سقطرى بين الاسهامات السخية للامارات والاطماع الإخوانية

سقطرى بين الاسهامات السخية للامارات والاطماع الإخوانية

سقطرى بين الاسهامات السخية للامارات والاطماع الإخوانية
2020-02-28 09:49:38
صوت المقاومة الجنوبية / متابعات


الحديث عن موقع سقطرى في الصراع في اليمن من الأهمية بمكان، ويدلل عليه هذا الحضور الإعلامي الكبير للأرخبيل رغم الاختفاء طوال العقود السابقة، والخروج من دوائر الاهتمام.

ولعل منطلق الأطماع الاخوانية تتزايد بسبب الأهمية البالغة لجغرافيتها السياسية بكل تفاصيلها العسكرية والاقتصادية والأمنية، إنها باختصار عبقرية المكان وهبة الجغرافيا لليمن والذي يلخصه القول الشهير لضابط البحرية والخبير الجيوستراتيجي في البحرية الأمريكية "ألفريد ثاير ماهان" الذي قال: "إن من يسيطر على سقطرى يمتلك السيطرة على البحار السبعة في العالم. ومن يحقق السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبًا بارزًا على الساحة الدولية"، لافتاً إلى "أن المحيط الهندي هو المفتاح للبحار السبعة".

ويقابل تلك الاطماع الخبيثة لعملاء محور قطر - تركيا دعم اماراتي سخي مقدم من مؤسسات وهيئات اماراتية للارخبيل الذي يعاني من اجرام من ميليشيات الاخوان وفساد مؤسسات شرعية هادي.

وتعد سقطرى ممرًا إجباريًا يتيح الوصول للمحيط الهندي والمحيط الهادئ وبوابة دخول للقرن الإفريقي، بالإضافة إلى كونه منفذا هاما يربط غرب وشرق آسيا بقارة إفريقيا وأوروبا.وبالتالي يمكن لأي قوة عسكرية في العالم تتمكن من بناء قاعدة عسكرية في سقطرى، أن تصبح المسيطرة على أهم المضايق المائية في العالم، وهما "هرمز" وباب المندب، والذي بدوره يؤثر على الملاحة في قناة السويس ما يهدد المصالح المصرية، ومضيق ملقا الذي يفصل بين اندونيسيا وماليزيا، وتبعاً لذلك يستطيع أن يوجه ضربات بالطيران أو الصواريخ إلى إيران وأفغانستان وباكستان والعراق وجنوب شرق آسيا، وإفريقيا دون أن يخشى تلقي ضربات مقابلة.

ومن هذه الأهمية تأتي خطورة الدور المتنامي لمحور تركيا قطر والإخوان بالارخبيل والذي تفهمه بوعي وإدراك دول التحالف العربي لا سيما السعودية، الإمارات، وتعمل لملء الفراغ الذي يمكن أن يستغل من هذه القوى والتي بدت مؤشراته واضحة منذ زيارة الأميرة موزة للجزيرة وإنشاء الجمعية القطرية فيها منذ سنوات وتكليف عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني بادارتها وهو رجل استخباراتي كبير ويعكس طبيعة الدور المخابراتي القديم في الجزيرة ومن يمكن فهم الضجيج للماكنة الإعلامية القطرية حول الجزيرة.

وتأتي في نفس السياق زيارة نائب وزير الداخلية التركي لعدن ولقاؤه بالميسري، ورغم الغطاء الإنساني للزيارة لكن في جوهرها هي زيارة أمنية استخباراتية، فلم يبعث وزير التنمية أو الاقتصاد أو الخارجية أو غيرها إنما الرجل الثاني في الأمن التركي.

وبعيداً عن التسريبات التي أعقبت الزيارة واللقاء من حديث حول عدن وسقطرى، ورغبة الاتراك في الإسهام في الدعم الأمني والاقتصادي لا يمكن تجاهل رغبة اردوغان في لعب دور في اليمن والاستفادة من أوراق ضغط على السعودية ومصر وكسب أوراق جديدة في اللعبة الدولية وقضايا المنطقة لا سيما والتجربة الإيرانية في كيفية الاستفادة من ورقة الحوثيين وجعلهم أداة فاعلة تفوق ورقة حزب الله في لبنان، و اردوغان يستطيع أن يجعل الإخوان نفس الورقة وسيقدمون أكثر من الحوثيين بل يمكن القول: إن الإخوان هم أحد المحركين الأساسيين لهذا الطموح التركي بالتواجد في اليمن ويأملون في تشبيك مصالحهم بقوة خارجية ما.

ينظر اردوغان إلى اليمن باعتبارها جزءاً من تركة أجداده القدماء، مثلها مثل باقي الدول العربية التي يمتد الاخطبوط التركي إليها، ففي الصومال ينشئ قاعدة عسكرية ويدرب عشرة آلاف مقاتل ويدفع بالصوماليين بالتواجد البحري بالقرب من سقطرى، وفي السودان ينشئ قاعدة في ميناء سواكن في فترة حكم الإخوان والبشير، ويجند الإرهابيين إلى ليبيا ويعبث بسوريا ويخلق المشاكل في لبنان.

و شكل تحالف المال القطري والقطيع الإخواني والحضور التركي مرتكزات هذا التحالف الذي يتقاطع مع إيران والحوثيين في نقاط اتصال هامة وتكامل واضح، وان اختلفت طبيعة الأدوار