استغلالًا للمفاوضات التي تجري اقليميا ودوليا فيما يتعلق بالملف اليمني والاتفاق على وضع حلول سلام شامل للحرب في اليمن جنوباً وشمالًا، بينما مليشيا الحوثي تصعد حربها بشكل غير مسبوق على جبهات الجنوب، لاسيما الضالع للبحث عن تقدم لها ولو كان على حساب جثث قتلاها الذين يتساقطون يوماً تلو الآخر بعد كل هجمة يشنوها على مواقع القوات الجنوبية في جبهات المدينة.
وللحديث اكثر عن الأحداث الدامية في جبهات الضالع، مراقبون سياسيون اكدوا "ان هذه التحركات الحوثية اتت بالتزامن مع المحادثات التي تجري بين مليشيا الحوثي والرياض في حوار خفي معلن وخرقا واضحاً لأي اتفاقات تفضي لعملية السلام .
صحيفة صوت القماومة الجنوبية تسلط الضوء على هذه الأحداث بتقرير مفصل جاء فيه:
"هزيمة نكراء وخسائر فادحة"
تلقت مليشيا الحوثية فجر يوم الاربعاء الماضي قصف صاروخي نفذته القوات المسلحة الجنوبية استهدفت مقر قيادة عمليات رئيس تابع لمليشيا الحوثي شمال محافظة الضالع، حسب ما أكد مصدر ميداني لـ "لصحيفة صوت المقاومة" أن كتائب الدعم والإسناد الحربي قصفت بصواريخ "الكاتيوشا" مقر قيادة عمليات رئيس تابع لمليشيات الحوثي في منطقة "العرايف" جنوبي منطقة العود كما استهدفت تعزيزات لها فور وصولها من محافظة أب اليمنية.
وأشار المصدر أن القصف أصاب الهدف حيث دُمر مركز العمليات الحربية التابعة للمليشيات وأسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المليشيات .
"معارك دامية .. وسط تقهقر المليشيات"
وفي ذات السياق لمستجدات الاحداث العسكرية اكد الناطق الرسمي لمحور جهة الضالع القتالي فؤاد ُجباري في تصريح سابق له": بانه تم خلال الايام القليلة الماضية من صد هجومين منفصلين حاولت المليشيات الحوثية بشكل بائس تحقيق اي مكسب ميداني لها شمال الضالع، مؤكدا"ان المليشيات خسرت خلالها نحو 9 من عناصرها لقوا مصرعهم في مواجهات مباشرة وعمليات قصف مركز استهدف أماكن تجمعاتهم واكثر من 16 جريح استقبلتهم مشافي مدينة إب حسب مصادر طبية خاصة من داخل المدينة، "فيما ارتقى جنديين من أبطال قوات المسلحة الجنوبية شهداء وجرح اثنين اخرين.
واضاف جباري :"ان الهجوم استمر اكثر من ساعة ونصف لكل محاولة هجومية، الاولى بدأت من الساعة 11 قبل منتصف الليل، وانتهت عند الساعة 12:30 بعد منتصف الليل باتجاه قطاعي حبيل يحيى والثوخب، لافتاً"ثم تلتها محاولة هجومية اخرى باتجاه قطاع الجب عند الساعة 2 بعد منتصف الليل وانتهت عند الساعة 3:30 فجر الإثنين الماضي، مشيراً بأن المليشيات استخدمت في هذين الهجومين أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة منها سلاح الدروع وقذائف الدبابات ومدفعية الهاون متعددة العيارات ومدفعية B10 وقاذفات RPG-7،
موضحاً"بان الاشتباك على مسافة صفرية، تمكنت فيها وحدات القوات الجنوبية المرابطة في نقاط المواجهة من صد وكسر كلى الهجومين واجبار المليشيات على التراجع مثقلة بالخسائر.
مؤكداً جباري" ان القوات المسلحة الجنوبية على استعداد وجاهزية قتالية إلى درجة مادون الأعلى استعدادا لخوض المواجهة، وأي محاولة هجومية طائشة يقوم بها العدو المتمثل بمليشيات ايران التي ستواجه بالرد والحسم ، ولن يعي معنى هذا الحديث اكثر من هذه المليشيات نفسها.
"تصدي واستبسال"
وفي سياق آخر أكد العميد عبد العزيز الهدف" قائد اللواء مشاة الثاني: ان القوات الجنوبية تصدت في ال6ـادس من مارس لهجوم كانت قد شنته المليشيات الحوثية الارهابية باتجاه قطاعي حبيل يحيى والثوخب شمال غرب محافظة الضالع،موضحاً انه تم التصدي لها باستبسال وتم التعامل معها بالرد الحاسم الذي اجبرها على الانسحاب و التراجع مخلفة ورائها خسائر في صفوف عناصرها والعتاد.
وأفاد الهدف " ان المواقع التي حاولت مليشيا الحوثي شن هجومها هي موقع الحرّة والشهيد وشعب احمد، الذي ارتقى خلالها جندي وجرح اخر.
واشار"ان المواجهات استمرت لاكثر من ساعة ونصف بشكل محتدم استخدمت فيها المليشيات مختلف انواع الاسلحة المتوسطة وبعض الثقيلة منها قذائف الهاونات ومدفعية B10 وقذائف RPG-7 بغية تحقيق اي تقدم، إلا انها عادت منكسرة تحت وطأة نيران القوات الجنوبية مثخنة بالخسائر.
واضاف الهدف "ان القوات المسلحة الجنوبية ترصد وتستهدف تحركات المليشيات الحوثية بشكل مستمر بعد استقدامها مؤخرا تعزيزات عسكرية نشرتها في مختلف نقاط المواجهة، وتحقق هذه الضربات اهدافها بدقة ونحن لها بالمرصاد.
"ضربات القوات الجنوبية تخمد تعزيزات المليشيات"
وفي السياق ذاته اكد" العميد عبدالكريم الصولاني قائد اللواء الاول صاعقة": ان القوات المسلحة الجنوبية تخوض معارك شرسة ومستمرة مع مليشيات الحوثي حيث احدها كانت بعد ظهر يوم الـ3ـالث من مارس المنصرم عندما شنت وحدات الدروع التابعة قصفا مركزا استهدفت فيه تعزيزات قتالية كانت قد استقدمتها المليشيات الحوثية لتعزيز مواقعها الامامية باتجاه قطاع الفاخر شمال الضالع .
و أشار ان "القصف المدفعي استهدف مواقع تمركز المليشيات في منطقة النُبيجات غرب الفاخر وجنوبي منطقة العود اثناء وصول تعزيزات حوثية أفراد ومعدات، وقد حققت هذه الضربات اهدافها بدقة، مادفع بالمليشيات لشن قصف مماثل بمقذوفات الهاون دون وقوع اي خسائر".
وأفاد الصولاني بأنه في ذات اليوم "القوات الجنوبية المرابطة في قطاع بتار خاضت مواجهات اندلعت في قطاع بتار شمال غرب الضالع، تمكنت فيه القوات الجنوبية من استهداف كافة مصادر نيران العدو واخمدتها، فيما خلف القصف قتلى وجرحى في صفوف المليشيات الحوثية، بينما ارتقى أحد أبطال اللواء الأول صاعقة شهيدا وجرح آخر خلال المواجهات برصاص قناص حراري، اضافة الى جرح طفل من اهالي قرية المشاريح حجر ببقايا مقذوف متفجر من مخلفات المليشيات الحوثية".
لافتاً" بان هذه التطورات تاتي بعد قيام المليشيات الحوثية من استقدام تعزيزات كبيرة مكونة من معدات قتالية وافراد وقامت بنشرها في مختلف القطاعات العسكرية منها أسلحة حديثة ونصب قواعد صاروخية وطائرات مسيرة واسلحة اخرى متوسطة وثقيلة، كما نشرت فرق قناصة حرارية في مختلف نقاط المواجهة، وهو الأمر الذي دفع القوات الجنوبية إلى استهداف هذه التعزيزات أول بأول ورفع يقضتها القتالية استعدادا لخوض المعركة الحاسمة .
"ختاماً"
يدون التاريخ احرفه الذهبية ومفاخر العز والشرف في أرقى وأزهى صفحاته وكتبة على حدود و أطراف مدينة الضالع، رجال ينسجون تاريخ الكرامة في جبهات العز والشموخ، يصنعون الامجاد من غبار القذائف وراحة البارود، رجال الوطن يفاخر بهم كل وطني، ويسطرون ملاحم الانتصارات في ميادين الشرف والبطولة، باعتبارهم صناع التاريخ الذي سيتحدث عنه الاجيال، ويضربون بشجاعتهم الأمثال ويدرسون على تضحياتهم الجسمية بفهرس وصفحاته.