النزوح الممنهج يستهدف محافظات الجنوب

النزوح الممنهج يستهدف محافظات الجنوب

النزوح الممنهج يستهدف محافظات الجنوب
2023-02-23 10:31:22
صوت المقاومة الجنوبية/بشير الهدياني

من المعروف أن النزوح هو حركة الفرد أو مجموعة من مكان إلى آخر داخل حدود الدولة، ويتم النزوح رغمًا عن إرادة النازح؛ بسبب مؤثر خارجي مهدد للحياة كالمجاعة أو الحرب أو الجفاف والتصحر أو أي كوارث أخرى تدفع النازح إلى مغادرة موقعه والتوجه إلى موقع آخر؛ طمعًا في الخلاص من تلك الظروف،ولكن في الجنوب يتغير الوضع حيث تعاني العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب من موجات نزوح من مناطق الشمال، بأعداد هائلة وغير مبررة، عملية النزوح ممنهجة حيث نشاهد أن النزوح لا يكون إلا باتجاه مدن الجنوب مع أن بعض مدن الشمال آمنه،وهو ما شكل عبئاً كبيراً انعكس سلباً على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الجنوب.

ومن خلال ذلك سلطت صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" الضوء على خطر النزوح الممنهج في محافظات الجنوب بتقرير مفصل . 

*حقيقة خطر النزوح*

يقول الأستاذ "محمد التميمي": أن القوى اليمنية تسعى إلى العودة مرة اخرى إلى الجنوب بطرق اخرى وملتوية بعد أن عجزت عن مواجهة قواتنا المسلحة الجنوبية في ميادين الشرف والبطولة،

فاستخدموا ملف النزوح كورقة ضغط على القيادة السياسية للقبول بالحلول المنقوصة التي لاتلبي تطلعات الشعب.

وأكد ان ملف النزوح اليمني إلى الجنوب قد اصبح من اهم واخطر الملفات التي يواجهها المجلس الإنتقالي الجنوبي الى جانب عدد من الملفات الأخرى كقطع إلرواتب والخدمات والإنهيار الإقتصادي ،الذي يستدعي من القيادة الضغط على المنظمات لاخراج النازحين من العاصمة عدن.

*مخاطر تحدق بالجنوب ارضاً وانساً*

مراقبون اوضحوا أن ظاهرة النزوح إلى المناطق الجنوبية وخصوصًا العاصمة عدن يثير كثيرًا من التساؤلات، ففي حين توجد الكثير من المناطق الآمنة في الشمال لاستقبال النازحين، إلا أنه يستمر تدفق النازحين إلى الجنوب يوميًّا بأعداد كبيرة، على عكس مستوى تدفقهم إلى محافظات الشمال القريبة، على الرغم من ادعاء النازحين إلى المناطق الجنوبية بمواجهتهم بعض التحديات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية في محافظات الجنوب. 

فعلى الرغم من أن عدن ليست مؤهلة اقتصاديًّا لاستقبال ذلك الكم الهائل من النازحين، إلا إن النزوح كان مستمرًا يوميًّا إليها، مما أثقل كاهل المدينة وسكانها وضاعف من معاناتهم. 

ولكن هذا لا يعني أن كل النازحين كانوا مدفوعين بدوافع سياسية، ولكن الغالبية ممن حملوا تلك الدوافع خلطوا بين النزوح الإجباري والنزوح ذات الأهداف السياسية، وهو الأمر الذي ضاعف هموم النازحين الحقيقين، وكذلك ضاعف المشكلات في محافظات الجنوب؛ لذلك فأكثر ما يدعو للقلق هو تجلي عدد من المخاطر والتحديات التي تسببها ظاهرة النزوح غير المبرر إلى الجنوب والأبعاد السياسية والأمنية لتلك الظاهرة.

*خطر تغيير الديموغرافية بالجنوب*

بدورهم ، حذر المراقبون والمتابعون،من خطر تغيير الديموغرافية بالجنوب، مؤكدين أن ذلك خطر حقيقي يستهدف هوية الإنسان الجنوبي.وقالوا إن "تحول النزوح والعمالة إلى استيطان دائم يهدد هوية وكينونة المواطن الجنوبي، علاوة على الفساد المتنامي اللامحدود بشتى المجالات".

وأضافوا: "على المجلس الانتقالي الجنوبي انن يضع حد لمخططات تغيير التركيبة السكانية لمحافظات الجنوب وكبحها".

وتابعوا: "تكشفت محاولات تغيير التركيبة السكانية في محافظات الجنوب من خلال تمليك وبيع مساحات شاسعة من الأراضي الجنوبية لنازحين في مسعى ممنهج لتوطينهم بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في الجنوب".

 

*دعوات للمنظمات الدولية*

فيما استغرب مواطنون جنوبيون من قيام كافة المنظمات الإغاثية منذ عام 2015م بحصر خدماتها ومساعداتها على فئة النازحين فقط فيما هناك مواطنون في عدن والجنوب يعانون ويستحقون المساعدات الإنسانية التي تقدمها تلك المنظمات.

ودعوا المنظمات الدولية المختصة بالنزوح للقيام بواجباتها الإنسانية تجاه النازحين، وفي مقدمة ذلك بناء مخيمات نزوح منظمة لهم، وصون هذا الواجب الإنساني من اتخاذه مدخلا لتنفيذ أجندات سياسية للإخلال بالتركيبة السكانية للجنوب ونسيجه المجتمعي.

 *أسباب النزوح والهجرة*

   تدفقت إلى الجنوب في سنوات الحرب الثمان موجات بشرية نازحة مفاجئة ومتتالية، وجاءت تبعًا لتطور مراحل الأزمة والحرب نفسها، وقد اتبعت موجات النزوح في حركتها أشكال مختلفة ومسارات متعددة، تبعًا للدوافع والأسباب، حيث تحولت العديد من المدن والقرى في محافظات الشمال إلى سيل دافق، يدفع موجات تضم الآلاف من النازحين الذين توجهوا شطر مدينة عدن، فضاقت بهم عدن بما رحبت، فشكّل ذلك عليها عبئًا جديدًا، زاد من مشكلاتها.  

*البحث عن مصادر إقتصادية*

  من المعروف أن اليمن من أكثر البلدان التي يتناحر أبنائها، فهي حالة استثنائية في العالم أجمع؛ لأن الصراعات فيها طائفية وحزبية ومناطقية؛  لذا تزداد فيها الأوضاع تعقيدًا، وتنشأ فيها أزمات متعددة، فكلما أنجلت أزمة تلتها أزمة أخرى، فنتج عن ذلك انعدام الأمن وازدياد الصعوبات الاقتصادية، وفقدان الاستقرار الاجتماعي، مما ينعكس سلبًا على المدنيين عمومًا، أما في مناطق الصراع الحربي فيضطر المدنيون للنزوح هربًا من ويلات الحرب العشوائية، ليترك كل من نزح خلفه كل شيء يخصه، لذلك تصبح قضية النازحين مهمة صعبة، وملفهم من أهم الملفات الإنسانية، وهذا ما حث كثير ممن نزحوا من بعض مناطق اليمن الشمالي، لذلك من الضروري تفهم هذا النزوح القسري.

 ومنذ اندلاع الحرب في المناطق اليمنية عمل النظام الشمالي على سياسة النزوح والهجرة المنظمة الى محافظات الجنوب بغرض تحقيق اهداف سياسية وعسكرية واقتصادية وقد ارتفعت تلك الحركة بعد عام 2015م، حتى اللحظة فقد قدرت بالملاين حيث إشارة عدد من الدراسات انها بلغت ثلاثة ملايين نسمة وقد تركزة تلك التجمعات السكانية في عواصم المحافظات ونالت العاصمة عدن النصيب الأكبر حيث بلغت عددها وفق تصريحات أحد الباحثين الميدانيين الى ( 950) الف نسمة متركزة في دار سعد والشيخ عثمان والبريقة والمنصورة والتواهي وخور مكسر والمعلا وكريتر، ومن ثم تلتها محافظات المهرة وابين ولحج وحضرموت وشبوة.