برحيلك.. هكذا حزنت يافع والوطن !

برحيلك.. هكذا حزنت يافع والوطن !

برحيلك.. هكذا حزنت يافع والوطن !
2021-04-09 21:22:20
صوت المقاومة الجنوبية / خاص

كتب/ ابو علوي الطفي

ببالغ الحزن وعميق الأسى و قلبي يعتصر ألماً وحزناً ودموع عيناي تنهمر وانا أقرأ ليلة أمس و أشاهد ذلك الخبر الصادم بوفاة اطيب و انبل واشرف من عرفته شخصياً و عرفه كذلك كل ابناء يافع ، من كان نموذجاً فريداً للكادر الصحي في يافع و اعتقد جازماً انه لم يوجد قبله ولن يأتي من بعده كمثلة ، حيث كان رحمة الله عليه لنا جميعاً بمثابة الانسان المخلص المنضبط في عمله و تأدية واجباته تجاة اهله و أبناء منطقته، فقد كان للجميع أخاً كبيراً يشتد به الظهر و أبناً باراً سعى طوال حياته لكسب رضى آباءة و أمهاته من كبار السن، وعرفناه كذلك اًباً حنوناً و صديقاً وفياً ،و انساناً بسيطاً جداً وفي قمة الاخلاق و التواضع، لا يريد من الحياة الا ارضاء ربه و خدمة أبناء جلدته ، وتشهد له بذلك مسيرة حياتة المهنيه الطويلة على مدى اكثر من 30 عام قدم خلالها الكثير و الكثير من الخدمات الكبيرة لكآفة أبناء يافع دون استثناء أو تمييز لاسيما في مجال عملة الصحي ، وكما يعلم الجميع بما مرَّت به البلاد من اوضاع سيئة و لازالت تمر بها الى اللحظه و ما رافقها من فساد و تمييز أدَّى الى ظلم و تهميش و اقصاء عدد كبير من الكوادر الوطنية المخلصة على مختلف المجالات ، و اجزم ان الفقيد محمد الكلدي رحمة الله عليه قد كان واحداً منهم حيث عاش و مات دون ان يوفه احد و لو جزء بسيط مما كان يستحقة ، و بالمقابل لم يكن الفقيد الكلدي رحمة الله عليه يسعى ذات يوم في عملة وراء منصب او جاه او مصلحة بل أبى الا ان يكون وفياً لمبادئه النبيله و أخلاقه المثاليه و استمر في تقديم و بذل المزيد من الجهود ، و دون كلل او ملل سعى كذلك في خدمة الوطن و المواطنين من موقعه الانساني كموظف يتبع مكتب الصحه والسكان في مديرية يافع لبعوس و تحديداً في مستشفى أكتوبر العام و قد مثل فيه خير نموذج للموظف و الكل يشهد له بذلك ، وللامانه و الحقيقة اننا لن نستطيع ان نعبر عن سجايا فقيدنا الراحل محبوب الجماهير مهما كتبنا او تكلمنا ،ولكننا نختصر الحديث هنا بالقول أنه رحمة الله عليه كان مدرسة نموذجيه متكامله و متخصصه في توصيف المعنى الحقيقي للقيم الانسانيه المثلى و الاخلاص و الوطنيه وحب الانتماء لبلدة و اهله و موطنه ، ويستطيع الجميع ممن عرفه ان يفهم ماذا يعني ان يكون الانسان مخلصاً ووفياً و معطاءً و محباً للخير.

و نحن نشهد لله ولا نزكي عليه احداً أن موظف بسيط لم يكن يوماً على هرم المسؤولية مثل فقيدنا الغالي(الكلدي)و استطاع من ذلك الموقع الوظيفي المتواضع تقديم ادوار كبيرة وجهود انسانية جبارة سخرها لخدمة المواطنين هو فعلاً نموذجاً للموظف الاستثنائي و للانسان العظيم النادر و يستحق منا ان ندعوا له حيَّاً و ميِّتاً.

لقد رحل الكلدي الشهير بذلك اللقب ولكنه استطاع أن يؤسس في قلوبنا وقلوب كل من عرفه دولة قيم متكاملة الاركان و أمة تحيا بالضمائر الحيَّة، وسيظل حياً في قلوبنا وقلوب كل من عرفه....

انا لله وانا الية راجعون....