في سابقة جديدة، يقول مثقفون يمنيون إنها مدفوعة فيما يبدو بإغواء المال والاغتراب الثقافي، حولت ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بيت الثقافة الشهير وسط صنعاء ليكون معرضا لبيع الملابس الجاهزة على الرواق الحكومي الفريد لمعارض الكتب والفعاليات الثقافية والفن التشكيلي.
ويعد بيت الثقافة أحد أهمّ الأروقة الثقافية في اليمن، وأصبح منذ افتتاحه في العام 2000م، منارة حضارية وساهم في الحراك الثقافي اليمني، كوجهة مهمة للفعاليات الثقافية والفنية.
هذا السطو على رمزية بيت الثقافة اليمنية، الذي مر منه غونتر غراس، ومحمود درويش، وأدونيس وأحمد عبدالمعطي حجازي، وكمال أبو ديب، وعادل إمام، ونور الشريف، وقائمة طويلة من الاعلام الثقافية، هو "خلاصة هذا الزمن الأغبر"، وفق تعبير وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، وتتويج صادم لسنة ميلادية اخرى مظلمة في اليمن، حسب مراقبين.
وقال الرويشان في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك": "فوق الخيال! لم أصدّق عيني! بيت الثقافة اليوم يبيع الملابس بدلاً عن معارض الفن التشكيلي والكتب والفعاليات الثقافية!".
وتساءل: "لماذا في بيت الثقافة رغم وجود ألف صالة وصالة في صنعاء؟"، ليوجز الإجابة بقوله، "واقعة هي خلاصة هذا العهد الأغبر!"، في إشارة إلى الحوثيين.
واتهموا ميليشيا الحوثي بمواصلة تجريف كل ما له علاقة بالحضارة والثقافة اليمنية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها، مؤكدين أن هذا الفعل "رسالة صريحة للمثقفين، أن عصر الثقافة انتهى وأن عصر الجهل هو سيد الموقف".
وتظهر الصور إفراغ الميليشيات الحوثية المبنى من محتوياته، وتحويل قاعاته إلى مول لبيع الملابس الجاهزة بمختلف أنواعها، بينما حولت أقسام أخرى إلى محلات للملابس الداخلية وبيع مستحضرات التجميل والأحذية.
وعلق الإعلامي عبدالله اسماعيل، بالقول، إنها "الصورة الأحدث والأقذر لتجريف الوعي.. بيت الثقافة يتحول حوثيا الى معرض للملابس الجاهزة.. الامامة السلالية عدو تاريخي للعلم والثقافة والابداع".
وأثار تحويل بيت الثقافة في صنعاء إلى صالة لعرض الملابس، من قبل ميليشيا الحوثي، استياءا وغضبا واسعا بين الأدباء والمثقفين والناشطين اليمنيين في وسائل التواصل الاجتماعي.