صحف عربية: بايدن في الشرق الأوسط.. زيارة تصحيح بوصلة العلاقات

صحف عربية: بايدن في الشرق الأوسط.. زيارة تصحيح بوصلة العلاقات

صحف عربية: بايدن في الشرق الأوسط.. زيارة تصحيح بوصلة العلاقات
2022-07-15 16:26:43
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

تحمل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية، كأول زيارة له للمنطقة، العديد من التحليلات والملامح، لاسيما كونها زاخرة بالملفات التي تهم ليس فقط المملكة، ولكن أيضاً باقي الدول العربية التي تنتظر الخروج بنتائج تعكس الواقع على الساحة الدولية.

 

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فعلى قدر أهمية القسم الأول من الزيارة، إلا أن الدول العربية تنتظر ما يحمله القسم الثاني من نقاشات تخدم القضايا العربية ودور الدول العربية، لاسيما كونها أثبتت على مدى السنوات الماضية جدوى سياسة التوازن التي لعبتها وأظهرت كفاءتها بخضم التطورات والنزاعات الدولية الأخيرة.

 

بانتظار القسم الثاني

أوضح مشاري الذايدي في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن جولة بايدن في إسرائيل ركزت على المصالح الإسرائيلية بالدرجة الأولى كما القضية الإيرانية، ولكن كل هذا جرى في القسم الأول من جولة بايدن في الشرق الأوسط، بقي الآن اكتشاف المقاربة الأمريكية لملفات الأمن العربي والتعاون بين الدولة الأولى في العالم، مع دول الخليج العربي ومعها مصر والأردن والعراق، أي منطقة الشرق الأوسط "العربية".

 

وعليه ينتظر القسم الثاني من الزيارة لمعرفة إن كان الأمريكيون الديمقراطيون يريدون فتح فصل جديد مع العرب هذه الأيام. وفي كلا الأحوال، الحسابات أثبتت أن السياسة لا تعرف العواطف والشعارات الحماسية، قدر معرفتها بحسابات الواقع الصلب ومعيش الناس الحقيقي، وموازين القوى الفعلية.

 

أهلاً بالضيف

أما محمد يوسف في صحيفة "البيان" الإماراتية، فأكد الترحيب بالضيف، مهما "اتفقنا أو اختلفنا معه ومع بلاده، يفرض الواجب علينا أن نعمل بأصلنا.. وأن نسمع ما يريد منّا قبل أن نسمعه ما نريده منه"، بخاصة أنه توصل إلى قناعة تامة بأن هذه المنطقة تقع في مقدمة الأولويات، من حيث الموقع والأهمية والمقدرة على تغيير مسارات كثير من القضايا الدولية الشائكة، بخلاف ما حدث خلال حملته الانتخابية وما تلاها من أقوال وأفعال بعد وصوله إلى البيت الأبيض.

 

وأكد أن دول الخليج العربية لا تقفز فوق الواقع، ولا تتبع الانفعالات، ولا تكابر، ولا ترد على الخطأ بخطأ، وفي الوقت ذاته لا تحب قفزات الآخرين وتحولاتهم غير المبررة، لكنها لا تقطع الخيوط التي تصلها بالجميع، وبايدن في هذا اليوم لن يرى غير الترحيب والمودة والاحترام.

 

التوازن الخليجي

ومن جهته، رأى حسن مدن في صحيفة "الخليج" أن وحدهم المكابرون من يغفلون حقيقة أن نظاماً دولياً جديداً متعدد الأقطاب آخذ في التشكل؛ بل لعله قد تشكل بالفعل، ومن مصلحة دول الخليج أن تقيم علاقات متوازنة مع كافة الأطراف الوازنة في النظام الدولي الجديد، فدول المنطقة بما هي عليه من موقع "جيوسياسي" مهم، وما تملكه من ثروات وإمكانيات، وما حققته من إنجازات في بناها التحتية وفي اقتصاداتها مؤهلة لأن تفعل ذلك.

 

وعليه، على الولايات المتحدة والدول الغربية عامة أن تغادر النظرة المتوارثة عن كون هذا الخليج تابعاً لها في سياساتها، فتلك الدول اليوم تعتمد سياسة الحياد في الصراعات الدولية، وهو نهج متوازن، ويهمها أن يدرك الطرف الأمريكي أن دول المنطقة تأخذ بعين الاعتبار (وهي تصوغ سياساتها)، المتغيرات والتحولات في عالم اليوم.

 

التطلعات العربية

أما أحمد بن سالم باتميرا، فرأى في صحيفة "الوطن" البحرينية أنه تزامناً مع كل ما تحمله زيارة بايدن، يجدر بدول المنطقة العمل على الأمن الخليجي والعربي والاهتمام بجوانب الغذاء والتنمية والصحة والتعليم، كما على الدول العربية إعادة صياغة القرارات لتكون بمستوى الطموح والتطلعات في "قمة جدة للأمن والتنمية" الهامة، وان تكون قمة جدة هي الانطلاقة والبداية لعهد جديد لدول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية.

 

فكما طويت صفحات عدة خلال الشهور الماضية، يأمل الكاتب برؤية انفراجة في العلاقات الأمريكية العربية دون ضغوطات أو تدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتوصل لقواسم مشتركة ترضي كل الأطراف في إطار منظومة هدفها السلام والرخاء والتنمية في المنطقة والعالم.