كثفت مليشيات الحوثي من تهريب الأسلحة عبر سواحل البحر الأحمر، مستبقة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة.
وتركزت عمليات التهريب على نحو رئيسي في الآونة الأخيرة في السواحل الشمالية من محافظة الحديدة المشمولة بسلام أممي هش منذ أواخر 2018، وذلك عبر طرق بحرية مختلفة يستغلها الحرس الثوري الإيراني في نقل الأسلحة لوكلائه الحوثيين في الداخل اليمني.
وقالت 3 مصادر أمنية، إن مليشيات الحوثي أجرت منذ مطلع الأسبوع الجاري بشكل دوري ومنظم عمليات إنزال ليلية لشحنات أسلحة قادمة من عمق البحر الأحمر على متن قوارب صيد.
وبحسب المصادر فقد تم رصد قوارب تابعة لمليشيات الحوثي خلال أيام 11 و12 و13 من يوليو/تموز الجاري وهي تفرغ شحنات أسلحة في مناطق ساحلية متفرقة من مديريتي "اللحية" و"الصليف" شمالي الحديدة.
وأوضحت أن بعض المركبات كانت تقل صناديق صيد نقلت الأسلحة من سواحل اللحية والصليف إلى ورش ومستودعات ومزارع تابعة لمليشيات الحوثي شرقي وشمالي المحافظة تمهيدا لنقلها إلى صعدة وصنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات الحوثي تتخذ من المربع الشمالي للحديدة الذي يضم 9 مديريات غرفة عمليات عسكرية لإدارة شحنات الأسلحة المهربة عبر سواحل البحر الأحمر الخاضعة لسيطرتها.
ويدير المربع الشمالي المدعو فاضل الضياني، المكنى "أبوفاضل" أو "أبوهاشم" وتمنحه المليشيات رتبة "لواء" وينحدر من معقل الانقلاب محافظة صعدة.
وبينت المصادر أن سفنا إيرانية تعبر بغطاء تجاري المجرى الملاحي تفرغ حمولتها عادة قبالة السواحل الشمالية للحديدة من الأسلحة إلى قوارب وزوارق يتم تجهيزها مسبقا قرب جزيرة "كمران" والجزر المحيطة بها إضافة إلى "الجبانة" و"الصليف".
لمليشيات الحوثي، حيث يعتمد الانقلابيون على المراكب الشرعية في نقل الأسلحة المهربة.
صواريخ إيرانية ضبطت في منفذ شحن شرقي اليمن قبل وصولها للحوثي في مارس/أذار الماضي
وتلعب سفينة "بهشاد" الإيرانية الراسية في جزر دهلك في البحر الأحمر دورا محوريا في تنسيق عمليات تهريب الأسلحة بين السفن الإيرانية ومليشيات الحوثي وكذا العمل كنقطة اتصال بين شبكات الحرس الثوري الإيراني في القرن الأفريقي والداخل اليمني، وفقا لذات المصادر.
وأرجعت المصادر سبب تزايد أنشطة تهريب مليشيات الحوثي للأسلحة عبر البحر الأحمر بعد الرقابة الأمنية المشددة التي فرضت مؤخرا على الحدود والسواحل الشرقية لليمن وتحديد محافظة المهرة التي كانت تستغلها المليشيات في تهريب الصواريخ والمسيرات.
كما تزايدت مؤخرا عمليات الضبط الدولية لشحنات الأسلحة الإيرانية في خط التهريب في بحر العرب القادم من موانئ إيرانية إلى سواحل اليمن الجنوبية والشرقية.
ويأتي تكثيف مليشيات الحوثي تهريب الأسلحة استباقا للقمة العربية الأمريكية في السعودية ما يتعين على اليمن والقادة العرب مناقشة تفعيل سريع لقوة المهام 153 المشتركة وتأمين الحديدة من قبضة مليشيات الحوثي ومناقشة خطة مكافحة سلوك إيران العدواني باليمن.
كما تأتي استباقا لانتهاء فترة الهدنة الأممية التي لم يتبق من عمرها غير أسابيع ومن المقرر انتهاؤها في 2 أغسطس/آب القادم وسط جهود أممية لتمديدها للمرة الثالثة لكن ذلك لا يزال يصطدم بتعنت الحوثيين الذين يرفضون تنفيذ أحد البنود الرئيسية المتمثلة برفع حصار تعز وفتح الطرق.
وكانت البحرية البريطانية أعلنت مؤخرا عن ضبط صواريخ أرض - جو ومحركات لصواريخ "كروز" وأسلحة إيرانية متطورة كانت متجهة للحوثيين في في المياه الدولية جنوب إيران.
وفي مارس/آذار الماضي، ضبطت السلطات اليمنية أكبر شحنة صواريخ في محافظة المهرة، حيث كانت تضم أكثر من 52 صاروخا متطورا مضادا للدبابات والدروع، إيرانية الصنع، وفق مصدر أمني لـ"العين الإخبارية" حينها.
وفي 28 فبراير/شباط الماضي، وسع مجلس الأمن حظر الأسلحة ليشمل مليشيات الحوثي بأكملها، في مسعى لتجفيف مصادر تسليحها التي تعتمد على الشحنات المهربة القادمة من إيران عبر شبكة تهريب معقدة.
وكان آخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة المقدم لمجلس الأمن أكد استمرار عمليات تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي بما فيه عبر المنافذ البرية للمهرة، شرقي البلاد.
ويرى خبراء دوليون أن أحدث الأدلة التي تثبت تدفق الأسلحة للحوثيين خلال الهدنة واستغلالهم للسلام هو ظهور سوق سوداء مؤخرا لبيع الأسلحة الإيرانية في أسواق ومحال تجارية في قلب صنعاء.