لا تزال آفة المخدرات مشكلة تثير القلق وتخيّم على الأفق، حيث أصبحت تنتشر بطريقة سهلة ومخيفة بل وتوغلت في أوساط الشباب بمحافظات الجنوب كالنار في الهشيم، مما ينذر بكارثة حقيقة تهدد مستقبل الأجيال القادمة، حيث أن ازدياد تعاطيها تنتج مشاكل كبيرة في أوساط المجتمع الجنوبي وتؤثر بشكل متفاوت على من هم أكثر فقراً مما يجعلهم أكثر عرضة لتعاطيه، وفي أثناء ما يحاول القيام به من أجل الحصول على المادة فإنه قد يقوم بالكثير من السلوكيات الغير مفهومة وغير المتعارف عليها تجاه من حوله.
وفي هذه الزاوية تُسلط "صوت المقاومة الجنوبية" الأضواء عن أهم الحلول والعقوبات المستحقة لتجار المخدرات والحملات المستمرة لتوعية أفراد المجتمع بخطر آفة المخدرات من قِبل "إدارة مكافحة المخدرات بالحزام الأمني" بالعاصمة عدن، التي تأسست في عام2019م والذي أسسها العميد محسن الوالي ومدير إدارة مكافحة المخدرات النقيب مياس حيدرة، وحققت نجاحات كبيرة منذ تولي هذا المهام فقد أتلفت كميات كبيرة من المخدرات من عام 2019م إلى عام 2021م بالتنسيق والإشراف المباشر من النيابة الجزائية والعميد محسن الوالي.
"جهود جبارة لإنتشال آفة المخدرات"
يقول النقيب مياس حيدرة الجعدني، مدير إدارة مكافحة المخدرات في قوات الحزام الامني: أنه في الآونة الأخيرة من هذه السنة 2022م ظهر في بلادنا مخدر جديد وانتشر بقوة كبيرة بين الشباب وهو "الشبو" المخدر المسمى بالمادة العلمية (الكريستال ميث) وقد أتلفت منه انا بنفسي (101) كيلو وهذه المادة الشبو خطيرة جداً جداً وأستخدامها قد يؤدي للموت وتجعلك تقتل وتعمل اشياء لا تدركها وانت مخدر، حيث أن من المهم على جهات الإعلام أن تكثر من النشر في وسائل التواصل الإجتماعي عن خطر هذه الآفة المدمرة الدخيلة على العاصمة عدن.
وأكد قائلاً: أن العمل المشترك بين إدارة مكافحة المخدرات التابعة لأمن عدن وأبين ولحج والضالع فنحن على تواصل معهم في اي قضايا حديثة تخص وتبادل المعلومات بيننا مستمر لكون نقاطنا التابعة للحزام الأمني هي التي على الأرض مستمرة بالتفتيش واليقظة الأمنية من عام 2016م إلى يومنا هذا، وفي حالة اي جهة أمنية أخره تطلب منا متهم عليه سوابق أو قضايا جسيمة نقوم بتسليم المتهمين لهم فوراً ليتم أتخاذ الاجراءات اللازمة ضدهم ونحن كقيادة تابعة للحزام الأمني اتينا لكي نساعد الجهات الأمنية في حفظ واستقرار أمن البلد بجميع انواع العطاء المطلوب من قواتنا الحزام الأمني.
وأضاف: كما نقوم أيضاً بعمل ندوات وورشة عمل في خصوص كيفية مكافحة المخدرات بيننا وبين إدارة أمن عدن التابعة للواء مطهر الشعيبي والذي شارك معنا في عدة لقاءات كانت آخرها قبل أيام واقيمت في معسكر حرس المنشآت التابع لقوات الحزام الأمني.
"يقظة أمنية.. وعقوبات مستحقة"
يقول النقيب مياس حيدرة، مدير إدارة مكافحة المخدرات: أن إنتشار الحشيش المخدر أصبح بشكل مستمر لكونه رخيص والطلب عليه كثيف فالحشيش عبارة عن مادة سوداء مثل الصلصال تحرق وتخلط مع التمباك وتشرب مثل السيجارة وتأتي هذه المادة من بلاد أفغانستان عبر المنافذ البحرية لمحافظة المهرة.
مضيفاً : أن حملات التحذير من خطر المخدرات ستستمر فنحن لم نتوقف ابداً عن التحذير من خطر هذه الآفة وفي الآونة الأخيرة أكثرنا من تفعيل الحملات واللقاءات والندوات والمحاضرات في وسائل الإعلام وفي السجون مع المتهمين الذين هم اهم فئة للنصيحة وكذلك بطباعة ملصقات عن خطر المخدرات في مجتمعنا مع قلة الإمكانيات التي معنا إلا أننا لم نتوقف في محاربة هذه الآفة ميدانياً وإدارياً واعلامياً.
موضحاً أنه تم إتلاف كميات من المخدرات التي هي (3184) كيلو حشيش مخدر ما يعادل ثلاثة طن وزيادة،(56) كيلو هيروين مخدر،(101) كيلو شبو مخدر،في نقاط الحزام الأمني وعلى رأس هذه النقاط نقطة دوفس وجميع المتهمين تم تسليمهم للنيابات المختصة مع كل ملفاتهم وبعض المتهمين أصدرت فيهم احكام بالسجن 25 عام والبعض الآخر ينتظر عقابة .
*رسالة الى اولياء الأمور*
وقدم النقيب مياس حيدرة، مدير إدارة مكافحة المخدرات بالحزام الأمني، رسالة إلى أولياء الأمور في ختام حديثة لــ "صوت المقاومة الجنوبية" : أن فئة الشباب هي المستهدفة، ونحن نقولها صراحة نحن أمام حرب واضحة تريد النيل من شبابنا وبناتنا بنشر المخدرات وتسهيل عملية بيعها وإدخالها إلى البلاد، فنحن أمام حرب مفتوحة يجب أن يدركها الجميع ويستوعبها الشباب، أن حرب المخدرات من أخطر الحروب في العالم، فابشع الجرائم ترتكب بالمخدرات، لهذا أنصح الشباب بعدم الدخول في طريق المخدرات، فإنها تهدم الأسرة وتفرق الجماعة وتشتت الأفكار وتمحي المستقبل فطريق المخدرات يعني الموت، وأتمنى أن يفهم ويعي شبابنا وبناتنا حرب المخدرات وخطرها على المجتمع، وأن ينظروا إلى المستقبل ويكونوا أكثر وعياً في مكافحة هذا الآفة الخطيرة التي تهدمالأوطان
ورسالتي إلى الآباء أن يتابعوا أبناءهم، فإن أكثر من وقعوا في طريق المخدرات هم شباب غاب دور الأسرة عنهم، وانتم تعلمون أن غياب دور الأسرة في متابعة الأبناء يجعلهم عرضه وضحية للمخدرات.
*تأثيرات خطيرة على المدى البعيد والقريب"
المخدرات تفتك بالجهاز للعصبي لما له من تأثيرات خطيرة على العقل تؤدي في كثير من الأحيان إلى أمراض عقلية مزمنة لا شفاء منها عند تعاطي مثل هذه المواد لفترات والسبب أن المخدرات تؤثر على المادة الكيميائية السائلة في الجهاز العصبي والمسئولة عن التوصيل العصبي إلى مخ .
بذات سياق متصل، تحدث الدكتور محمد طاهر، إخصائي مخ وأعصاب في مركز المدينة الطبي بالعاصمة عدن،لـ" صوت المقاومة الجنوبية" عن المخاطر الصحية التي تصاحب المدمن وثأثر على مستقبله للمدى القريب والبعيد .
وقال د. محمد طاهر: أن المخدرات آفة دخيله على المجتمع وبين الشباب إنما يتوجب اليقطة الإجتماعية والأمنية والنهضة العلمية لمحاربة هذه الآفة التي تنتشر بسرعة كبيرة بين أوساط مجتمعنا، فالدين والعلم هما السلاح الذي نحارب به الإدمان.
واوضح قائلاً: يعتمد تأثير المخدر على المخ على عدة عوامل، أهمها نوع المادة المخدرة، وعدد المواد المخدرة، والفترة الزمنية للتعاطي، وعدد مرات التعاطي، ولكن بمجرد دخول المادة المخدرة في الجسم وجريانها في الدم يفقد الشخص السيطرة، وتبدأ الرغبة المُلحة للمخ في تعاطي هذه المادة مرة أخرى، وذلك لتأثير المادة المخدرة بشدة على نظام المكافأة في المخ brain reward) system)، والتي تعني ببساطة أن المخ يقوم بمكافأة الشخص عندما يعطيه هذه المادة المخدرة، وذلك عن طريق إعطاء الشخص الشعور القوي بالسعادة، و لهذا فإن الشخص ينمو عنده الشعور بالرغبة المُلحة، أو ما يُسمى بالرغبة الملحة (crave)، فيقوم الشخص بالاستمرار في تعاطي هذه المادة المخدرة.
وتحدث قائلاً: أن الكثير من الشباب استطاعوا إستعادة توازنهم النفسي تخلصوا من الإدمان وكذلك بعض الحالات المدمنه والتي قمنا بعلاجها كان هناك تحسن ملحوظ فالجز۽ الاساسي في اي علاج هو رغبة المريض بالتخلص بالادمان، مما يتوجب بعد ذلك التوجه نحو علاج الاعراض النفسية المصاحبه الإدمان او النوبات الصرعية.