة الحالية والقادمة، وتندرج رؤية القيادة الجنوبية لمنظومة العمل الإعلامي في إطار الحرص على صناعة وعي كامل بقضية شعب الجنوب، ورص الصفوف وحشد الطاقات بهدف مجابهة الاستهداف الشامل الذي تنفذه قوى صنعاء الإرهابية.
"الإعلام في الجنوب قبل حرب 94م الغاشمة"
ويرى مراقبين، بإن الجنوبيين لم يدركوا انهم بلا إعلام منتمي إلا بعد اجتياح الشمال عام 94 حيث اكتشفوا ان اغلب ان لم يكن كل الإعلام الذي ظلوا يعتقدونه جنوبياً تخلى عنهم والتحق بيمننته ولم يعد الهم والشان الجنوبي يعنيه إلا بما يتلاءم وصوت اليمننه التي تركت هامشاً جنوبياً بمواصفاتها ومقاييسها مثلما تركت هامشاً للشراكة السياسية بمواصفاتها ومقاييسها فلما استشعرت اختلال تلك المقاييس فتحت ابواب عاصمتها للطائفية ليبدأ فصل اشد ضراوة ضد الجنوب وقضيته قتلاً وتدميراً وغزواً، وفي ذلك الوقت تصدت صحيفة الإيام وعميدها المرحوم هشام باشراحيل للمهمة الإعلامية الجنوبية وصار محامياً وإعلامياً بل تشكلت في صحيفة الإيام الهوية الإعلامية والنضالية الجنوبية وحملت بواكير الحراك الجنوبي حين التحق بها إعلاميون جنوبيون وجدوا منبراً جنوبياً يمثلهم ويهتم لمعاناتهم وتصديهم لطغيان اليمننه الذي برزت عجرفته ولم يعد يخشى احد، وجاء الحراك الجنوبي فكان للنشطاء الجنوبيون دوراً في مقارعة الاحتلال وكان الاغلب منهم ليسوا بصحفيين لكن ايضا برزت أقلام ومواقع جنوبية بل وصحف جنوبية تقارع المحتل ووجدت لها في الفضاء الإلكتروني مساحات عكست القضية وابرزتها بقدر ماتستطيع ونحتت فتحات وثقوب في جدار العزل اليمني الذي فرض على الجنوب بحيث لا يسمع العالم صوتاً جنوبياً إلا عبر إعلاميي صنعاء وسياسييها واستخباراتها وان الجنوب اما إرهاب أو مجاميع فقدت مصالحها أو شيوعيون يريدون عودة الشوعية وحتى الحوثي في انقلابه قدم للعالم مبرراً بانه يحارب التكفيريين والدواعش والقاعدة في الجنوب.
"مؤتمر الصحفيين الجنوبيين لدحض يمننة الإعلام بالجنوب"
وأتى، عقد مؤتمر الإعلاميين الجنوبيين تتويجاً لأمال وتطلعات الجنوبيين في امتلاك نقابة تجمع خطاب جنوبي الهوى والهوية افتقدوه من عقود وتخطو بالصوت الإعلامي الجنوبي بخطاب متجدد مقنع يفتح المغاليق التي فرضها الاعداء على الجنوب ليظل تابعاً، كيان إعلامي مدني ينبغي ان ينخرط فيه الاغلب على قاعدة قبول الاختلاف وليس مطلوباً ان يقصي ويزيح أو يحارب أو يقلل من شان أي إعلام مختلف غير منضوي فيها فوجود هذا النوع من الإعلام ضرورة لانه يجعلنا نرى سلبياتنا واخطاءنا واخفاقاتنا وانحرافاتنا بل علينا القبول بإعلام يقبل بالمختلف الجنوبي ويحاججه بالحجة وليس بالتخوين أو الاستبعاد فهذا الوطن ليس وطناً لخطاب احادي بل وطن لخطاب يتسع باتساعه واتساع تنوعه فالتنوع سنة من سنن الكون لابد من قبولها في كل مناحي حياتنا وان يكون له حضوراً فاعلاًً في النقابات والهيئات المماثلة الصحفية والإعلامية اقليمياً ودولياً، وفي هذا الصعيد حرصت قيادة المجلس الانتقالي منذ إشهاره على الصوت الإعلامي الجنوبي وتنقيته من مصطلحات اليمننه والدفع به لتبني مطالب السواد الاعظم من الجنوبيين في الانعتاق من احتلال اليمننه ونيل الاستقلال فعمد على إنشاء القنوات والمواقع والصحف وتأهيل الكادر الجنوبي ومراكز التأهيل والتدريب الإعلامي وعقد مؤتمر عام للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين لتتشكل أول منظومة إعلامية جنوبية الهوى والهوية.
"ختاماً"
ينظر المجلس الانتقالي، إلى دور وسائل الإعلام بكونها مسؤولة عن صناعة رأي عام قوي وداعم لمسار قضية شعب الجنوب، وتزداد أهمية هذا الدور بالنظر إلى الحجم الكبير من الشائعات التي تطلقها أبواق الشر والإرهاب التابعة للنظام اليمني، وشهدت الفترات الماضية، ترويج كم كبير من الشائعات ضد الجنوب وقيادته وشعبه، كما يتم استغلال أي أمر في الجنوب لتزييفه عن مساره الحقيقي بغية إغراق الجنوب في فوضى شاملة وإظهاره غير مستقر بأي حال من الأحوال، كما تعمد تلك القوى المشبوهة لتصوير أي أوضاع في الجنوب على أنه غير مستقر أمنياً، وذلك في محاولة لإيجاد ثغرة للمساس بالأمن في الجنوب والسطو على مقدراته، وتهديد مسار حق شعبه في استعادة دولته.